الحزب الجمهوري: من ينقذه؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&أحمد الفراج&
يعيش قادة الحزب الجمهوري أزمة حقيقية هذه الأيام، فالمرشح الثري دونالد ترمب يتصدر المشهد، ومعه الطبيب الأسمر بين جانسون، ويعلم قادة الحزب أن هذين المرشحين، الذين يسيطران على المشهد الجمهوري حاليًا، لن يكونا مقنعين للناخب الأمريكي عمومًا، ولن يصمدا أمام مرشحة الحزب الديمقراطي المتوقعة، هيلاري كلينتون، فلا يملك أي منهما الخبرة السياسية، مقارنة بهيلاري، التي عملت كوزيرة للخارجية، وسيناتورًا، عدا عن خبرتها، ونشاطاتها كزوجة للرئيس بيل كلينتون، لمدة ثماني سنوات، ولا يراودني شك بأن هذا ما يفكر فيه رئيس الحزب الجمهوري الحالي، السيد رينيس بريبس، وهو المسؤول الأول عن الحزب، ومعه كبار الإستراتيجيين، فهل يجعلوا الأمر يستمر كما هو، أم يتدخلوا لصالح مرشح آخر، يتوقع منه أن يقارع هيلاري، عندما تحين ساعة الصفر.
من الواضح أن رغبة قادة الحزب الجمهوري هي فوز الحاكم جيب بوش، أو الحاكم كريس كريستي، أو على الأقل السيناتور تيد كروز، فكل واحد من هؤلاء يحمل تاريخيًا يستطيع معه مقارعة هيلاري، ولكن هذا ليس في أيديهم، فالكلمة الأخيرة هي للناخب الجمهوري، الذي يحلق بدونالد ترمب عاليًا الآن، وربما تتغير المعادلة مع الوقت، ولكن كل الدلائل تشير إلى سوء أداء جيب بوش ورفاقه، وليس في الأفق ما يشير إلى تغير هذه المعادلة، وستكون الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، في ولايتي أيوا ونيوهامشر، في شهر فبراير المقبل، هي المحك الحقيقي، فغالبًا ما تعطي نتائج انتخابات هاتين الولايتين انطباعًا أوليًا، ولكنه حاسمًا لسير الانتخابات، فولاية ايوا كانت هي أول من عبر عن كسر جمود التاريخ، في عام 2008، وذلك عندما انتخبت المرشح المجهول حينها، باراك أوباما، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ولم يتوقف أوباما بعدها إلا على عتبة البيت الأبيض.
ليس في مقدور قادة الحزب الجمهوري صنع زعيم كبير، من شاكلة الرئيس ابراهام لينكولن، أو الرئيس ثيودور روزفلت، أو الرئيس ديويت ايزنهاور، أو الرئيس ريتشارد نيكسون، أو حتى الرئيس جورج بوش الأب، فكل ما يستطيعون فعله هو العمل مع المتاح من المرشحين، وهم بين ثري صاخب مثل دونالد ترمب، أو سياسي ضعيف مثل جيب بوش، وبالتالي فإن مهمة قادة الحزب جسيمة، خلال الفترة المقبلة، وفي ظل هذه الظروف فإن رغبة الشعب الأمريكي بالتغيير بين الحزبين الرئيسين، الجمهوري والديمقراطي، سيقابلها حقيقة عدم وجود مرشح جمهوري قوي يسهم في هذا التغيير، فهل يفعلها الديمقراطيون، ويفوزون بفترة رئاسة ثالثة، بزعامة السيدة هيلاري كلينتون، وهو الأمر الذي سيدخل معه الحزب الديمقراطي التاريخ للمرة الثانية، بفوز سيدة برئاسة أمريكا، بعد أن قدم الحزب أول رئيس أسود؟!!. هذا ما سنعرفه خلال عام ونيف.