جريدة الجرائد

هزيمة إيران في اليمن وتداعياتها إقليمياً

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&محمد آل الشيخ&


هزيمة الحوثيين في اليمن هي بلا شك هزيمة لفكرة التوسع الإيراني الإمبريالي في المنطقة بكل المقاييس؛ فلولا طموحات إيران وحكومة الملالي المتهورة والكهنوتية، لما عرف اليمنيون الحرب التي تدور هناك مع الحوثيين الذين كانوا يعملون كمخلب قط لها ولمشاريعها في المنطقة، ومنها يتسلحون ومن خزائنها يتمولون.

العرب عندما تمادى الفرس في امبرياليتهم انتفضوا واتحدوا لمواجهة أطماعهم في تحالف نادر لتحرير الأرض العربية من الحوثيين عملاء طهران، وها هي جيوش الحلف العربي على مشارف صنعاء.. ولم تكن إيران لتهتم باليمن، ولا بالحوثيين وتجندهم، لولا أن هؤلاء الكهنوتيين كان هدفهم المملكة قلب العرب النابض، وأرض الحرمين، وقبلة المسلمين؛ ،غير أن هزيمتهم وإجهاض مخططاتهم أصبحت قاب قوسين أو أدنى من النصر المبين، والمسألة مسألة وقت ليس إلا.

ولا يمكن فصل هزيمتهم الوشيكة في اليمن عن تضعضع أوضاعهم عسكريا وعجزهم عن حماية عميلهم الأسد في بلاد الشام؛ فالتدخل الروسي في سوريا، هو بلغة أخرى يعني فشلهم وفشل ميليشياتهم لان يحققوا إبقاء النظام والدفاع عن وجوده؛ وهم يدركون تمام الإدراك أن الروس القادمين الجدد إلى الساحة السورية المشتعلة لديهم أجندة ومصالح ليس بالضرورة أن تتفق مع أجنداتهم وأهدافهم التوسعية، كما أن لروسيا مصالح وعلاقات مع آخرين، تجعلها ضمنا تأخذ في الحسبان هذه الأبعاد؛ لذلك يهمها أن تمسك بأوراق الصراع هناك بقوة لتتماهى ما أمكن مع أهدافها الاستراتيجية التي دفعتها إلى اتخاذ هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر،فالروس لن يتدخلوا لتقطف إيران ثمرة الانتصار في النهاية؛ بمعنى أن اقتحام روسيا للحرب الأهلية السورية، إذا نظرت إليه من زاوية أخرى فهي تجسد فشلا ذريعا في تنفيذ ماكانوا يطمحون إليه من حماية نظام الأسد، ومن ثم السيطرة على دمشق كما فعلوا في بغداد.

أما &"بيروت&" التي يتباهى بعضهم علنا أنهم يتحكّمون فيها من خلال حزب الله، بشكل شبه كامل، فلا يمكن لأي راصد للأحداث إلا ويتنبه إلى أن تدخل حزب الله اللبناني في سوريا، والخسائر الجسيمة التي تحملها هناك، قد خلقت جدلا واسعا ليس بين أغلبية اللبنانيين غير الشيعة في الداخل اللبناني فحسب، وإنما أيضا لدى كوادر الحزب نفسه، فضلا عن أن ألقه عند العرب الذي بناه من منطلق أنه (القوة المقاومة) في مواجهة إسرائيل خبا وهجه. وليس لدي أدنى شك أن الأسد ونظامه سيسقط حتما بعد سحق الإرهاب المتأسلم، وسقوطه سيجعل قدرة حزب الله، على الحركة سياسيا داخل الجغرافيا اللبنانية وخارجها سيضعف، وستواجهه عقبات وعوائق كثيرة سياسيا، من شأنها تحرير بيروت في المحصلة من تحكم الولي الفقيه في طهران.

بقيت (بغداد) عاصمة العراق، المتاخم لإيران محتلة من قبل الملالي عمليا؛ وهذه العاصمة أيضا تشهد حراكا شعبيا واسعا، من جميع مكونات العراق الطائفية والسياسية ضد الفساد الذي تجلى بوضوح في الفئات المدعومة من إيران، وعلى رأسها (حزب الدعوة) الصفوي، وكل المؤشرات تقول إن هذا الحراك الشعبي الواسع موجه ضمنا إلى إيران؛ فضلا عن أن فشل الفئات الحاكمة عن مواجهة توسع عصابات (داعش)، عمّق الشعور الشعبي بأن إيران هي السبب، خاصة وأن المرجع &"السيستاني&" وهو المرجع الشيعي الأقوى يختلف مع طهران اختلافات فقهية عميقة، وبالذات فيما يتعلق في فكرة (الولي الفقيه)؛ ومثل هذه الاختلافات لا يمكن إلا وأن تبرز على السطح، كمؤثر على الحد من قوة إيران، وتحكمها في بغداد.

هزيمة إيران في اليمن، وعجزها عن حماية الأسد في سوريا، وكذلك الخسائر الجسيمة التي تكبدها عميلهم حزب الله هناك، وإقحامه لبنان في الحرب السورية الأهلية، إضافة الى ما فرضه الحراك ضد فساد حكام العراق المدعومين من إيران، لا بد وأن يلقي بظلاله على التوسع الايراني، ما يجعل أجندتها التوسعية في المنطقة هي في المحصلة فاشلة. إنها عقلية العصور الوسطى التوسعية، عندما يلفظها منطق القرن الواحد والعشرين، وكذلك الكهنوتيون الماضويون عندما يحكمون الدول المعاصرة.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عاصفة حزم روسيه
عبدالله العثامنه -

عاصفة الحزم نتيجه طبيعيه ومتوقعه للتمادي الايراني في العبث بمصائر الشعوب والدول في المنطقه ولم يكن للملالي خياراً غير خيار التمادي الفج والوقح لأنهم لا يملكون غيره تنفيذاً واحتراماً لأدبيات الثوره الخمينيه الميمونه! مثل دولة اسرائيل التي هي أيضاً لا تملك خياراً غير الخيار التلمودي لشعب الله المختار ومن الخطأ أن نسميه خياراً لأنه استراتيجيا تحكم الدولتان وتتحكم بهما (شعب الله المختار وشعب فارس المختار بينهما من القواسم ما الله به عليم) لذا تراهما يمشيان خلف بعضهما حذو القذّة بالقذّه هذا يتقدم والأخر يتبعه وهذا يتأخر والثاني يتقدمه تبعاً للظروف والمستجدات والأولويات ،طبعا شعب الله المختار مغلّف ومحشو بمقدسات دينيه وشعب فارس المختار مغلّف ايضاً ومحشو بمقدسات دينيه غير مسموح المساس بها أو مناقشتها حفاظا على الديمومه من جهه وعلى الحاله العنفيه من جهة أخرى،، فالديمومه تتطلب رعاية اوروبية غربية دوليه حنونه والعنف يتطلب مظلات غربيه ودوليه حنونه ايضاً لذلك ترى أن هذا العنف الحاصل عندنا هو عنف حنون بمقاييس الغرب والمجتمع الدولي فمثلا ذبح الفلسطيني والأحوازي والسوري والعراقي هو ذبح لا غنى عنه بالمقاييس الدوليه وهو ذبح شرعي حنون بنفس المقاييس!! نعود لعاصفة الحزم عندما أخذ العرب قرارهم بهذه العاصفه وشرعوا بها اضطرب الحلف الصليبي الصهيو صفوي وارتبك وأخذته رعده وقشعريره ثم اصفرّ لونه وتدهورت صحته وراح يفتش عن حلول سريعه وناجعه ثم أخذ قراره بالرد على عاصفة الحزم السعوديه بعاصفة حزم روسيه! والفرق بين العاصفتين أن الأولى تكاد تنتهي وتنهي الأحتلال الايراني والثانيه بالرغم من أنها لا زالت في بدايتها الّا أنها أنهت الأسد في أول مراحلها وستنهي ايران في المرحله اللاحقه ثم تنعطف على روسيا في أخر مراحلها.