من ينفخ في صافرة نهاية المأساة السورية؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف الكويليت
تأثير الأوضاع السورية على المنطقة دخل المختبر السياسي منذ أول انقلاب، وآخر حرب أهلية تداخلت فيها القوى الكبرى مع الإقليمية والعربية لتفتح جبهات عديدة ما جعل سورية خط مواجهة بين عدة دول تحادها أو خارجها، غير أن روسيا التي لا تزال تستعمل القاموس السياسي بهواجس حروب باردة جديدة، اتخذت خطاً رشحها في بداية الأزمة السورية لأن تكون لاعباً على الساحتين العربية والدولية، ومنافساً حاداً لدول الأطلسي، لولا أخطائها الكبيرة..
سياسة النفس الطويل دائماً ما تكون مُنهكة لأحد الخصمين الكبيرين وروسيا التي اعتمدت على ملء فراغ سياسي في سورية تعويضاً عن خسائرها في العراق وليبيا، لم تدرك أن فضاء السياسة أوسع من الرؤى الأيدلوجية، فقد كانت قادرة لأن تتقاسم المهام مع الغرب، ليس بالتنازلات أو الرضوخ للاحتواء، وإنما بقياس الأبعاد المؤثرة، إضافة إلى أن مؤهلات روسيا لا تضعها أن تكون خصماً وإنما متعاملاً حذراً يعرف متى يتقدم ويتأخر، ولذلك عادت إلى مبادئ التحالف فوجدت في إيران السند الأساسي في سورية كمؤثر مع الأسد، وممول سخي مادياً وعسكرياً، فذهبت لما هو أبعد من إدارة معارك سياسية وعسكرية لتتحول إلى حالة استنزاف حاد دون أن يخسر خصوم البلدين أي شيء إلا التمتع برؤية التورط الروسي - الإيراني في مستنقع المنطقة..
محاولات الحلول السياسية لسورية فشلت لأن إدارتها لم تكن بين أطراف حل بل تعقيد المشكلة ومضاعفاتها، ولذلك كان المنفذ الوحيد هو اتفاق جنيف الذي جاء كمحاولة لم تلتق عليها إرادات من وضعوا أسس المشروع، ثم دخلت الأمم المتحدة بمندوب يركض بين الفرقاء السوريين وبعض العواصم المؤثرة عليهم، وبدوره كان ناقل حقائب ومشروعات أُعلن موتها مقدماً، وبدوافع التخلص من الأزمة، وخاصة بعد الضغوط المادية نتيجة مقاطعة الغرب وحلفائه روسيا بسبب أوكرانيا، تضاعفت المشكلة مع نزول أسعار النفط وكساد سوقه، وهنا جاءت المحاولات بأن تبقي روسيا حلها شخصياً وبدون غطاء عربي أو دولي، إلا ما يجري من لقاءات مع الصديق الإيراني، والآخر التركي وكلتا الدولتين تنظر لمصالحها مع الغرب أكثر من الشرق، فوجدوا في الوضع السوري قيمة خاصة لا تتعدى المناورة للعب بين الأطراف..
العراق آخر المحاولين بفك العقدة السورية، وهذه المرة ذهب رئيس وزرائه لمصر، ويبدو أنه محمل بمساع من السلطة وإيران بأن تجمع الفرقاء داخلها وتحاور الجميع من باب الحل العربي، الذي يمكنه أن يقدم المشروع للأطراف الداخلية السورية والقوى المتداخلة مع الحدث، وهذا أيضاً، رغم المباركة الأمريكية، يبقى مرهوناً بتوافق كل الفاعلين في الشأن السوري بما فيهم روسيا والتي حتى الآن، هي الأحوج للخروج من الدائرة المغلقة، وعلى الأقل كسب رضا الغرب، ولو من خلال البوابة العربية..
سورية ليست محطة وقود للحرب وإنما هي قوة ضغط على مجاوريها؛ ولذلك أصبحت الجغرافيا تقوم بالدور السياسي الذي قد يُنهك الجميع، أو يمنحهم صافرة النهاية للمأساة الكبرى..
&
التعليقات
لم يجبر احد نظام الملالي على والتدخل والتورط
علي الحلبي -ولن يجد من يخرجه من ورطته الا الالتفات لشعبه وترك احلام الخميني .