ساعة الحرب على الظلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غسان شربل
&"غزوة باريس&" أخطر من &"غزوتي نيويورك وواشنطن&". وقتل الناس بعد التحديق في عيونهم المذعورة أشد هولاً من ارتطام طائرة ببرج. مذبحة باريس أفظع من 11 سبتمبر (أيلول) الأميركي. إنها عمليات إعدام وحشية ميدانية قابلة للتكرار في هذه العاصمة أو تلك. لا تحتاج إلى طائرات أو طيارين. يكفي وجود حفنة من ذئاب الظلام تشرب من نهر الكراهية المطلقة.
&
&"غزوة باريس&" هي الأخطر، لأنها تبني على الجروح التي أحدثتها الغزوات السابقة وتهيل عليها كميات هائلة من الملح والكبريت. ولأنها تعمق مشروع الطلاق بين العرب والمسلمين من جهة وسائر العالم من جهة أخرى. ولأنها تدفع الجاليات العربية والإسلامية إلى الاصطدام المروع بالبلدان التي استضافتها. ولأنها تبني مدماكاً جديداً في مشروع إيقاظ الحروب الدينية وحروب الإلغاء بين الحضارات. ولأنها تنذر بأمواج كراهية للاجئين الذين فروا من وحشية حروبنا ومجتمعاتنا. إنها تهديد قاتل لعلاقات دول وشعوب وأديان وأفراد. مشروع انتحار كوني.
&
أبو بكر البغدادي أخطر من أسامة بن لادن. و &"داعش&" أخطر من &"القاعدة&". ارتكب العالم إثماً فظيعاً حين سمح لآلة القتل السوداء بأن تتحصن في أجزاء واسعة من العراق وسورية. حين اختار باراك أوباما سياسة النأي بالنفس. وحين انتظر فلاديمير بوتين فرص الصيد في بحيرة الدم السورية. وما يصدق عليهما يصدق على كثيرين.
&
ارتكب العالم جريمة واسعة. سمح لـ &"دولة البغدادي&" بالتقاط أنفاسها غداة إعلانها. سمح لها بالسيطرة على حقول النفط وتنظيم الجبايات واستثمار ما استولت عليه من المصارف والجيوش. أتاح لها التحصن في أماكن آمنة. واستقطاب متعصبين قادرين على توظيف التكنولوجيا في خدمة برنامج الكراهية والتدمير. وإغراء ضباط متشددين من جيوش قريبة وبعيدة. أعطاها الوقت لإنشاء غرف للتخطيط والعمليات. وإنتاج أجيال جديدة من الانتحاريين.
&
لا تزعم أن بلادك بعيدة. ولا تتوهم أن عاصمتك محصنة. هذه حرب لا تشبه ما عشناه أو قرأنا عنه. إنها حرب عالمية ترمي إلى الاصطدام بالعالم. بكل من لا يعتنق هذه الملامح الصارمة المقفلة. بكل من لا يشرب من النبع نفسه. إنها ترمي إلى إعادة بلدان إلى الكهوف. وتحويل جاليات وأقليات إلى عبوات. إنها مشروع اغتيال واسع لحق الاختلاف وفرص التعايش والتقدم. إنها ليل حالك يحاول اغتيال أضواء الحرية والكرامة.
&
في حرب من هذا النوع عليك أن تختار معسكرك. لا تهرب ولا تفرك يديك. من الملحّ فهْمُ جذور ولادة هذا الديناصور المفترس. لكن حذار من تبرير القتل بذريعة التهميش والإحباط والفقر والظلم الضارب هنا أو هناك. الظلم لا يبرر تعميم الظلام. ولا شيء يبيح هذه المجزرة الجوالة.
&
إن الأمر لا يتعلق بسورية والعراق ومنطقة الرأس المقطوع. العالم بأسره مهدد. هذه ليست مبالغة. إنه مهدد في أمنه واستقراره وسلامته وسياحته واقتصاده وتعايشه وشروط تقدمه. والعلاج يتخطى بالتأكيد مصير التنازع بين النظام السوري ومعارضيه وبين حيدر العبادي ورفيقه اللدود نوري المالكي. لا يواجه قرار إطلاق حرب عالمية إلا بقرار من القماشة نفسها.
&
على العالم أن يستيقظ الآن وقبل فوات الأوان. على الأمم المتحدة أن تنقذ أمن العالم واستقراره. على مجلس الأمن أن يتخذ قرار إطلاق حرب عالمية ضد الإرهاب. وعلى الدول الكبرى أن تتولى تنفيذ هذا القرار. تحتاج هذه الحرب إلى أساطيل وطائرات. وتحتاج أيضاً إلى دعم مالي وإعلامي. لا بد للعالم العربي والإسلامي من أن يساهم في إنقاذ نفسه. حرب تغلق كل الملاذات التي توفر للمتطرفين فرص التحصن والتناسل وشن الهجمات.
