الإرهاب فكر متغلغل ومستمر.. هذا هو واقعنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قينان الغامدي
لا جديد! فمنذ أن بدأت تفجيرات "التكفيريين" في شوارعنا ومساجدنا ومنشآتنا، ونحن نشجب ونستنكر، ونصفهم بالمجرمين القتلة الضالين الخوارج... إلخ.
ومع كل إنجاز أمني &-وهي من الكثرة بحيث لا تحصى&- في كشف الخلايا النائمة والصاحية للإرهاب، ونحن نشيد برجال الأمن وندعو لشهدائهم بالرحمة والمغفرة، ونفخر بهم، ونسعى ما وسعنا السعي إلى الشد من أزرهم، لكننا لا نفعل شيئا مفيدا وفاعلا يدعم جهود وزارة الداخلية الأمنية والفكرية، فنحن نكتفي بالشجب والاستنكار للجريمة، وبالإشادة والثناء على دور الأجهزة الأمنية، أما ما هو منتظر من هيئة كبار العلماء وبقية القطاعات المعنية بتفكيك الفكر وتصحيحه والرد عليه فلا شيء يذكر البتة.
ما زالت معظم منابر "الجمعة" تكفر فرقا وطوائف إسلامية تعيش بيننا، ومثلهم أهل الكتاب الذين يعمل كثير منهم في بلادنا، ويلعنهم ويدعو عليهم، وما يزال من نسميهم "دعاة وداعيات وطلبة علم" يفعلون مثل ذلك في دروسهم ومواعظهم، وبعضهم موظفون في وزارة الشؤون الإسلامية وتحت إشرافها، وما زالت قنوات تلفزيونية تستضيفهم وتعطيهم فرصة بث هذا السم الذي يصل إلى كل بيت وعين وأذن، وما زال التحريم وسد الذرائع سيدي الموقف في معظم شؤون الحياة التي لا أدلة قطعية من كتاب كريم ولا سنة صحيحة مطهرة على تحريمها.
وأبناؤنا ما زالوا يتدفقون ليكونوا وقودا للفتن، وجنودا قتلة مجرمين مع "داعش" ومع كل حرب أو جريمة إرهاب في أوطان العالم، وهم الأكثرية في كل ساحة مزعومة للجهاد والنفير، وما زال معين التطرف والتشدد في كل مكان من بلادنا، لدرجة أن هناك أطفالا من الجنسين في مدارسنا يرمون بعضهم بالكفر والفسق... إلخ، لمجرد أن يتحدث أي منهم عن صور عادية أو أفلام متحركة يشاهدها، وذلك لأن بعض معلميهم ومعلماتهم ما زالوا يحقنونهم بأفكار التحريم لكل مبهج مباح في حياة الإنسانية، ولأن بعض أمهاتهم وجداتهم الأميات وشبه الأميات أدمن محاضرات ودروس من يسمين أنفسهن بالداعيات اللواتي يكرسن التطرف والتشدد، حتى أصبح كثير من مجالس النساء وقروباتهن في التواصل الاجتماعي تضج بما سمعنه ويتناقلنه من مواعظ التحريم والقصص المختلقة من الماضي والحاضر الهادفة إلى تكريس التطرف والنفور مما سواه، وهؤلاء ربات بيوت ومربيات جيل سواء في المدارس أو المنازل، بل إن بعضهن أصبحت مفتية وواعظة!! ومثلهن كثير من الرجال الواقعين تحت المؤثرات ذاتها، لدرجة أن بعضهم ما يزال متحرجا من سماع موسيقى السلام الملكي الوطني، وفواصل الأخبار، وجاهز للوعظ والتحريم في كل مجلس وسوق وطريق. وغدا نكمل.