جريدة الجرائد

سر انتصار «داعش» في بغداد

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

قبل عام، وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، أصبحت الرمادي هدفا لتنظيم داعش، ثم فاجأ العالم باستيلائه على الموصل. الرمادي كانت الشرارة، حيث استولى مقاتلو التنظيم الإرهابي على وسط المدينة بعد فرار القوات المسلحة من مركز المدينة المحصن جدًا، فقد هاجموها بأكبر عمليات انتحارية جماعية في تاريخ الحروب، قيل إن عددها بلغ ثماني عشرة سيارة انطلقت في وقت واحد. القيادة العراقية لامت الجيش، وجلبت ميليشياتها الشيعية، المسماة &"الحشد الشعبي&"، وفشلت هي الأخرى، ورفض الأميركيون التعاون معها، مدركين أنهم أنفسهم سيصبحون هدفًا لأهالي محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية.


أخيرا، عاد القتال للأنبار، المحافظة المنكوبة بالفوضى والحروب والتي تقع في غرب العراق وتحاذي حدودها الأردن والسعودية، وذلك بعد عودة القوات الأميركية للمشاركة في دحر &"داعش&". فهي تحارب فقط من الجو، وتوجه القوات العراقية والعشائر السنية من خلال المستشارين والمعلومات الاستخبارية. تحاول من جديد تحرير الرمادي، منذ استيلاء &"داعش&" على عاصمة الأنبار في 17 مايو (أيار) الماضي، حيث فشلت العشائر السنية والقوات العراقية والأميركية في تخليص المدينة التي تبعد مائة كيلومتر فقط من العاصمة بغداد. فالحرب صعبة هناك، كما يصفها تسجيل مصور لأحد القادة الأميركيين من هناك، &"قوات التحالف تود أن تطرد (داعش) من الرمادي بأسرع وقت ممكن، لكن الأمر قد يتطلب بضعة أسابيع&". وحتى لو حرروا الرمادي، ولو بعد أشهر، فإن التحدي يكمن في عاصمة دولة &"داعش&"، ومقر قيادتها، ومركز حركتها، أي مدينة الموصل، حيث قال عنها المتحدث الأميركي إن &"المعارك هناك لن تكون سهلة لأن (داعش) سيقاتل بكل وحشية للدفاع عنها&".


أما لماذا عجز كل هؤلاء مجتمعين عن هزيمة &"داعش&" في العراق، البلد الذي لا تزال فيه حكومة مركزية، وجيش، وشيء من الاستقرار، ويصدر البترول، فالسبب ليس لأن التنظيم لا يقهر، بل لأن القيادات السياسية في بغداد عاجزة عن الانتصار على نفسها. فالعاصمة العراقية تعاني من الفوضى السياسية، وعجز رئاسة الوزراء، وتدخل رجال الدين، وتزايد النفوذ الإيراني على القرار السياسي العراقي، واستمرار رئيس الوزراء المعزول نوري المالكي في حربه التحريضية ضد خلفه رئيس الوزراء حيدر العبادي. ولولا أن القوى الدولية تريد محاربة &"داعش&" خوفًا من تمدده، لكانت بغداد نفسها اليوم في مرمى التنظيم.


سر فوز وهزيمة تنظيم داعش في العراق يكمن في العاصمة بغداد، متى ما صححت ممارساتها ستستطيع القضاء على التنظيم الإرهابي. ولا نرى مؤشرات على تطور الوضع السياسي، والإداري الحكومي عمومًا. لا شيء هناك يوحي بأن الدولة للجميع. بتمزق بغداد، وتخبط السياسيين، سيبقى الإرهابيون والمتطرفون، وستستمر الفوضى.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سقطت الرمادي
كريم الكعبي -

ياهذا الرمادي سقطت بحكم الواقع بيد الحشد السني والشيعي والقوات الامنية بالحسابات العسكرية ولم يبق الا ثلث مركز المدينة والموصل سهلة جدا سيتكفل بها الاكراد والحشد الشيعي والسني والتركماني والايزيدي ولقوات الامنية لان الثأر هذه المرة سيكون وقعه على الدواعش في المنطقة قاسيا وسترى الدول التي ساندت الدواعش ينتقل الارهاب اليها فأن الله لايضرب بحجر

لم ولن تنتصر !!
علي البصري -

الاوضاع الدولية لن ولم تسمح لهذا الفكر البائس ان ينتصر انما هو وسيلة محدودة بزمن لمحاربة ايران ومشروعها لصالح المشروع الامريكي الصهيوني بتمويل خليجي ،والوقود هم السنة والشيعة في العراق وسورية واليمن الذي قد يستغرق تدميرهم 3 سنوات على الاكثر !!!

الراشد منزعج
حسين -

يبدو ان السيد عبد الرحمن الراشد منزعج من قرب القضاء على الارهاب الدواعش وبدء كشف اوراق من يدعمهم اقليميا ودوليا ، بعد العثور على الكم الهائل من الوثائق والاجهزة والمعدات. ونسي الراشد ان من يقاتل مع الارهابيين فيهم عرب الجنسية ، مع الاسف الشديد ، واموالهم عربية وتسليحهم ياتي من العرب ومن دول اقليمية ودولية. ونسي الراشد ان ساحات الاعتصام في الرمادي قبل عامين، التي كان هو وغيره من الكتاب والمحللين في موقع ايلاف وفي صحف الشرق الاوسط والحياة وصحف خليجية اخرى ، يروجون لها ويدعموها اعلاميا وماديا ، كانت مرتع للارهابيين والقتلة والمجرمين الذين اغتصبوا الفوجة والرمادي ومدن الانبار الاخرى ومدن صلاح الدين . والموصل . وما ذكره اليوم السيد وزير الدفاع السابق الدكتور سعدون الدليمي ، في تلك الفترة ، يعطي صورة واضحة عن من اسقط مدن العراق واغتصب اهلها وشردهم وقتل ودمر العديد ، ومن اين كانت تاتي الاموال الى المشاركين في ساحات الاعتصام التي قدرت يوميا ب 30 مليون دولار يوميا لتمويل وجبات الطعام والمبالغ المادية لك من يشارك فيها ، والاسلحة التي اكتشفت لاحقا، قبيل اغتصاب المدن . وان غد لناظره قريب

arrêter de duper le peuple
jamal -

quand un régime ou un état est mêlé à la religion ;c sur qu''il va s''écrouler vous allez dire pourquoi l'' arabie ,l''iran tiennent encore debout c sur au détriment des peuples et quand il se déclenchera rien ne peut l''arrêter et d''ailleurs le pétrole aide un peu à désamorcer ceratines situations mm le soutient des EU ou n''importe

كلام قارغ
ناصر احمد -

داعش يا عبقري افندي مثل المجاهدين الافغان اللي عن طريقهم تم جر الاتحاد الزفتيتي للوقوع في الفخ, الان يتكرر الامر مع ايران و روسيا و عصابة المزبله الخضراء و عصابة قصر المتاجرين, و سيبقى الوضع الى ان تذهب ايران و روسيا لبوس رجل امريكا و السعوديه للخروج من المستنقع, وتذكر كلامي زين