جريدة الجرائد

أوكرانيا على طريق العراق

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سامح عبد الله&التطورات الأخيرة في أوكرانيا تؤكد أن حدوث انفراجة في الأوضاع هناك أمر بعيد المنال في ظل رغبة الغرب في استخدامها للنيل من روسيا مع الحرص على عدم تطور الأمور لمواجهة شاملة تأكل الأخضر واليابس في أوروبا شرقا وغربا.&&القوات المعارضة المدعومة بشكل أو بآخر من قبل موسكو استطاعت أن تحقق مكاسب على الأرض وتحتل مساحات في جنوب شرق البلاد تصل روسيا برا بإقليم القرم الذي ضمته موسكو سابقا بل وتحاصر قوات أوكرانية في جيب جنوب المنطقة وتشترط على من يريد المغادرة تسليم أسلحته.&في مقابل ذلك فإن الغرب يتحدث عن مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا إذا لم تتراجع عما تفعله فى أوكرانيا. وتلك العقوبات سلاح ذو حدين لأنها قد تلحق بعض الأضرار بروسيا ولكنها قد تدفعها إذا ما وصلت لدرجة التهديد الحقيقي للتحرك دفاعا عن مصالحها بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك عسكريا إذا لزم الأمر.&الغرب يتمنى أن تدفع روسيا بقواتها لاحتلال مساحات من أوكرانيا لتقع بذلك في مستنقع جديد مشابه لما حدث حين احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي ولكن بوتين الذكي يدرك ذلك وسيكتفي بدعم المعارضين لإثارة القلاقل دون تدخل مباشر وهو أمر يحقق المصالح الروسية بأقل الخسائر الممكنة.&أوكرانيا للأسف لن تنعم بالاستقرار قريبا لأن السياسيين هناك راهنوا على دعم غربي واسع النطاق وهو أمر بعيد الحدوث في ظل حرص الغرب على عدم الدخول في مواجهات مباشرة مع الدب القوي، ولذلك فإن أوكرانيا مرشحة بقوة للسير على طريق العراق الذي يبحث عن الاستقرار منذ عام 2003.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف