جريدة الجرائد

يمّموا الوجوه صَوبَ الروسيا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس الديري&إذا كان بطاركة المشرق ينوون حقاً التوجّه إلى واشنطن مستنجدين بها على جزّاري "داعش"، وللتباحث في مستقبل ما تبقّى من مسيحيّي هذا المشرق والأخطار التي تتهدّد وجودهم وحياتهم يوميّاً، فعلى المشرق ومسيحيّيه وألف سلام.&وعلى البطاركة الأجلاّء، قبل أن يجهّزوا الحقائب، وقبل توديع الرعايا، وقبل الصعود إلى الطائرة أن يراجعوا التاريخ والأحداث... ليتأكّدوا أن الكلام الأميركي لا يطلع عليه الضوء.&بل قد يغيّر الرئيس باراك أوباما، إذا ما استقبلهم وزوَّدهم الوعود، كل كلمة سمعوها منه وكل وعد جاد به عليهم.&المَثَل يقول إسأل مجرَّب ولا تسأل حكيم. والمجرَّبون كثر، من حولكم وحواليكم. ولبنان أمامكم جاهزٌ، وحاضرٌ ناضرٌ ليروي لكم ما تشيب من هوله رؤوس الأطفال. منذ عهد الرئيس كميل شمعون الذي انتهى بثورة حمراء إلى يومنا هذا.&عندما فوجئ اللبنانيّون صيف 1958 بالأسطول السادس&الأميركي يحلّ في ضيافة الشاطئ البيروتي من الأوزاعي إلى ضبيّه، ظنّوا وظنّ معهم الرئيس شمعون ووزير خارجيّته شارل مالك أن النجدة وصلت. وهذه هي أمّنا الحنون أميركا!&مرَّت أيّام قليلة على هذه "الفرحة" الصامتة، ليكتشف المعنيّون أن الأسطول الأميركي الذي حلّ ضيفاً على بحرنا ليس إكراماً لخاطرنا، بل لمتابعة مسلسل الانقلابات العسكريّة التي أطاحت كل الأنظمة المحسوبة على بريطانيا.&هذا موجز من البدايات للمشوار اللبناني مع "الستايتس".&للمرة الثالثة أو الرابعة تجدني أعود إلى قصّة الموفد الأميركي دين براون الذي كان يعشق ويسكي "البلاك ليبل" مع قهوة الصباح وشاي المساء، والذي أوفدته واشنطن إلى بيروت خلال "حروب الآخرين" في مهمّة مستعجلة...&الخلاصة، وبلا حاضر أو دستور، وفي أول اجتماع له مع أعضاء "الجبهة اللبنانيّة" عرض براون حلاً من بند واحد: البواخر جاهزة في عرض البحر لنقل المسيحيّين اللبنانيّين إلى دول ثلاث: أميركا، أوستراليا، كندا. مع مصروف الجيب لكل عائلة.&لا حاجة لسرد وشرح يطول في هذا المجال، ولا موجب للعودة إلى قصة "مخايل الضاهر أو الفوضى" والتي أعقبتها حرب "توحيد البندقيّة"، ولا التوغّل في أحداث مشابهة.&مجرّد نماذج لبنانيّة، تقابلها حاضراً وقريباً منا ويلاتٌ وأهوالٌ وكوارث ترزح تحت وطأتها سوريا، ويتبدّد العراق بـ"فضل" ما جادت به واشنطن عليه في الذهاب والاياب. ناهيك بأم الدنيا مصر و"الهديّة الاخوانيّة" التي غمرتها بها واشنطن، مروراً بليبيا واليمن بلوغاً أفغانستان.&فمن يراهن على أميركا كمن يراهن على سمك في بحر.&هذه العجالة تجعلنا نقترح على البطاركة المشرقيّين أن ييمّموا وجوههم شطر الروسيا العظمى، والتي إذا وعدت وفت. وإذا صادقت أخلصت. وإذا قالت التزمت. وهي شرق المشرق.&فالشرقُ شرقٌ والغربُ غربٌ ولن يلتقيا، قال ذاك اللورد الانكليزي الذي غاب اسمه عن ذاكرتي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف