جريدة الجرائد

محمد الشامي: الأغنية بنت المجتمع

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

زيدان الربيعي&

&ترك المطرب العراقي محمد الشامي بصمة كبيرة جداً في مسار الأغنية العراقية منذ أغنيته الأولى "يفر بيّه هوى المحبوب يا ناس" التي سجلها في منتصف ثمانينات القرن المنصرم . إلا أنه غاب لمدة طويلة عن الساحة الغنائية .
وأوضح الشامي في لقاء مع "الخليج" أسباب غيابه الطويل عن الغناء . مؤكداً عودته من جديد عبر ألبوم جديد وأغان أخرى . لافتاً إلى أن الأغنية بنت المجتمع . مشيداً ببرامج المسابقات الغنائية، إلا أنه رفض المشاركة فيها كما فعل زميله عامر توفيق في برنامج (The Voice) تالياً التفاصيل:
* أين أنت الآن؟
- أنا الآن في الفرقة القومية للفنون الشعبية كقارئ للمقام العراقي كوني خريج معهد الدراسات النغمية، حيث كان معي في المعهد المذكور كاظم الساهر ونصير شمة ومحمود أنور وأحمد نعمة وكريم محمد وفريدة .
* هل لديك أغانٍ جديدة؟
- نعم لديَّ مجموعة أغان جديدة من كلمات سعدون قاسم وألحان كاظم فندي، كما سجلت ألبوماً سوف ينزل إلى الأسواق قريباً أعدت فيه تسجيل أغنياتي القديمة من أبرزها أغنية "يفر بيّه هوى المحبوب يا ناس" وكذلك أغنية "يل نويت تبيع" كذلك في هذا الألبوم أغنيتان ريفيتان وأغنيتان من المقام العراقي وأغنية جديدة من ألحان علي سرحان اسمها "وين ما وين" والثانية من ألحان كاظم فندي أسمها "خلينا نحب"، لأنني أحببت التنويع من جانب وأن أظهر إمكاناتي الصوتية للجمهور بعد هذا الغياب الطويل .
* ما هي أسباب غيابك الطويل عن الغناء؟
- هناك أسباب عدة أبعدتني عن الغناء لعل من أبرزها الظروف الصعبة التي شهدها البلد خلال السنوات الماضية، كذلك فإن غياب الأغاني الجميلة والصادقة والمعبرة أسهم هو الآخر في ابتعادي عن الغناء .
* لماذا لم تتجاوز أغنيتك الأولى "يفر بيّه هوى المحبوب يا ناس"؟
- قد يكون السبب في أن هذه الأغنية وصلت إلى الجمهور بشكل واسع جداً وأيضاً رسخت في أذهانه وهي تمثل هويتي في الغناء وكذلك في الحياة، لكني سجلت أغاني جميلة لعل من أبرزها أغنية "يل نويت تبيع" التي قام بإعادة غنائها المطرب اللبناني عاصي الحلاني، حيث أخذ الأخير الإذن من ملحن الأغنية المذكورة علي سرحان .
* كيف اختارك الملحن الراحل طارق الشبلي لأداء أغنية "يفر بيه" وأنت يومها لم تكن معروفاً؟
- هو لم يخترني، لأنه لم يعرف إمكاناتي الصوتية، بل أنا أصررت على أن تكون هذه الأغنية من نصيبي، لأن الملحن الراحل طارق الشبلي عرضها على المطربين سعدون جابر وصلاح عبد الغفور وصباح السهل ولم يستطيعوا غناءها . لأن في هذه الأغنية سر كونها تنطلق من طبقة واطئة ثم تصعد، حيث لم يكن هناك مطرب عراقي يمتلك هذه الطبقة الواطئة . وذات يوم طلب المطرب صباح السهل من الملحن طارق الشبلي أن يسمع هذه الأغنية فذهبت معهما فسمع صباح السهل اللحن ورفض غناءه على الفور، لأنه لا يستطيع ذلك، فطلبت من الشبلي أن يعطيني اللحن فوافق بعد أن منحته مبلغ مائتي دينار عراقي آنذاك، لأنه كان بحاجة ماسة لهذا المبلغ وبعد أن سجلتها نجحت نجاحاً باهراً وقد فرح الشبلي بهذا النجاح الذي لم يكن يتوقعه بالمرة .
* لماذا بعد هذا النجاح الكبير لم تتواصل؟
- أنا تواصلت، لكن لم أجد أغنية بمستواها أو تتفوق عليها والغريب أن الملحن الراحل طارق الشبلي قد أعطاني أغاني عدة بعدها لكنها لم تصل إلى مستوى وشهرة "يفر بيه" .
* كيف ترى الأغنية العراقية بالوقت الراهن؟
- كما يعرف الجميع أن الأغنية هي بنت المجتمع، لذلك فما دام المجتمع خائفاً ومرعوباً تبقى الأغنية مرتبكة والارتباك يؤدي إلى الهبوط، لذلك ترى الأغنية العراقية اليوم تعتمد على "الصياح" الطبقات العالية، لأنه لا يوجد مطربون يغنون بطبقة واطئة .
* ماذا لو شاركت في مسابقة برنامج (The Voice) كما شارك زميلك عامر توفيق؟
- لا أعتقد أن هذا البرنامج يخدم مطرباً مثلي، لكن على سبيل افتراض أني شاركت فيه فإنني مستعد للتربع على عرشه وحتى إحراج اللجنة التي تشرف عليه لأني أمتلك الصوت والأداء، بينما زميلي عامر توفيق امتلك الصوت فقط وافتقد الأداء، علماً بأن صوته لايزال "خامة" لأنه ورغم عمره الطويل في الغناء لم يضع بصمة لصوته تشير له عندما تسمعه يغني .
* هل ضافت برامج المسابقات شيئاً للأغنية العربية؟
- نعم أضافت أشياء كثيرة وأسهمت بتقديم الكثير من الأصوات العربية إلى الساحة الغنائية .
* هل تعرضت إلى الظلم؟
- كلا لم أتعرض للظلم، لأن الفضاء كان مفتوحاً حتى في زمن النظام السابق .
* لكن غيابك كان محيراً؟
- هو فعلاً محير، لكن عودتي هذه ستكون بقوة وهذه العودة ستجعل الناس تعذرني عن السنوات التي غبت فيها عن الغناء، لأن الجمهور سيسمع أداء جديداً وصوتاً جديداً ونبرة جديدة .
* كلمة أخيرة؟
- أقول للجميع إن الغناء الذي تسمعونه الآن تحت اسم "الأغنية العراقية" هو ليس الغناء العراقي الأصيل، كذلك فإن الذين يغنون الآن هم المغنون الحقيقيون في الغناء العراقي، كما أقول أن مع الأصوات العراقية الشابة الجميلة والملتزمة وأنا متأكد أن هذه الأصوات ستتغير عندما تتغير ظروف البلد نحو الأحسن .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف