جريدة الجرائد

ما سر حب الروس للأسد؟!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

لا نعلم تفسيرات تشرح لنا موقف روسيا حيال الأزمة السورية منذ بدايتها قبل نحو أربع سنوات، حيث لا توجد هناك معاهدات دفاع مشترك، ولا يمثل النظام السوري قيمة استراتيجية لموسكو في الصراع الإقليمي، وبالتأكيد ليس مؤثرا في التوازنات الدولية، وليست فوق أراضيه معابر مائية، ولا في بطنه مصادر للطاقة، ولا أسواق استهلاكية. كما أن الطرف الآخر، أي المعارضة، لم تعادِ روسيا، بل جربت، وحاولت، تجسير العلاقة معها، رغم المدد الحربي الضخم الذي أوقف نظام دمشق على قدميه بعد انتكاساته العسكرية.


إذا لم تكن هناك مصالح كبيرة، ولا قيمة استراتيجية، ولا صفقات عسكرية أو مالية، فما سر هذه السياسة الروسية المتشبثة بنظام مهترئ، لا مستقبل له؟
خلال السنتين الماضيتين سألت العديد من المهتمين، والنشطين، في الميدان السياسي، على أمل أن أجد مبررا يساعدني على فهم العقل الروسي، ولم يعطني أحد تفسيرا مقنعا يعلل مستوى التزام موسكو الضخم بدمشق الأسد. قيل لي، إنها علاقة ضمن العلاقة مع إيران، لكن هذه تجعلها مسألة ثانوية.

وقيل لي إنها محاولة لاستخدام الأزمة السورية للتفاوض مع الغرب، لكن الغرب غير مهتم بمن سيحكم دمشق غدا. وقيل حب الكرملين للأسد بسبب ميناء طرطوس، القاعدة المتوسطية الوحيدة للبحرية الروسية، لكني أعرف أن المعارضة السورية وعدت باحترام الاتفاقية والسماح لهم بالميناء.

وقيل إن الروس يحلبون سوريا ماديا، وهذا مخالف لحقيقة أن التبادل التجاري مع دول الخليج أعظم من صفقات سوريا التي تدفع متأخرة أو مقايضة من إيران. كذلك، قيل إن روسيا مع النظام حتى تحارب الإرهابيين هناك، لكن نعرف أن موقفها المناصر للأسد سابق لولادة &"داعش&" و&"النصرة&" الإرهابيين، والروس هم من حرص على دعم النظام لضرب المعارضة المعتدلة. يضاف إلى ذلك أن المعارضة المعتدلة سبق وعرضت على الروس التعاون لمواجهة الجماعات المتطرفة التي قدمت من مناطق النفوذ الروسية، مثل خراسان والشيشان.


فعلا، لا يوجد تفسير منطقي! خاصة إذا علمنا أن الروس مارسوا نفس الخطأ من قبل، عندما دعموا نظام الأسد بعد تورطه في اغتيال رفيق الحريري، وعطلوا المساعي الدولية لمعاقبته، وساندوه اقتصاديا. وبعد أن حقق الأسد انفراجة في علاقاته مع فرنسا، بعد تولي ساركوزي الرئاسة، طلب وساطة باريس لإصلاح علاقته مع الأميركيين. وقد أخبرني حينها أحد المسؤولين العرب أن الروس غضبوا من استغلاله دعمهم ثم الارتماء في أحضان المعسكر الغربي. وقالوا نحن نعرف أن الأسد سيعود يوما ويطلب نجدتنا من جديد.


طبعا، سياسات الدول تقوم على المصالح، ولو وجدنا هناك مصلحة واحدة تستحق موقف الروس الخادم للنظام السوري لعذرناهم!
الآن، لا تكتفي موسكو بإرسال خبرائها العسكريين لمواجهة الثوار وترسل ذخيرتها وبراميلها المتفجرة، بل، أيضا، تريد إعادة تأهيل الأسد رئيسا! تحاول عقد مؤتمر هدفه إنهاء المعارضة، مقترحة مشروعا سياسيا يقوم على حكومة مشتركة من النظام والمعارضة تحت قيادة الأسد، ومن الطبيعي أن يرفضه المعارضون الذين يمثلون أكثر من ثلثي الشعب السوري، ولن ينجح مهما سعى الإيرانيون والروس من أجل فرضه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وما هو سر حب امريكا
نورا -

وما هو سر حب امريكا لدول الخليج والسعودية؟

تاريخ
عائشة الطفلة -

التجارب والاحصائيات تقول بان العلاقات الدولية تبنى او تقام على ثلاث محاور اساسية وهي اولا: مؤامرات, نسبة هذا المحور اقل من 10% وهذا في الغالب لايدوم كثيرا كتقارب العراق والكويت ضد ايران وتقارب العراق وايران ضد الكويت ويكون غالبا مبني على مصلحة الحكام وليس الشعوب ولامد قصير. نجد هنا سببا لتقارب روسيا مع سوريا. ثانيا: المصالح. نسبة هذا المحور 50% الى 60% وتكون غالبا لمصلحة الشعوب لبناء اقتصاد متين يخدم البلدين من كافة النواحي اقتصاديا وسياسيا وغيرها وغالبا يدوم لامد بعيد كعلاقة اليبن مع كوريا ونجد هذا في جميع العلاقات بين الدول الديمقراطية. روسيا وسوريا غير مهتمين بمصالح شعبيهما روسيا تعتمد على نفطها وسوريا تعتمد على بعض النفط فلا تصدير ولا استيراد فاذا هذا المحور غيرموجود في علاقة سوريا وروسيا. ثالثا: الاخلاق والقانون الدولي واحترام الحقوق 20% الى 40% ودائما يكون احد الطرفين على الاقل بلدا ديمقراطيا فنرى البلد الديمقراطي يساعد البلد الاصغر اقتصاديا وسياسيا كعلاقة معظم الدول الديمقراطية مع الاردن وسريلانكا. هذا المحور ليس له تأثير كبير في العلاقة بين روسيا وسوريا. لان لاقانون دولي ولا حقوق انسان. اعتقد ان روسيا بوتين مهتمة فقط في عدم استقرار بعض المناطق في العالم من اجل اثبات ان لهم دور. وفي النهاية ستُترك سوريا لمصيرها كما تُرك عبد الناصر وكوبا وصدام وفيتنام وغيرها.هنالك اسباب وحاور اخرى ولكن نسبتها قليلة وتزول بزوال الرئيس

انت لست سوري
احمد -

وانت ماسر حقدك على الأسد بحيث تنهي مقالتك (ولن ينجح مهما سعى الأيرانيون والروس من اجل فرضه)

وما سر حبنا لداعش؟!
حسن -

وما سر حب العرب وليبرالييهم لثورة لم يبق منها الا داعش والنصرة واخواتها ؟وما سر حب العرب للارهاب والمتطرفين وقطع الرؤوس ؟وما سر حب حكام الخليج وشغفهم لتسليم سورية لعصابات داعش والنصرة التي هي من يحكم الميدان؟وما سر اصرار دول الخليج وخاصة الشقيقة الكبرى على اسقاط الاسد؟لنفترض جدلا ان ما تفضل به السيد الراشد منطقي وخاصة في تساؤله ، ولكن اعتقد الراشد ان اسقاط الاسد اليوم يحول سورية الى واحة الأمان والحريّة في ظل هذا التواجد المفزع لداعش والنصرة وشذاذ آفاق أكثرهم وبالدرجة الاولى وحسب تقارير غربية مؤكدة من تونس وليبيا ثم بالدرجة الثانية وليست الثالثة من السعودية ثم من الفلسطينيين الذين صدقوا دواعشهم ان تحرير القدس يمر عبر داعش وسورية ىالعراق ثم الأردنيين ثم الأتراك ثم اليمن وليس كما تفضلت من الشيشان نسبة الشيشان قليلة بمقارنة مع السعوديين ،اذا العرب لهم شغف في سورية لأنهم يستعيدون دوما كلام مشايخ الفتوى والتطرف في السعودية حول أسطورية تاريخية عن الشام ينسبون حديثها الى الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حول " اللهم بارك في شامنا"!وعبر هذا الحديث شحذوا همم مجاهدي النكاح للشام وأثاروا في عصابات التطرّف والسلفيين وتلك الجماعات غريزة الجنس النكاحي والذبح الاٍرهابي وحفزوا فيهم حب "الجهاد" في ارض الشام !اذا لا تلقوا اللوم على الروس هذا الأخير يسير ويتعامل مع سورية النظام والأرض والشعب وفقا لمنظومة قوانين طبيعية ودولية اما العرب فيتعاملون معها انطلاقا من نافذة الفكر المتخلف السلفي وتفسيرات ابن تيمية الذي وصفه يوم امس الإعلامي المصري ابراهيم عيسى بالفكر المتخلف الذي يحكم مصر وهؤلاء المتخلفين في سورية من داعش والنصرة وجيش الاسلام وما أكثرها من اسماء تدلل الهوية الفكرية والثقافية للطامحين في حكم سورية والسيطرة على مقاليد السلطة فيها وهؤلاء هم الذين يمسكون الميدان لا الشعب السوري ، وهل السيد عبد الرحمن شغوف لهذه الدرجة وخاصة في هذا الظرف الحساس وتحذير باسقاط نظام سورية ورميها في فم داعش ام ان موقفكم الندي لحلفاء الاسد هو الذي يملي مثل هذه القراءة الخاطئة للامور والاحداث والا ليس هناك من سبب منطقي الا اللهم شقشقات مصطنعة لتسويقها على المعارضة المهترية السورية التي تكاد تمسك بشبر على الارض السورية دون ان تبلعه داعش والنصرة وتنتزع منها وترمي باتباعها خارج الحدود السورية في تركي

وأنت مالك؟؟؟
مسكين -

الروس يحبون الأسد لله في سبيل الله، وأنت مالك يا ع الرحمان؟ ما دخلك في العلاقة القائمة بين الطرفين؟ هل تريد من موسكو أن تأخذ موافقتك لتحدد طبيعة مشاعرها نحو الأفراد والدول؟؟؟؟

لمن يريد أن يفهم !!!!!
الباشق شلق -

لن أطيل بالشرح ولكن لمن لم يفهم أقول : الروس ومن البدايه فهمو سر اللعبه وهو احترام ارادة الشعب الحقيقيه وليس الاعلاميه ولم يسيروا خلف أضاليل وهميه أو تمنيات وعرفوا بالتجربه كيف تهاوت دول شرق أوروبا بعد سقوط جدار برلين بواسطة الاعلام والتضليل ودرسوها وذاقوا تجربة ليبيا وخرجوا بنتيجه .هل فهم الآن من لم يفهم لماذا ؟ ان بعض هفوات كتابنا الحترمين تدل ليس فقط على التوجه السياسي لهم بل على سطحية العلوم السياسيه أو الف باء السياسه والتحليل السياسي . أو لنقل (الواقعيه السياسيه ).

سببين
ولد قطر -

1- روسيا تريد دولة علمانية مدنية--لا دينية مشعوذة ارهابية--لانها قريبة من جنوب روسيا---2--سوريا موقع هام واستراتيجي يطل على العرب واروبا-المهم للتاريخ--ان الروس اكثر صدق من الغرب--وانهم لم يحتلوا او ينهبوا العرب

