في زفاف العروس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
زياد الدريس
ظلت &"العروس&" عقوداً طويلة وأهلها يُعدّونها للزفة.
&
الكل يناديها بالعروس... وهي تترقب العريس المنتظر!
&
طال الانتظار، وخشي أهلها عليها العنوسة.
&
لكن الأمور فُرجت...
&
بالأمس زُفّت العروس.
&
فمن هو العريس؟!
&
هذه حكاية أخرى.
&
حين تم تقديم ملف مدينة جدة (عروس البحر الأحمر) في عام ٢٠١١ للتسجيل في لائحة التراث العالمي، كان الاسم: (جدة التاريخية)، لذا كان متوقعاً أن يكون العريس جدّاوياً أو سعودياً بالكثير. لكن الزفة تأجلت لأن بيت الزوجية كان &"غارقاً&" في دموع السماء.
&
في عام ٢٠١٤ جُهّزت العروس من جديد للزفة. هذه المرة لم يتم تقديم الملف باسم جدة التاريخية فقط، بل أضيف على الاسم: (بوابة مكة)، كما أراد لها عثمان بن عفان أن تكون.
&
مع الاسم الجديد (جدة التاريخية/ بوابة مكة) توسعت احتمالات تحديد هوية العريس من النطاق المحلي إلى النطاق العربي والإسلامي. كان هذا هو الطموح مع الاسم الجديد/ ضربة المعلم.
&
لكن بعد ما جرى في عملية التصويت (يوم السبت، ضمن أعمال مؤتمر لجنة التراث العالمي المنعقد بمدينة الدوحة هذا العام)، ورأينا كيف أن دولاً أوروبية ولاتينية وأفريقية وآسيوية دافعت، مثلما صنعت الدول العربية، عن أصالة الموقع وجدارته بلائحة التراث العالمي، أصبح العريس ليس جدّاوياً أو سعودياً فقط أو عربياً أو إسلامياً فحسب، بل هو عريس دولي وجيه يليق بالعروس الجميلة، ويكافئ انتظار أهلها الطويل.
&
تأمل اليونيسكو هنا (في باريس) ويدرك المسؤولون هناك (في جدة) أن تسجيل هذا الموقع، وأيّ موقع، في لائحة التراث العالمي هو ليس نهاية العمل، بل بداية العمل... على تطوير وتجهيز وصيانة وحماية الموقع وتوسيع نطاقات إشغاله بالزوار والاستمتاع بجمالياته، وتحويله من منطقة مهملة أو اعتيادية إلى نقطة استقطاب للزوار والسياح وعشّاق ومطاردي التنوع الثقافي في جهات العالم.
&
ختاماً، فإذا كنا ظللنا سنين نردد الشعار الجميل: (جدة غير)، فإن الشعار الأجمل الذي يليق بوصفها العالمي الجديد الآن بأنها بوابة مكة هو أن نقول إن: (جدة خير).
&
تهانيّ لأهالي جدة... ولمحبي جدة وأنا منهم، وسلام الله على بوابة مكة.
&