جريدة الجرائد

سر «البغدادي» في معتقل «بوكا»

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&حسام فتحي

&

&

&

&
.. لم أشك أبدا ان من صنع &"القاعدة&" هو نفسه من أخرج &"داعش&" من جراب الحاوي!
وبالرغم من تضارب الآراء ووجهات النظر حول النشأة والتمويل والانتماء، كان ما يحيرني هو &"ثقة&" و&"غرور&" قائدها.. أمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبوبكر البغدادي، قاطع الرؤوس ومشوه صورة الإسلام والمسلمين لا حفظه الله ولا رعاه.
وكأن الله أراد ان يؤكد قناعتي، فأرسل لي رجلا يؤكدها لي دون أن يدري أو يقصد.

.. لم ألتقه منذ اكثر من 10 سنوات، شاب عربي الجنسية تربطني صداقة قديمة بوالده الصحافي الشهير الذي هاجر الى الغرب منذ فترة طويلة، فانقطعت اخبار ابنه الشاب الذي فوجئت به بالأمس يسأل عني، فطلبت احضاره لمكتبي فورا، اكراما لوالده وبعد السؤال عن والده وصحته، تطرقت الى مكان &"اختفاء&" الشاب نفسه طوال السنوات الطويلة الماضية، صمت قليلا.. ثم قال: هذا يا عمي ما جئت أسألك فيه النصيحة، فلم أسمع كلام أبي وعملت طوال السنوات العشر الماضية &"مترجماً&" مع الجيش الأمريكي في العراق، مكثت معهم في أكثر من موقع، وترجمت من وإلى الانجليزية لشخصيات عراقية وأمريكية كبيرة، وقضيت الوقت الأكبر من عملي في معسكر اعتقال &"بوكا&" الشهير الذي يسيطر عليه الأمريكان، في محيط مدينة &"أم قصر&" العراقية بالقرب من حدود العراق مع الكويت، والذي تحتفظ فيه القوات الأمريكية بأهم وأخطر السجناء العسكريين والسياسيين.
.. لاحظ الرجل الامتعاض على وجهي عندما سمعت طبيعة عمله، ومكانه، وقبل أن أعلق بادرني: .. عمي أعرف ما ستقول عن التعاون مع الأمريكان، وخصوصاً أثناء وجودهم في العراق، بل وداخل معتقل يديرونه في قلب دولة عربية، لكنها كانت فرصة عمل &"مغرية&" وقتها، وكنت شاباً صغير السن عديم التجربة، وكما قلت لك لم أستمع لنصيحة أبي، واليوم تركت العمل، ولديَّ الكثير مما رأيت وسمعت وترجمت، مما يؤرق ضميري ويثقل روحي،.. وأقسم لك أنني رأيت بعيني رأس من يدعو نفسه الآن بـ&"خليفة المسلمين وأمير المؤمنين أبوبكر البغدادي قبل أعوام&"، وقد &"أستضيف&" - ولا أقول سُجن &- في معتقل &"بوكا&" الشهير، حيث كان يعامل معاملة خاصة جداً، ويقيم في غرفة مزودة بثلاجة وجهاز تكييف منفصل وتلفزيون وستالايت يربطه بالعالم، وهو ما لم يتوفر لمعتقل آخر أبداً.
وكانت هناك تحذيرات مشددة من الاقتراب منه إلا لحاملي تصريحات أمنية رفيعة المستوى، وفجأة اختفى من المعتقل كما ظهر، .. لنراه بعد ذلك أميراً للمؤمنين، وخليفة للمسلمين&"..
اكتفي بهذا القدر من شهادة الرجل الذي أقسم أنه رأى ذلك بعينيه، وعايشه بنفسه.. فهذا ما يهمني اطلاع قرائي عليه، وباقي الحديث كان شخصياً&".
.. لقد &"كذب&" الناطق الرسمي باسم الجيش الأمريكي في العراق عام 2007 عندما قال إن &"البغدادي&" شخصية وهمية، وأن &"ممثلاً&" كان يؤدي شخصيته في التسجيلات الصوتية!!.. في الوقت الذي كان الرجل قد خرج من معتقل &"بوكا&" الذي حل &"ضيفا&"&" معززاً مكرماً عليه، قبل أن يبدأ الطريق ليعمل &"خليفة&" أكثر دموية من أي خليفة عرفناه،.. ثم نجد من يصدق &"خزعبلات&" أن &"داعش&" والبغدادي ليسا صناعة مخابراتية!!. ابعد الله مصر عن شرور العملاء والخونة.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف