جريدة الجرائد

إذا المعارضة هلامية فالجيش خرافة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

نبش &"الجيش العربي السوري&" من قبره، وعادت البيانات الروسية والسورية تتحدث عن هذا الجيش يزحف ويقاتل ضد المعارضة في سوريا. في الواقع على الأرض، المقصود بالجيش السوري هنا، كوكتيل من القوى الأجنبية التي تقوم بمعظم القتال نيابة عن النظام. وهي، في أكثرها، من مقاتلي حزب الله اللبناني، و&"عصائب الحق&" العراقية، و&"فيلق القدس&" الإيراني، وميليشيات &"الفاطميّون&" الشيعية الأفغانية، وغيرهم ممن تم تجنيدهم وتدريبهم لخدمة مشاريع نظام طهران العسكرية، للقتال في سوريا، وبؤر التوتر الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.


هذا هو ما يسمى اليوم الجيش العربي السوري النظامي، الذي يرد اسمه حديثا في البيانات الرسمية السورية، ويورده الروس في إعلانهم بأنهم يشنون حربهم الجوية والصاروخية لمساندة الجيش السوري المزعوم. وعندما تهكم ذات مرة وزير الخارجية الروسي قائلاً، أعطونا عنوان الجيش الحر حتى نراسله، وذلك من قبيل التشكيك في وجوده، وأن كل من يحارب الأسد إرهابيون، وأن كل المعارضة السورية &"داعش&" &"وقاعدة&"، وقبل يومين قال سفيرهم في الرياض إن المعارضة السورية هلامية. ونحن - وبثقة - نسألهم أن يدلونا على هذا الجيش العربي السوري النظامي الذي يساندونه على الأرض. فمنذ أكثر من عام ونصف العام، والخبراء العسكريون يؤكدون على أنه لم يبق منه أثر، أولا بسبب عمليات الانشقاق الكبيرة في صفوفه منذ بداية الانتفاضة، وقتل عدد كبير منهم في الحرب، ومعظم من تبقى منهم في سلك العسكرية فقد تم تهميشه، لأن غالبية الجنود فيه من الطائفة السنية، حيث يشك في ولائهم للنظام، ولا يمنحون إلا كميات قليلة من الوقود والذخيرة خشية الهرب بها إلى المعسكر الآخر. وقد اضطر النظام السوري لسد الفراغ باستحداث قوات الدفاع الشعبي، على الطريقة العراقية، ولم ينجح، لأن أكثريتهم غير مدربين، وهم من أبناء الأقليات من صغار الشباب، بمن فيهم العلويون، أي طائفة الرئيس. وحتى فضل أكثرهم التهرب من العسكرية، وسجلت أرقام كبيرة منهم انضمت إلى قوافل اللاجئين إلى الخارج. الجيش العربي السوري، أو جيش الأسد، في معظمه اليوم قوات قام بتجميعها وإدارتها قاسم سليماني، القائد الإيراني، الذي تحدث عن وجود مائة ألف مقاتل جلبوا إلى سوريا للدفاع عن نظام الأسد.


أما الجيش السوري الحر المعارض، فصحيح أنه اسم واسع، يضم تحته فرقا وفصائل مختلفة، معظمها معتدلة ووطنية، وبعضها ديني متطرف بالفعل، لكن ليس بينه مقاتلون أجانب مثل &"داعش&" و&"جبهة النصرة&". وهو في الأصل ولد ضمن مشروع المعارضة السورية، الذي مظلته مجلس الائتلاف السياسي، ويضم مكونات سوريا كلها دينيا وعرقيا، وتولى رئاسته الدورية وبالانتخاب، سنة وأكراد ومسيحيون، وبين قياداته علويون ودروز وتركمان، وغيرهم. أما الأسد، الذي يدافع عنه الروس والإيرانيون، فلم يعد يمثل حتى طائفته العلوية الصغيرة، التي تسبب في أكبر مذبحة لأبنائها، عندما أجبرها على خوض معارك خلال حرب السنوات الأربع المروعة، الحالية.


في دمشق توجد شرطة سير سورية، لكن لم يعد في البلاد شيء حقيقي اسمه &"جيش سوري&" نظامي كما يردد الروس. حتى حلفاؤهم الإيرانيون يتحاشون ذكر اسم الجيش السوري، لأنهم يعتبرون أنفسهم القوات المسلحة لسوريا. وعلينا أن نفهم ماذا يعني المتصارعون في سوريا من الحكومات المختلفة، الخليجية والتركية والروسية والأميركية والأوروبية، عندما يتحدثون عن دور مستقبلي للجيش والأمن، يقصدون به مفاهيم رمزية للمؤسسات الرسمية للدولة. إنما الجيش، الذي كان نحو ربع مليون جندي، ففي الواقع لم يبقَ منه سوى بضعة آلاف من الجنود، ومئات من كبار الضباط والجنرالات. وليس الجيش وحده من تبخر. أيضا خلال حرب الأربع سنوات، دمرت بنية القوى الأمنية ومعظم أجهزة المخابرات المتعددة، التي كانت توصف بأنها من الأقوى والأشرس في العالم. وبالتالي على الروس والإيرانيين ألا يحاولوا رسم صورة وهمية حول ما يحدث في سوريا، حيث لم تعد سوريا سرا مغلقا، وذلك نتيجة تعدد القوى المقاتلة. في سوريا اليوم، لا توجد دولة، ولا نظام، ولا رئيس شرعي، ولا جيش أو أجهزة أمنية. وفوق هذا، ندرك أن الإيرانيين، وليس الروس، هم الكاسب الأكبر من دخول الروس الذين توجه قواتهم معظم رصاصها ضد المعارضة السورية، وليس ضد الإرهابيين مثل &"داعش&".

الروس بذلك يحاولون خلق توازن بالقضاء على المعارضة الوطنية السورية المسلحة، فيضطر العالم، بما في ذلك الأتراك والخليجيون، لدعم ما يسمى النظام في دمشق لمحاربة المقاتلين الأجانب في &"داعش&" وشقيقاتها الإرهابية. هذه النتيجة ستخدم إيران أخيرا، التي ستكون قد استولت على العراق وسوريا ولبنان، وستتمتع بنفوذ خطير على منطقة الخليج.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقالات خرافية
abulhuda -

منذ خمسة سنوات وأنت تكتب مقالات خرافية من وحي الخيال , الرجاء راجع مقالاتك التي كتيتها حول سوريا والأسد ورحيله خلال أسابيع قليلة فلعلها تجعلك تترك ألكتابة أو حتى تستقيل وترتاح وتريح ايلاف وتريحنا ولك الأجر والثواب .

التفاخر
سعودي -

وماذا عن دول الخليج؟ هل توجد لديها جيوش مقتدرة وكفوءة؟؟؟ لا أظن ذلك، فحين قام العراق بغزو الكويت استوردت الدول الخليجية مليون جندي أمريكي من أجل استرداد الإمارة، ولمواجهة الحوتيين تتم الاستعانة اليوم بتحالف دولي وعربي من فرنسا لأمريكا ثم السودان والسيتغال والمغرب.. والنتيجة لاشيء، فالقوات السعودية ما زالت تتخبط في المستنقع السعودي ولم تتمكن من حسم الأمر مع حفنة ممن تسميهم ميليشيات... ما أسهل التفاخر والتبجح على الآخرين، ولكن ما أصعب مواجهة الذات ونقدها نقدا صحيحا وصريحا..

أساطير
سمير القحطاني -

لو أن دولة خليجية تعرضت لواحد في المليون مما تعرضت له الدولة السورية من تآمر وحروب وضخ للإرهابيين التكفيريين القتلة وتزويدهم بالسلاح المتطور والأموال والدعم اللوجيستيكي، لكانت الدولة الخليجية قد انهارت في أسبوع وزالت من الخريطة السياسية. الجيش العربي السوري بصموده في وجه الحرب الكونية المشنونة عليه حقق معجزات وأساطير سيسجلها التاريخ صفحة مشرفة ومتألقة في تاريخه المجيد..

أسوأ من النظام
يونس -

قرأت صبيحة هذا اليوم حوارا أجرته إحدى الصحف مع المعارض السوري برهان غليون، ما يلفت الانتباه في كلام برهان هو تشخيصه لواقع المعارضة السورية. الخلاصة التي نخرج بها من الحوار هي أن المعارضة السورية أتعس وأتفه من النظام الذي تعارضه. إذا سقط النظام فإنها غير جاهزة لاستلام السلطة، بل ستتقاتل فيما بينها لحد الإفناء من أجل الكرسي ومغانمه وامتيازاته دون أن يكون لأي من جهابذة تلكم المعارضة ولو شبه برنامج جاهز لإخراج البلد من أزمتها. صدق من قال: إن ليس أسوأ من النظام السوري سوى معارضته.

تحية للاستاذ الراشد
شلال مهدي الجبوري -

عودتنا استاذ عبدالرحمن على مقالاتك وتحليلاتك الموضوعية. اليوم اصبح بشار ابو البراميل وبعثيته في سوق بورصة المفاوضات ورحيله اصبح قاب قوسين . الخلاف فقط على النفوذ بين امريكا وروسيا بعد رحيل هذا الكتانور المعتوه. عجلة التاريخ لم ترجع للخلف اطلاقا بعد هذا الخراب في هذا البلد الجميل . هذا الصنم اصبح خارج التاريخ ، هذا القومجي العروبي الطائفي هو آخر من تبقى من هذا التيار الذي تجاوزه الزمن . الروس مقتنعين جيدا ان هذاا الحصان لم يعد لهم الرهان عليه وعلى بقائه اطلاقا ولذلك هم يتفاوضون مع الامريكان للحصول على نفوذ اكثر بعد رحيله. اما هذا التهريج الاعلامي عن الفانوس السحري للطائرات الروسية وقصفها لما تبقى للشعب السوري مجرد سراب ويعرفون هذا مستنقع اذا غاصوا فيه سيغرقون ولهم تجربة غنية في افغانستان. اليوم الروس يمرون بازمة اقتصادية خانقة جراء انخفاض اسعار النفط والغاز الذي يشكل اكثر من 70 بالمئة من مواردهم الاقتصادية. لايمكن لهم الصراع مع الغرب العملاق واموال دول الخليج الضخمة. الروس ايضا حذرين من الانجرار في هذا المستنقع المدمر لهم. اما دور طيرانهم في حسم المعركة فهذا من رابع المستحيلات فهو مجرد ثرثرة اعلامية لاتقدم ولاتؤخر . الحل كما يراه كل العالم رحيل هذا الارعن مع حاشيته من مافيا البعث