تحبون من انتم ؟
علي البصري -

بحجة الثورة دمرت سورية وقتل فيها 200 ألف انسان وتشرد 3 ملايين يعيشون الامرين في العراء وتسيطر على اجزاء واسعة منها شراذم القاعدة والنصرة وداعش وهؤلاء لاتحدهم حدود وهم بالامس هاجموا حدود السعودية ولاتلزمهم مواثيق ولاقيم يذبحون وينحرون ويسبون بفضل (حب سوريا )التي يتمشدق بها داعمي وممولي الثورات وحقوق الانسان والربيع العربي ويتشافى جرحى الثوار برعاية صهيونية في اسرائيل ،يتسأل المقال ويتعجب كيف ان روسيا لاتدعم كل هذا الاجرام ؟ وتسمح لسوريا ان تسقط بيد هذه الجماعات ؟ وبعدها سوف يتاسف هؤلاء على ماجرى وهم يعلمون ماستؤول اليه سورية او يدسون روسهم في التراب ودرس العراق وليبيا ووو ماثل امام الجميع تدلل بما لايقبل الشك حجم التامر لتهديم وتحطيم الدول وحدة تلو الاخرى بذرائع ومكائد لاتنطلي على احد.

السوفييت و روسيا حاليا !
حميد الدين المهاجر -برلين -

طيب يا أستاذنا الراشد، لن أطيل الشرح و الفذلكة،و أحسب أني سألقي بصيصا من النور على هذا "اللغز المحير"للعقول و الأفهام - أولا- يقول العربان في المثل القديم : *الحب أعمى!...*وطبعا هذا لا يفسر كل شيء ، فقد و قع سابقا الزعيم السوفييتي المقبور ليونيد بريجنيف الشيوعي العتيق في حب الجنرال الإنقلابي السوري حافظ الضبع النُصَيري،منذ سبعينيات القرن الماضي و من قبله خليفته في الكريملن جنرال كي.جي .بي. يوري أندروبوف ذي الأصول اليهودية المخفية الذي جند حافظ المقبور لفائدة كي جي بي و رعى النقيب-الطالب السوري في درب الخطوات الأولى للتدريب على قيادة طيارة ميج 15 و خصوصا تعليمه أبجديات بناء جهاز مخابرات و أمن عسكري موثوق،و الرئيس أندروبوف اليهودي هذا أورث هذا الحب "الأفلاطوني"لغورباتشوف و من بعده للرئيس الروسي السكير يلتسين... الأن جاء الدور على الرئيس فلاديمير بوتين الكولونيل السابق في كي.جي.بي. مستمرا في الوفاء على نفس الحب العذري للعائلة النُصَيرية "الكريمة" الذي إختطه أسلافه . - ملحوظة: ما جمع في عهد السوفييت البائد و يجمع روسيا "الإتحادية" حاليا هو الوفاء لــ"كلمة شرف" و لتقاليد جهاز مخابرات كي جي بي و طبعا لخليفته في المهمة الذي أصبح تحت تسمية : فـي.أس.بي.(جهاز الأمن الإتحادي) تحت الإشراف المباشر للرئيس بوتين / و نكبة الشعب السوري في الحقيقة في جوهرها ، نتيجة "غريزة الوفاء " لجهاز فـي. أس. بي و إظهاره "الحب العذري" بشتى الوسائل الإجرامية منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات للعائلة النُصَيرية "الكريمة"في دمشق.

رقم واحد نورا
شو شو -

سر حب امريكا لدول الخليج يكمن في النفط، بقى افهميها يا نورا معليش الاستاذ الكاتب اوضح انه يجب ان يكون هناك حد ادنى للمصالح لتدافع قوة عظمى عن نظام عربي دموي مثل نظام بشار. يعني لاتحتاج الى كثير من العناء لتعرفي ان روسيا وسوريا تربطهما علاقة مشوهة، ربما في تشابه الاسمين واحرفهما!

لك...؟
د.عبد الجبار العبيدي -

سيبقى الاسد رغم انوفكم ،وستموت عوامل الحقد والتفريق...؟

راحت عليكم...
حميد الدين المهاجر -برلين -

و لـــو طـارت ضمن سرب الغربان الناعقة ...فـــلا يـمـكـن إلا أن تـكـون عـتريسا أسودا !... شوفوا المنطق و العقلانية و الحكمة وحسن التفكير و العقل و رجاحة الرأي لدى شبيحة إعلام النُصَيْرية في هذه "القضية" ؟؟؟