جريدة الجرائد

الدب الروسي في سورية.. ماذا يريد الآن؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حسن بن سالم

روسيا -وبعد أربع سنوات من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والذي كان له دور كبير في منع انهيار النظام السوري الحاكم، اليوم- ترى أن ذلك كل ذلك التدخل والدعم لم يعد كافياً، من أجل منع انهيار نظام الأسد بشكل مفاجئ أو حدوث انهيار دراماتيكي، بعد أن بلغ مرحلة متقدمة من الضعف والإنهاك على يد فصائل المعارضة المسلحة، ولاسيما بعد أن أدركت فشل وعجز إيران و&"حزب الله&" وجميع المليشيات الطائفية التي تعمل لحسابها في إبقاء النظام السوري على قيد الحياة، فلم يعد أمامها سوى دخول أرض المعركة، وهو ما جعل خيار الحل السياسي يذهب في آفاق بعيدة المنال والحصول، روسيا بدأت عملياً وبشكل مباشر في إنقاذ ما تبقى من نظام الأسد، وأوجدت المسوغ والمبرر، وهو عجز التحالف، بعد عام على بدء ضرباته في سورية، في إضعاف &"تنظيم داعش&"، وحتى يكتمل مشروعها عرضت موسكو على واشنطن التنسيق في &"الحرب على الإرهاب&" في سورية، وهو عرض فتح شهية إدارة أوباما الفاشلة إلى القبول مباشرة بالعرض المقدم لهم بشأن مواجة &"داعش&"، وبالفعل بادر الروس، وبلا مقدمات، إلى كشف أوراقهم وبشكل علني أمام العالم أجمع بقصف ممنهج وواضح للمعارضة السورية المعتدلة، وفي أول ثلاثة أيام كانت خريطة الضربات العسكرية، 12 ضد المعارضة المعتدلة، 2 ضد &"داعش&"، فقد كانت أولى أهداف الطلعات الجوية الروسية، هو قصف تجمع العزة أحد تشكيلات الجيش الحر، الموجود في ريف حماه الشمالي، إضافة إلى قصفه مواقع مدنية، في الريف الشمالي لحمص، أدى -بحسب المركز الإعلامي في حمص- إلى وقوع أكثر من 20 قتيلاً مدنياً، وكذلك قصف الطيران الروسي أحد مقار لواء &"صقور الجبل&" التابع للجيش السوري الحر إدلب، ومقراً لـ&"جيش الفتح&"، في ريف إدلب. الروس في غاراتهم لم يخطئوا البوصلة، ولو كان &"داعش&" هدفاً مقصوداً للطائرات الروسية لم تكن لتذهب فوق سماء ريف حماة أو الريف الشمالي لحمص الخالي تماماً من أي عنصر أو مقر لتنظيم الدولة الإسلامية؛ لأن الثوار طردوا التنظيم من هناك نحو الريف الشرقي، منذ أشهر طويلة، وروسيا لن تتوقف عن استهداف المعارضة المسلحة، وهو أمر باتت تتبجح به علانية؛ من أجل تحقيق هدفين، أولهما: أن تخلو ساحة الصراع لطرفين رئيسين هما النظام و&"داعش&" ومن ثم تكسب من العالم شرعية بقاء بشار الأسد؛ كونه يحارب الإرهاب المتجسد في &"داعش&"، والآخر: من أجل إضعافها وتقوية بشار الأسد، وجعله قادراً على دخول أية مفاوضات سياسية، وهو صاحب الكلمة الأقوى، بحيث يتم استدخال المعارضة التي نعتها بوتين بالمعارضة المقبولة، أو ما سماها &"الرشيدة&" في عملية انتقالية يكون أساسها الأسد، وهذا لا يتنافى من حقيقة وجود قلق كبير لدى الدب الروسي من تنامي نفوذ الدولة الإسلامية، بعد تأسيسه ولاية القوقاز، وأخذه على محمل الجد، والتحاق أكثر من 2400 مقاتل منها بتنظيم الدولة.

