جريدة الجرائد

التعريف الحقيقي لوحدة العراق .. أو التقسيم لا محالة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&التعريف الحقيقي لوحدة العراق .. أو التقسيم لا محالة

&
فاتح عبدالسلام


المشهد السياسي الآن في العراق مثل سيل منهمر من علو نحو واد لا قرار له. لا شيء فيه له قابلية التوقف والتقاط الأنفاس . الجميع بين راكض ومهرول . ثمة مجهول يركض الجميع نحوه بسرعة الفزع النافر في الصدور .


الشعب النازح يركض هرباً من موت القصف والاعدامات الى موت الصحاري والجفاف والافاعي والفيضانات في الخيام والمسؤولون الفاشلون يركضون مابين أزمة وأخرى بحثاً عن تبرير للدفاع عن النفس ليس أكثر ولا أقل.
العراقيون لم يروا مشكلة واحدة قد حلت أو يجري حلها . كل المشاكل المتداولة من صنع السياسيين وما مساعيهم لتلافي بعضها إلا محاولة للهروب الى أمام.
الآن هناك يأس من الحلول السياسية والحكومية ، فهل يمكن أن تتاح الحلول لمنظمات وجمعيات خيرية عراقية لتسهم في مساعدة المنكوبين .
النازحون يزيد عددهم على أعداد ثلاث دول خليجية لا يزالون يواجهون المصير القاتم والمخيف . أعرف ان معظم العراقيين تحت خط الفقر أو الفقر النسبي لكن باب المساعدة والتكافل هو أوسع مما يظن السياسيون اللاهثون وراء أطماعهم .


الأمر يحتاج الى حملة اجتماعية واسعة في جميع مدن العراق للفت نظر من لم يدرك حقيقة النكبة التي يمر بها العراق. هناك في بلدنا مظللون بالشعارات وخاضعون للتعبئة من اجل عناوين شخصية وجهوية فقط . ولعل طول حكم الحزب الواحد في العراق منذ ولغاية الان تقريباً جعل العمل الخيري والعمل الطوعي شبه معدومين الا اذا كانا يصبان في مصالح الأفراد والأحزاب.
منظمات المجتمع المدني التي ظهرت بتشجيع امريكي كانت وكرا آخر للفساد ولم تثمر عن تجارب وطنية إلا في اجتهادات فردية ضئيلة ذابت مع صخب الفساد العام.


هل رأينا قوافل من خمسين شاحنة معبئة بمواد الاغاثة والمؤن تخرج من البصرة او الناصرية أو العمارة أو كربلاء باتجاه النازحين مع لجان منبثقة من الشعب لتوزيعها بما يسد حاجة العراقي النازح لفصل كامل وليس ليومين أو ثلاثة . هل العراقيون قاصرون عن ادراك هذه المكارم وهم أهل الكرم والجود والنخوة منذ الأزل. اذن ما الذي حصل ؟
هناك خلل في البنية السياسية المهيمنة على المجتمع التي تتخذ من الاساليب الشمولية وعاءاً لكل عمل وموقف.
لا يتوهم أحد ان الجائعين في شمال العراق لن يكون لهم تأثير سلبي على مستقبل العراق لعشرين سنة مقبلة ولا يظن العراقي في الجنوب ولا أفترض غناه ولكن اتحدث عن استقراره النسبي ، أنه سيكون ناجياً اذا تفسخ مجتمع مقداره ثلاثة ملايين نازح عراقي .


المبادرات بالعشرات أو بالمئات لا أريد تعدادها الان . لكن كل شيء رهن برفع الهيمنة السياسية واطلاق يد الشعب للتعبير عن تكافلهم الحقيق كشعب واحد . وإلا ما معنى المطالبة بالحفاظ على محدة العراق شعباً وارضاً؟
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف