جريدة الجرائد

لماذا يُحجِّم بوتين إيران؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

زهير قصيباتي

أن يحقّق &"داعش&" تقدُّماً في محيط معقلٍ للنظام السوري أمر لا يثير غرابة. ما يستدعي التعجُّب أن يتقدّم التنظيم على حساب النظام، رغم كثافة النار الروسية في فضاء سورية الذي يبدو أنه سينبلج تدريجاً... بعد خمس سنوات تقريباً من القتل والظلام.

بحسابات بسيطة، ورغم خروج المشهد السوري عن كل المألوف في المعادلات العسكرية والسياسية، ليس مبالغة القول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دشّن حملة ديبلوماسية مكثّفة لاستعجال نهاية لغارات &"سوخوي&".

مبدئياً، ورغم كل التحفُّظات الأولى على التدخُّل العسكري الروسي المفاجئ في سورية، قد يتفق معظم الدول العربية المؤثّرة وتركيا على أن المقاربة الروسية لمسارَي الحرب على الإرهاب والتسوية التي ستطلق المرحلة الانتقالية، ليست بعيدة من التطلُّع إلى بدء هذه المرحلة. وإن بدا ساطعاً الخلاف على الأولويات بين الكرملين ونظام الرئيس بشار الأسد، فنفي موسكو كذلك أنها ستقدّم ضمانات بعدم ترشُّح الأسد لولاية جديدة، لا يلغي جدّية ذاك الخلاف الذي ظهرت ملامحه بعد &"استدعاء&" بوتين للرئيس السوري. الأخير يريد &"حرباً على الإرهاب&" تستمر إلى ما لا نهاية، ليضمن بقاء المظلة الجوية الروسية و &"الخبرات&" الإيرانية وأذرع طهران إلى جانبه، وفي قلب سورية وسمائها. لكنه بالتأكيد لا يتساءل عن الثمن الذي على الروس التضحية به لصون نظام يتداعى ما بقي منه.

بعد كل ما شهدته المنطقة من صراعات وحروب، وتجاذب إقليمي ودولي، وتأجيج براكين المذهبية، وتدمير أركان الدولة العربية في سورية والعراق وليبيا واليمن، توجّه موسكو رسائل في كل الاتجاهات، لتُعلن أن وقت التسويات حان، وعلى الجميع الاستعداد لركوب قطارها. فشلت إيران في إنقاذ النظام السوري، وفي محو فضائح عهد حليفها نوري المالكي ومحو كارثة سقوط الموصل وتمدُّد &"داعش&"، كما فشل مشروعها في اليمن لتمكين الحوثيين من تغيير هوية البلد ومؤسساته. باغتها تدخُّل التحالف العربي بقيادة السعودية لإعادة الشرعية. صُدمت طهران بارتباك حكم حيدر العبادي في بغداد، و &"ممالأته&" الأميركيين. جيَّشت مشروع &"الحشد الشعبي&"، فأجّجت المذهبية، من دون أن تُقلِق &"دولة&" أبي بكر البغدادي.

عملياً، قد تكون أوضح رسائل الروس في محاولتهم استعادة النفوذ الإقليمي، موجّهة إلى المرشد علي خامنئي والرئيس الأميركي باراك أوباما في آن: انتهى الوقت الضائع، لا تفرُّج واشنطن على دمار الشرق الأوسط يمكن احتماله أكثر، ولا رهان طهران على عض الأصابع مع مَنْ كان &"الشيطان الأكبر&"، يمكن الاطمئنان إلى نهاياته. في الحالين يتمدد &"داعش&" وفي صفوفه من المسلحين من آسيا الوسطى والقوقاز، ما يكفي لمشروع موصل ثانية على كتف روسيا.

مع كل ذلك، لا تغيب دوافع الروس للثأر من العقوبات الغربية، لكنهم يراهنون بالتأكيد على الثأر لماضي الاتحاد السوفياتي. لا يبالغون في تبرير الحاجة إلى نظام عالمي جديد، وهم باتوا أقرب من الأميركيين إلى توازنات المصالح، بعيداً من &"حكمة&" أوباما التي لم تُنقذ حليفاً ولا صديقاً.

وبحساب النقاط التي سجّلها بوتين منذ تدخُّله العسكري في سورية، يَرِد تحجيم الدور الإيراني الذي توهّمت طهران بأنه سيقرر مصير المنطقة والعرب. ويَرِد كذلك تسجيل هدف آخر في المرمى الأميركي، باستعجال الضغوط لإشراك كل الإقليم في البحث عن مخرج لكابوس &"داعش&"، لا بد أن يتلازم مع مرحلة انتقالية في سورية. وأما طرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مسألة الانتخابات النيابية والرئاسية، فيزيل حتماً لدى نظام الأسد غشاوة &"سحر&" الحلف الإيراني الذي ظنّه أبدياً.

كان النظام ولا يزال في ورطة انفصام، كانت إيران ولا تزال في مأزق الطموحات الامبراطورية، واستخدام المذهبية وقوداً لكسر روح المصالح المشتركة بين الدول العربية في المنطقة. وأما روسيا فليست بريئة من السعي الى فرض دور لها، يوازن بين القوة العسكرية وورقة &"الفيتو&" في مجلس الأمن، وحصص التجارة والأسواق. الفارق بين أوباما وبوتين أن الأول توهّم حصاداً مجّانياً للأهداف بلا قطرة دم أميركية، فيما الثاني اقتنص لحظة للتمرُّد على الحصار والذل، وفرض خريطة جديدة للمصالح الدولية.

في اجتماع فيينا غداً، بعد تفكيك عقدة حضور طهران، لن يعلن الروس تدشين قطار الحل السوري، ولن يعلن الإيرانيون تطوُّعهم في تأمين مخرج آمن للرئيس الأسد. طريق الحل ما زال طويلاً، لكن معظم اللاعبين أُرغِم على المشاركة في حسابات الربح والخسارة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاعلام الغبي للجيش الحر
عبدالله العثامنه -

بما أنك ذكرت تقدم التنظيم على حساب النظام أحب أن اُنوّه الى نقطه في غاية الأهميه يقع فيها اعلام الأتلاف واعلام الجيش الحر الغبي وهي أنهم يرددون كالببغاوات ما تبثه وكالة اعماق الداعشيه عن سير المعارك المسرحيه بين النظام وداعش بحيث أنهم أي اعلام الجيش الحر أصبح بوقا لداعش من حيث يدري أو لا يدري!! ، وطريقة داعش تقوم على التالي: يقومون باشتباكات وهميه مثلا في دير الزور بالاتفاق مع النظام فيسمع مراسل الجيش الحر أصوات التفجيرات والقصف ثم تقوم وكالة اعماق الداعشيه بنشر سير المعارك الوهميه فيقع المراسل المسكين بين تأثيرين مُقنعين 1- تأثير سماعه اصوات الاشتباكات 2-وتأثير اخبار وكالة اعماق الداعشيه فيقوم على الفور بتصديق الخبر وبثه على المواقع الاعلاميه وفضائيات الجيش الحر على أنه خبر مؤكّد والحقيقه أنها عباره عن تمثيليه بين النظام وداعش يبثها اعلام الجيش الحر بالمجان ،، فعلا اعلام ولا أغبى !! داعش لم يقتل للنظام ولا جندي والنظام لم يقتل لداعش ولا عنصر وكل سوري مُضَلّل ينضم الى داعش اُحمّل وزره للأتلاف فما أن يسمع ذاك السوري أن داعش يقاتك ويشتبك مع شبيحة الأسد حتى يبادر ويقول لنفسه : ها هو داعش يقاتل النظام وبدلاً من أن أنضم لصفوف للجيش الحر براتب سبعين دولار فلما لا أنضم لداعش براتب 500 دولار!!،،، طريقة النظام في تسليم مواقعه لداعش لا تتم الا بعد اشتباكات وهميه مصوّره على فيديو يبثها الداعشيون المقنّعون على وكالة أعماق فيقوم أغبياء الجيش الحر بنقلها وبثها على مواقعه وفضائياتهم !! الأن هناك اشتباكات وهميه بين النظام وداعش على طريق خناصر الثريا وفي مدينة السفيره وفي مطار كويرس العسكري يهدف منها النظام لتسويق داعش في الدرجة الأولى وتسليمه تلك المواقع بالمجان ليتفرّغ هو الى قتال الثوار في مناطق اخرى ولا يزال اعلام الجيش الحر الغبي يبث ويُعلن انتصارات الدواعش الوهميه .