ملك على السعودية ملك للبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&احمد عياش
&
قبل أن يولد الملك عبد الله بن عبد العزيز قال والده مؤسس المملكة العربية السعودية عام 1922 لأمين الريحاني، كما يروي الأخير في كتابه ملوك العرب: "العرب يا حضرة الاستاذ لا يعرفون إلا مصلحتهم وغالباً لا يعرفونها فنعلمهم بها ونكرههم عليها وقد قاسينا كثيراً في سبيلهم وكانت الخيانة في أقرب الناس منهم الينا".
في آخر تموز عام 2010 جاء العاهل السعودي الى بيروت مصطحباً الرئيس السوري بشار الاسد وهبطا معاً على سلم كهربائي من الطائرة الملكية في مطار رفيق الحريري الدولي لكي يرسي علاقات الفرصة الاخيرة بين لبنان وسوريا بعد إغتيال الرئيس الحريري قبل 5 أعوام. لكن الاسد أضاع الفرصة متنكراً الى اليد السعودية التي مدت اليه وتالياً يد الرئيس سعد الحريري من أجل فتح صفحة جديدة بين البلديّن.
على ما يبدو ان الملك عبد العزيز أصاب في تشخيصه لذلك الزمن، في حين ان نجله حاول فلم ينجح في فتح كوة في جدار الزمن العربي الحالي مما يطرح على بساط البحث إشكالية لم تنته الى حل منذ أن وجدت في حقبة نشوء الكيانات في هذه المنطقة بعد إنهيار السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى عام 1914. ففي حين كان هناك إعتقاد سائد ان الجمهوريات الناشئة ستتفوق على الملكيات في المنطقة تبين في معظم الحالات ان ذلك كان وهماً كلّف أقطار المنطقة ولا يزال الكثير من الويلات والبرهان في جمهورية الموت السورية. في المقابل، يستمر النموذج الملكي في إعطاء البراهين، بالمقارنة مع نقيضه غالباً، على انه أكثر تصالحاً مع شعوبه.
المملكة ودعت ملكاً واستقبلت ملكاً. الملك الراحل، وقبل أن يغادر الحياة، فاجأنا عام 2014 عندما أعلن هبة الـ3 مليارات دولار للجيش اللبناني ثم هبة المليار دولار للقوى الامنية اللبنانية وتكليف الرئيس سعد الحريري الاشراف على إنفاقها، وكان ذلك مسك الختام في رعاية الملك الراحل للبنان. وفي نظرة الى الصور التي حرصت السفارة السعودية في الاحتفال السنوي باليوم الوطني للمملكة على إقامة معرض لها يتبيّن ان رئيس الحرس الوطني السعودي في الستينات من القرن الماضي وهو الأمير عبدالله الذي صار ملكاً كانت له علاقات واسعة مع زعماء لبنان قاطبة وهم من الكبار في التاريخ الاستقلالي.
قبل الملك عبد الله يذكر الكثيرون الملك فهد عندما كان أثناء حريق لبنان الكبير الذي إندلع عام 1975 وبلغ الذروة في الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 كيف تصرّف الملك السعودي وكأنه مواطن لبناني بقيت أسرته في بيروت المحاصرة بالنيران الاسرائيلية.
يمكن القول في ملوك السعودية انهم بالطبع ملوك لبلادهم لكنهم أيضا ملوك خارج اوطانهم ويتفوّقون بالعطف حتى على بعض ملوك الطوائف في لبنان.
&