الحوثيون والأمن القومي المصري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رانيا حفنى
&
الحوثيون حركة فكرية وعسكرية متمردة, نشأت في صعده شمالي اليمن وانشقت فكريا ومذهبيا عن المذهب الزيدي وسارت على نفس المنهاج الذي تبناه حزب الله في لبنان ذو المرجعية الفكرية والدينية والسياسية الموالية لطهران. تجمعوا وتشبعوا أفكار وعقائد الرافضة الاثني عشرية.
ويعتبر بدر الدين الحوثي زعيمهم الفكري والروحي وهو الذي أنشأ هذه الفئة أما حسين ابنة فهو قائد أول تمرد لهم. ومن عقائدهم الباطلة أنهم يدعون لفكرة "الإمامة" أي إحياء فكرة الوصية للإمام علي وأبنائه، كما أنهم يتبرءون من الخلفاء الراشدين الثلاثة رضي الله عنهم أجمعين. ولقد كانت بداية تحول الجماعة إلى تنظيم سياسي في العام 1997، واستمر صراعهم مع الحكومة اليمنية حتى عام 2011، حيث شارك الحوثيون في الثورة اليمنية ضد علي عبد الله صالح. وقدر عدد المقاتلين الحوثيين وقتها بحوالي 10 ألاف مقاتل مع اتهام من الحكومة اليمنية ان تمويلهم يأتي من إيران.
&
جدير بالذكر ان البعض يري ضرورة وضع مصر خطر الحوثيين قبل خطر داعش في ترتيب التهديدات المباشرة للأمن القومي المصري. فاليمن يتحكم في خليج عدن وفى مضيق باب المندب وأي تهديد هناك هو تهديد مباشر لسلامة الملاحة في قناة السويس ولذا يجب ان تكون ضمن أولويات التخطيط الاستراتيجي لدى سلاح البحرية المصري. فمجموعة الحوثيين المتمردة ليست إلا ورقة في يد إيران لتنفيذ مخططها الكبير لبسط نفوذها في البحر الأحمر. لذلك تقوم إيران بإثارة القلاقل لضرب أكبر قوتين في المنطقة العربية مصر والسعودية
وتضع إيران عينها علي جزيرة حنيش التي تقع في المياه الإقليمية ما بين اليمن وإريتريا. ان ما يحدث في اليمن هو قضية مصرية وسعودية مباشرة مقصود بها المنطقة العربية بأكملها، لأنها تتعلق بواحدة من أهم نقاط التحكم الاستراتيجي في شرايين المواصلات ونقاط العبور ومضايق البحار، مما يؤثر علي مصالحنا في مصر بشكل مباشر ورئيسي في حالات الصدام المسلح واحتمالاته، ولا ننسي في هذا التعاون المصري- اليمني في إغلاق مضيق باب المندب في حرب أكتوبر عام 1973 لذلك فإن تهديد المدخل الجنوبي للبحر الأحمر عند مضيق باب المندب لا يقل خطورة علي الأمن القومي العربي من تهديد المنابع الجنوبية لنهر النيل أيضاً، ولأن جزيرة حنيش الكبري تشكل أقصي ارتفاع طبيعي فوق مدخل البحر الأحمر بحوالي 1400 قدم، ونظراً إلي موقعها الحاكم المسيطر عند نقطة اختناق الشريان البحري، فإنها تحولت إلي صمام يتحكم في الدخول إلي البحر الأحمر والخروج منه، وذلك يعني لمصر والعرب تهديداً مباشراً لأمن قناة السويس وتحويل البحر الأحمر إلي زقاق مائي مغلق من أحد طرفيه، بمعني تعطيل قناة السويس وإغلاقها. وهو ما يجعلنا نقرع نواقيس الخطر ونحذر من أن الأمن القومي المصرى يظل مهددًا عبر ثغرات تلك المنطقة المهمة بإستراتيجيتها الجغرافية والسياسية.
&