&

واشنطن وضعت يدها مع الروس في سورية ضد &"داعش&"، لكنها لا تريد مباركة ضرب المعارضة السورية العسكرية أو المشاركة في إعادة تأهيل الأسد، ولا تريد أن تظهر لأصدقائها العرب وتركيا، بأنه ليس أمامهم خيار آخر غير التفاهمات الأميركية-الروسية، أي بتحويل المسار من ضرورة رحيل نظام بشار الأسد فوراً كشرط أساس لحل الأزمة السورية إلى بقائه في أي عملية انتقالية يتم الاتفاق عليها، وربما وجدت واشنطن في هذا التفاهم مخرجاً وانسحاباً لها من هذا المستنقع، فهناك من يتحدث عن إمكان وجود مخطط أميركي في توريط الروس وإغراقهم في المستنقع السوري، وجرهم إلى حرب تشابه حرب أفغانستان، وتحويل قبلة عداء التنظيمات الجهادية المسلحة إلى المشرق، وقد أكد الصحافي توماس فريدمان، في مقالته بصحيفة &"واشنطن بوست&" إمكان حدوث ذلك السيناريو بقوله: إنّ &"بوتين ذهب بغباء إلى سورية، متطلعاً إلى حلوى رخيصة، ليظهر لشعبه أنّ روسيا لا تزال قوة عظمى. بوتين الآن يقف فوق الشجرة، ويجب على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ووزير خارجيته، جون كيري أن يتركاه هناك، شهراً، ليقاتل &"داعش&" وحده هو والأسد، ويتفرجان عليه، ليصبح العدو رقم واحد للعالم السنّي&". ولاسيما مع همجية الآلة العسكرية الروسية التي سبق أن سجّلت جرائم في أفغانستان والشيشان ودول أخرى، في القرن الماضي، ولكن هذا السيناريو لا يمكن حصوله إلا في حال ذهب الروس بجنودهم إلى الوحول السوريّة، وهو أمر مستبعد في المنظور القريب، طالما أنّ إيران تستمرّ برفد نظام الأسد بمختلف المليشيات.

&

في المقابل كان موقف المملكة واضحاً من التدخل الروسي، فهي تدرك جيداً أن التدخل الروسي في سورية سيزيد من تعقيد الأزمة أكثر مما هي عليه، وأكدت موقفها بشكل أكثر حسماً في الآونة الأخيرة وذلك على لسان وزير الخارجية عادل الجبير بأن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يرحل أو أن يواجه &"خياراً عسكرياً&"، على ضرورة أن لا تكون للأسد &"أية صلاحيات&" ابتداءً من تشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي يجب أن تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، وكانت أول دولة أعربت عن قلقها البالغ جراء العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الروسية في المدينتين السوريتين &"حماة&" و&"حمص&" أمس، وخلفت العديد من الضحايا الأبرياء، مطالبة بوقفها الفوري، وأن بشار الأسد ونظامه لا يمكن أن يكونا طرفاً في أي حرب ضد الإرهاب؛ لأنه يمثل الإرهاب بعينه، وهو ما يدعوها إلى عزل وإضعاف تأثير المحور الداعم لإبقاء الأسد. المملكة لن تعدم الخيارات المناسبة؛ ولا شك أن المهمة ستكون أصعب مما كانت. اتفاق الجسم السياسي والعسكري للمعارضة السورية في البيان الذي أصدره الائتلاف ومعظم فصائل المعارضة وتوحد جهودها أمران مهمان، ينبغي أن يمهدا ويفتحا الطريق للدول الإقليمية بالمنطقة في التحرك في اتخاذ موقف موحد، يؤسس لموقف دولي.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قراءتكم وقراءتهم
جنان -

