أوباما.. « رفوف» الشوط الأخير!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أي رئيس يواجه آخر مراحل ولايته يسعى عادة لتنفيذ السياسات التي تتوافق مع أعمق قناعاته.
&كاس سنشتاين
لماذا اتخذ الرئيس أوباما قرار تطبيع العلاقات مع كوبا؟ هل أراد تحسين تركته، أم لتحسين مكانة الحزب الديمقراطي في انتخابات عام 2016، أم لإضعاف اللوبي الكوبي، أو لكي يبرز قيادته، أم أن الدافع أمر آخر غير كل ما سبق؟ إذا أجبت بأي من الخيارات السابقة فيما عدا الخيار الأخير فاعلم أنك لم تصب كبد الحقيقة.
ولماذا بدأ أوباما إصلاح الهجرة من تلقاء نفسه؟ هل فعل ذلك لكي يعاقب الحزب الجمهوري الذي عرقل مراراً التشريع بهذا الصدد، أم لتحسين معدلات تأييده الضعيفة، أو لكسب أصوات الأميركيين ذوي الأصول اللاتينية &"الهسبانك&" لمصلحة الحزب الديمقراطي، أم لتحسين تركته، أم لا شيء مما سبق؟ هنا أيضاً يبدو الخيار الأخير هو الإجابة الصحيحة. وفيما يتعلق بكوبا والهجرة، لم يتخذ أوباما قرار تغيير السياسة تجاهها خوفاً على تركته السياسية ولكنه اتخذه لأن الأمر يهمه حقاً والوقت المتاح له للعمل سيتقلص قريباً. وفي حملة 2008، أوضح أوباما أنه يريد تطبيع العلاقات مع كوبا. وإصلاح الهجرة كان دائماً أيضاً في قمة أولوياته. ولا أحد يشك في أن أوباما كان سيفعل كل ما في وسعه لو تقاعس الكونجرس عن التحرك. والرئيس يدخل الشوط الأخير من رئاسته، وقد أعلن في الآونة الأخيرة أن &"الأمور الشيقة تحدث في الشوط الأخير&". وفي السياسة، كما في كرة القدم، ما يجعل الشوط الأخير شيقاً هو تزايد الشعور بضيق الوقت. وفي السنوات الأولى خاصة ينهمك أي رئيس أميركي عادة في تحديد الأولويات كي يقرر ما سينفذه اليوم، أو هذا الشهر، أو هذا العام، وما الذي يستطيع تأجيله. وكل فريق في البيت الأبيض له كلمات مشفرة لهذه العملية مثل &"ضع على الرف&" أو &"أطرق على الحديد&". وقد عمل كاتب هذه السطور في إدارة أوباما أثناء فترة الرئاسة الأولى وسمع بالطبع مثل هذه الكلمات. فإذا لم يكتمل العمل التمهيدي أو التفاوضي للسياسة المرغوبة، كما كان الحال فيما يبدو حتى وقت قريب فيما يتعلق بكوبا، فلا مفر من التأجيل. وإذا كانت القيود السياسية، مثل اقتراب انتخابات التجديد النصفي، تشير إلى ضرورة التأجيل، يتم بالتالي التأجيل كما هو الحال مع قضية إصلاح الهجرة. ونتيجة لهذا التأجيل، قد يشعر من يؤيدون قضايا معينة في الغالب بإحباط كبير ويتهمون الرئيس أو أصحاب النفوذ داخل الإدارة بعدم الاكتراث بهذه القضايا. ولكن المشكلة لا تكمن في الأساس في عدم الاكتراث بل في القيود المفروضة على عملية تحديد الأولويات ومجريات الحياة السياسية. وفي ظل بقاء عامين فقط من فترة الرئاسة تبدأ هذه القيود في التراخي. فإذا كانت لدى المرء قائمة فيها عشرة أمور يتعين عليه القيام بها فمن الأقل ترجيحاً أن يؤجل خمسة منها إذا كان تأجيلها يعني عدم تنفيذها على الإطلاق. وعندما يتخفف الرئيس من قلق احتمال إعادة انتخابه ومن العمل على إبقاء سيطرة حزبه على الكونجرس تقل أيضاً أهمية الحسابات السياسية قصيرة المدى.
وعندما يركز قائد الفريق على الشوط الأخير ويحرك فريقه إلى الملعب فهو لا يركز على الأرجح على تركته، لأنه لو فعل ذلك يصبح مثيراً للسخرية وانهزامياً. بل هو يريد في هذه المرحلة الفوز بالمباراة فقط. وأي رئيس يواجه وقتاً يتضاءل دوماً في المنصب يسعى عادة لتحقيق إنجاز سياسي بتنفيذ السياسات التي توافق أعمق قناعاته. وهذا ما يتعين توقعه في العامين التاليين.
&
&
&&أستاذ القانون في جامعة هارفارد والمدير السابق لمكتب المعلومات في البيت الأبيض
ينشر بترتيب خاص مع خدمة &"واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس&"
&