مصر وإيران بين التشيع والخليج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد أمين المصري
ليس صعبا على من يزور إيران أن يشعر برغبتهم الجامحة فى تطبيع للعلاقات بين طهران والقاهرة، ليس دبلوماسيا أو سياسيا فقط، وإنما اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ويعلم كل من تحدثنا معهم فى جولة صحفية أخيرة لطهران ، أن مثل الأمنية صعبة المنال فى الوقت الراهن بسبب ما يتحدثون عنه بشأن تدخلات خليجية وأمريكية ، حتى إنها لم تكن أمرا سهلا خلال فترة الإخوان.
فعهد الرئيس السابق محمد مرسى لم يشهد تقاربا بين البلدين كما يظن البعض، فلدى الإيرانيين شكوك بأن النظام الإخوانى لم يسع جاهدا لاعادة العلاقات كما كان يحلو لطهران أن تكون، كما أن الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد تعرض لمضايقات خلال زيارته للقاهرة، ولم يكن مجتبى آمانى القائم بالاعمال الإيرانى السابق بالقاهرة أسعد حالا من رئيسه حينما تعرض منزله لهجمات من بعض شباب الجماعات السلفية بحجة أن السلفيين هم حماة الدين الإسلامى فى مصر وليس المصريين أنفسهم، وباعتبار أن السلفيين يخوضون الحرب ضد الشيعة نيابة عن كل المسلمين السنة.
نعود لرؤية الإيرانيين عن مصر وكيف يغطى الإعلام المصرى الشأن الإيراني، وهذا كان مجال نقاش طويل فى طهران، خرجنا منه، بأن مليونى إيرانى يسافرون لتركيا وحدها كل عام، وهذا العدد يشغل خطوط الطيران فى كلا البلدين بمعدل 25 رحلة تركية لإيران أسبوعيا مقابل 50 رحلة إيرانية لتركيا، ويعتقد الإيرانيون أن هذه الرسالة رغم اهميتها لم يستوعبها المصريون حتى الآن بحجة ما يسمونه &"مزاعم التشييع&"، فثمة قصور مصرى فى فهم الشأن الإيرانى وأن العناوين المصرية مشبعة بآراء أجنبية لا تخدم مصلحة البلدين.
والحل لهذا القصور هو التأسيس على المواقف الحقيقية بحكم التاريخ والثقافة والدين والحضارة، حتى لا يستغل أى طرف هذا التباعد ليسمم الأجواء بين البلدين، فالعلاقات الجيدة تقوى مواقف البلدين وضعفها يزيد الأمور تأزيما، كما أن صانع القرار الإيرانى ليس بحاجة لمضمون التحليل السياسى للإعلام المصرى إذا ما استمر هذا التحليل مرهونا برؤى غربية.
&