جريدة الجرائد

تبادل أدوار "الإرهاب".. بين "الظواهري".. و"الإخوان"

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حملة التحريض التي خرج بها رأس تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، قبل أيام، ودعوته لقتال الجيش والشعب المصري، لا يمكن تفسيرها خارج إطار "الإرهاب" الدولي الذي يُمارس بحق الشارع المصري. الرجل بات يؤدي ذات الدور الذي تكفلت به وبـ"الخفية"، جماعة "الإخوان المسلمون" إبان حكمها مصر، حتى وإن أظهرت عكس ذلك من حيث مواجهة ما يُسمى بـ"الإرهاب"، وهي تدعمه في ذات الوقت من وراء ستار.
تبادل أدوار "الإرهاب" هذا يُدلل بشكل قاطع، على أن حالة الإفلاس التي بات يعيشها المنتمون لجماعة "الإخوان المسلمون" في طريقها للاتساع، وباتت بحاجة إلى مساندة خارجية، تبرع بتقديمها ابن الجماعة، وخريج رحم أفكار "سيد قطب"، "أيمن الظواهري".


مُباركة الرجل ـ أي الظواهري ـ لقتل أبناء الجيش والشعب المصري لم يخرج اعتباطا، في هذا التوقيت تحديدا. هي محاولة بكل المقاييس لخلق حالة إحباط عامة في الشارع المصري، الذي يقف على أعتاب انتخابات رئاسية، "أُستشعر" سلفا من سيكون بطلها، وجاء على ذكره الظواهري بشكل مبطن، حين وصف الحالة السياسية المصرية وربطها بما يعدّه "علمانية".. "تآمرية"، وانقلب فيها بالمناسبة على "حزب النور" الذي قارب سياسيا وليس فكريا، جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر، إلى أن اتضحت له حقيقة المشروع السياسي للإخوان، القائم على الإقصاء والتفكير والإرهاب.
وفي حالة أخرى، المراوغة التي لجأ إليها الظواهري في كلمته أول من أمس، حين عرج في حديثه على "حزب الله اللبناني"، ودعوته لقتاله، ليست أكثر من مناورة لحشد أكبر قدر من التأييد المتضائل في الأساس بالحالة الشعبية العربية العامة للتنظيم، لا سيما وأن الحزب اللبناني وضع "سكينا" على رقبته حين زج بكل ثقله في الحرب السورية، وأسهم في سفك دم الشعب السوري. هنا مناورة لن تنطلي لا على المصريين، ولا على الرأي العام العربي.
محاولة تصوير الظواهري عدم قدرة العالم بأسره على كسر شوكة تنظيم القاعدة، دعوة مبطنة لتأييد "الإرهاب" الحاصل في مصر. الهدف منها في الأول والأخير، اتساع رقعة العنف، في بلد لا يجد انتماء من قبل "الجماعة"، ووجهها الآخر، "تنظيم القاعدة". الأمر لا يتجاوز كونه ثنيٌ للمصريين عن قيادة بلادهم إلى بر الأمان. وهذا لن يتحقق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف