جريدة الجرائد

أدلاء العراق

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سمير عطا الله

&
اثنان اعتذرا عن غزو العراق حتى الآن: توني بلير، الذي لم يدخل في التفاصيل، ووزير خارجية أميركا آنذاك كولن باول، الذي قال: إن ذريعة الاحتلال بوجود أسلحة نووية قام بتزوير وثائقها أحمد الجلبي. والذين تابعوا النزول الأميركي ذلك اليوم، لا يذكرون صور القصف، ولا بغداد الخالية، ولا آخر تصريحات محمد سعيد الصحاف، ولا إسقاط أكبر تمثال برونزي أقامه صدام حسين لنفسه. الصورة التي كانت أكثر رقاعة، كانت صورة أحمد الجلبي يصل مظفرًا وحوله مجموعة حراسة من رجال المارينز العمالقة مثل قبائل الدناكيل. يجب زرع الرعب في نفوس الإخوة المواطنين.
بدأ الجلبي حياته في بيروت حيث تزوج من إحدى عائلات لبنان الفاضلة. ثم هجر وهاجر إلى عمان، حيث أنشأ مصرف &"بترا&" الذي أفلس في ظروف مثيرة للشبهات، وحُكم عليه بالسجن غيابيًا مدة 22 عامًا. وذهب إلى لندن، ثم إلى الولايات المتحدة، التي عرفها طالب هندسة. وهناك بدأ الاتصال بالمحافظين المتطرفين، الذين سيصبحون رجال جورج دبليو بوش، وفي طليعتهم بول وولفوتز وريتشارد بيرل.
ووسّع دائرة الاتصالات لكن في اتجاه واحد؛ الراغبين في تدمير العراق. وكان يحلم، طبعًا، بأن يتقدم هو فرقة الفرسان الأولى. وبأن يصبح حاكم العراق. لكنه كوفئ بوزارة النفط في بلد متفكك معرض للفساد، وبعدها، لم يستطع الحصول حتى على مقعد نيابي في البرلمان.


زالت الأحلام، وخسر صداقاته الأميركية وأُهمِلَ في العراق، لكنه ظل يحاول الإطلالة، مرة من طهران، ومرة من بغداد، ومرة من أي مكان ممكن. أحب الأضواء بأي ثمن وفي أي زمان. وقيل إنه تقاضى مبالغ من الـ&"سي آي إيه&" وكان أبو حسن سلامة قد رفض، في السبعينات، مبلغ 300 ألف دولار شهريًا للتعاون مع الأميركيين، قائلاً لهم: أتعامل معكم من أجل قضيتي وأهلي، لا من أجل سياساتكم.
لم يبدد العراق الأميركيون وحدهم. تشيني ورامسفيلد وبول وولفوتز ودبليو بوش، بل ساعدهم في ذلك العراقيون الذين قاموا بدور الأدلاء والمحرضين. ولم يستحوا لحظة واحدة بتلك الصور الفاقعة بلا حدود، وهم يعودون إلى العراق بحماية المارينز. والمعتذرون كثيرون الآن. لكن بعض الصور غير قابلة للاعتذار.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
معروف من يستحي
حسين -

الكاتب ، وضع معلومات عن احمد الجلبي ، ولكنها مبطنة ، ومشوهة . انه تعاون مع االامريكان وهذا لم يعد سرا ،وهو يعترف به، وانه عمل على اسقاط نظام الطاغية الذي استهدف العراقيين وهجر وقتل الملايين ؟ ولكن ايها الكاتب هل تقول لنا من من الحكام والمسؤولين الكبار العرب لم يحصل على دعم البريطانيين الفرنسيين سابقا ، والامريكان لاحقا ليثبت موقعه في السلط او في الزعامة . ليس شيئا منسيا منذ الحرب العالمية الاولى ووضع خريطة سايكس بيكو والتقسيم والاستحواذ على الثروات وتشريد وقتل الملايين ، وادخالهم في بودقة الحروب وسرقة اموالهم وايداعها في المصارف الاوربية والامريكية ؟ ومن باع فلسطين وسلمها وشرد اهلها؟ ان نظام الطاغية سلب اموال عائلته واستولى عليها وجعلها جزءا من املاك عائلته ، كغيرها ن اموال العراقيين الاخرى . موضوع بنك البترا الاردني ، يعرفه اصحاب السمو امراء الاردن الاحياء منهم ومن وراء العملية وكيف تمت ولماذا الحكم في محكمة امن الدولة بدون تمييز او استئناف ، ولم يكن في محكمة مدنية كغيرها من القضايا الممشابهة؟ والاسئلة كثيرة ، لماذا ، طلبه الممغفور له جلالة الملك الحسين ، واجتمع به اربع مرات في لندن ؟ لماذا لم يطالب الاردن الانتربول بالقاء القبض عليه اذا كانت القضية عادلة ؟ وغيرها من الاسئلة التي لا جواب عليها؟؟؟؟