لا شك ولو بشكل عابر ان ازمة سوريا صنعتها قطر بداية ومولت وسلحت وشمرت عن اعلامها ثم انضمت السعودية لتحجيم إيران وقد استعملت كل الوسائل والأدوات غير النزيهة والاخلاقية ، ان بشار يقتل اهل السنة والجماعة وبشار يقتل الأطفال والنساء والعلويين يفتلون أهل السنة !!! ومن هذا الباب تدفق السلاح والبشر على سوريا والذي دفع الثمن السوريين...السوريون ارقى شعوب المنطقة تسامحا وثقافة وتقبلا وضيافة وعروبة....انا لا ادافع عن نظام سوريا انما نستقري الاحداث. في سوريا اليوم وفي العراق عشرات الآلاف من الاجانب للقتال ، ادوات جاهلة تطمع بالجنة والنساء والولدان المخلدون ، وهذه الرؤية لم يكن يعرفها الشعب السوري ولا العراقي انها صلب النهج الوهابي التكفيري... ما الذي دخّل ايران وروسيا والصين على الخط...لا روسيا استعملت الفيتو بهذا الالحاح قبلا ولا الصين . ان الخطة يا استاذنا ان تصل الفوضى إلى ايران والحدود الروسية و الشيشان وطاجيكستان وتركمانستان وشنجان الصينية بدفع جماعة الايغور، فليس في العالم أدوات بشرية انتحارية إلا الفكر المتطرف المتواضع الذي لم يستوعب الحياة ولا يحق له الحياة...طالما يكفر من هم ارقى وافضل واكرم واطهر منه .ان روسيا والصين والعراق ومصر وغيرها من الدول تقاتل من اجل امنها القومي ، اما معارضة سورية معتدلة او متطرفة فهذه يعرفونها فهم اصحاب مطابخ أيضا...كل الابواق الاعلامية بعد انهيار سوريا وسيلحقها الاردن بالتأكيد ستختفي وتتورى وكأنها لم تكن يوما مسؤولة بقلمها وصوتها وتأجيجها كأنها لم تكن ، مثلما اختفت بعد انهيار الدولة الليبية. العسكر المصري قرأها مبكرا ، ومصلحة الوطن المصري بالنسبة للعسكر فوق الجميع فتدخل لإزاحة مرسي والاخوان الذي تصورا انهم سيحكمون امة...الوضع للروس أمن قومي وكذلك للصين وايران و تدخلهم من هذا الباب وهو اكثر خطرا من استيلاء انصار الله في اليمن بالنسبة للسعودية...امن قومي لا يصده مقال ولا هجمة اعلامية ولا تدخلات دولية فالشغلة مكشوفة ... واليوم وفي ايلاف هناك من قرأ الوضع بنضوج أكثر وواع وينشد تدخل حكيم .فلو حقق الدواعش والمتطرفين القليل من النصر لهب البعض من الشباب السعودي لتفجير واحداث مصائب في المنطقة الشرقية باعتبار ان (واقع الرافضة في بلاد التوحيد) ولعلك لا تدري ان لم تستعمل الحكمة في السياسة ستنهار الدول بحجة التدخل الخارجي ومنع الابادة الطائفي

سؤال للكاتب
ابو ستار -

الكل يعرف بل ان روسيا وايران تعترف وبوضوح دعمها للنظام السوري , ترى هل يعرف الكاتب من يدعم تنظيم القاعده ( جبهه النصره) وداعش كل هذه السنين من اجل اسقاط الاسد ؟ هل يعرف الكاتب عدد المرتزقه من غير السوريين المنتمين الى تنظيمات ارهابيه في الداخل السوري ؟ ملاحظه من حق الكاتب الا يجيب تفاديا للاحراج علما ان التنظيمات اعلاه على لائحه الارهاب المحظوره وهنا يزداد فضولي من اين ياتي الدعم العسكري النوعي والمالي لهذه المجموعات المحظوره اساسا ؟

الحقيقه
ابو يوسف -

صواريخ ارض جو للمعارضه وقصه روسيا ستنتهي كما انتهت في افغانستان. روسيا تريد تكوين كيان ساحلي للاسد وكما ذكرت سوف تعتمد على الاسد لمحاربت داعش كمرحله ثانويه. لايهم في نضر روسيا ان تتجه المعارضه لداعش لان الاساس هو حليفهم الاسد ورقعه الارض التي ممكن السيطره عليها على البحر المتوسط. لكن من الممكن جدا بان تبادر روسيا بتبديل الاسد في وقت من الاوقات باي قرد اخر لاجل مص نقمه الشارع العربي المناهض الاسد ولكن بعد تقويه الكيان المرتقب وسوف تكون لهم اليد العليا كاي قوه احتلال على الارض. الشي الجيد لهذا التدخل هو ان اوراق ايران في سوريا قد احترقت وهي الان تحت سيطره روسيا حليفتها النووي، راحت فلوسك ياصابر.