&
وفي موازاة هذه الحرب، لا بد من إغلاق منابر الكراهية للآخر. لا بد من مواجهة فكرية شاملة. لا بد من مراجعة عميقة. تجب استعادة الجامعات والمدارس والمساجد والشاشات والمواقع الإلكترونية من قبضة مروجي التكفير وإلغاء الآخر. اعتبار الحرب شأناً يعني الآخرين أفضل وصفة للخسارة.
&
إنها ساعة القرار الكبير. أن يخوض العالم هذه الحرب الآن أفضل من أن يخوضها لاحقاً. على مجلس الأمن بلورة إرادة دولية صارمة وتسخير كل طاقات الدول للدفاع عن التقدم الإنساني. إن ما يهدد العالم العربي والإسلامي اليوم لا يقل عن الخطر الذي شكلته النازية على أوروبا والعالم. إن العالم على مفترق طرق. وقرار إنقاذ التقدم الإنساني يحتاج إلى قامات استثنائية. يحتاج إلى ما يتجاوز براعات لافروف وسذاجات كيري. حرب عالمية على الظلام ترافقها إرادة دولية لإنهاء النزاعات على قاعدة الحوار والعدالة والمشاركة. التأخر في شن الحرب لا يَعِد العالم إلا بـ &"غزوات&" جديدة.
&
التعليقات
انهم يَقتلون وداعش يتبنّى
عبدالله العثامنه -المسأله أبسط من ذلك بكثير ولا تحتاج لأساطيل وجيوش وطائرات يكفينا الطائرات التي تتناوب لقصف الأبرياء ،،، داعش تأخر 15 ساعه بأعلان تبنيه لعملية باريس الدنيئه وهذا دليل على أن الدول الراعيه للارهاب كانت في نقاش محتدم هل نعطي التعليمات لداعش كي يتبنّى أم نترك الأمر من دون تبني؟؟ لكنهم أخذوا قرارهم بضرورة اعلان التبني ولو كنت مكانهم لتركت الأمر تمويهاً لكنهم بحماقتهم أرادوا أن يؤدّبوا الرئيس الفرنسي على طريقتهم الفجه الوقحه تنفيذاً لتهديداتهم السابقه كأنهم يقولون نحن عندما نقول نفعل !! سبق لوليد المعلم أن مسح قارة اوروبا عن الوجود (طبعاً بعد أن قالت لهم اسرائيل لا تخافوا أنتم موجودن طول ما انا موجود) ومفتي سوريا ههدد فرنسا بالأسم وبشار قال وتوعّد اكثر واكثر، هم كانوا بحاجه لمظله دوليه لتنفيذ احقادهم وتهديد العالم والأن بوجودروسيا تحقق مرادهم لكن السؤال لماذا تسعى روسيا لتخريب فرنسا؟؟ الم تدرك أن تفكك الاتحاد السوفيتي كان من ثمرة احتلال افغانستان وأن تدمير روسيا الحاليه سيكون من جراء غزوها لسوريا ورعايتها للارهاب !! مسكين من يظن أن داعش هو الذي نفّذ والله انه أوهن من بيت العنكبوت لكن دولاً واموالاً رصدت وأجهزة مخابرات عالميه تعمل من وراء ستار وفرنسا تعرف ذلك ،،،، وظيفة داعش 1- تشويه صورة الاسلام 2- هم ينفذون وداعش يتبنّى 3- تدمير المدن والحواضر ""عندهم قاعده تقول : اذا أردتَ أن تدمّر مدينة عربيه أرسل اليها داعش كما حصل في تدمر وكوباني وتكريت وبيجي والرمادي وغيرها والدور الأن على الرقه والموصل" 4- المساهمه في التفريغ السكاني والتغيير الديموغرافي ،،، من غباء الدول الراعيه للارهاب أنهم يمشون بمشروع يستنفذ جُل طاقتهم ثم ينسفونه برمشة عين !! انظر لغبائهم مشوا في مشروع التغيير الديموغرافي في العراق وبلاد الشام وعندما وصلت اللقمه الى الفم وفتحت اوروربا ذراعيها للقادمين الجدد قاموا بعملية باريس فاغلقت أوروبا أبوابها من جديد ،،، ليس أمام امريكا الأن الّا أن تعلن أنها على استعداد لاستقبال 12 مليون لاجيء بدلاً من 12 ألف التي وعدت باستقبالهم وأن تقنع استراليا وكندا للمشاركه في استيعاب هذا العدد الضخم ترقيعاً لحماقات الحلف الصهيو صفوي .
الى المعلق العثامنة
علي البصري _ 2 -أغبى تحليل سمعته لحد هذه اللحظة . اذا كان بشار و وليد المعلم قادرين على مثل هذه الأعمال كان الاولى بضرب دول الخليج الاعداء اللدودين للنظام السوري و لماذا فرنسا .ثم عما تتحدث و اي تغيير تغيير ديموغرافي في العراق , العراق يناضل من اجل اخراج هذه الشراذم من ارضه بواسطة رجاله الصناديد و يسطرون اروع الملاحم بمقاتلة هذه الوحوش البشرية . لا تغيير ديموغرافي و لا اي شيء مما تدعيه , المهم ياسيدي داعش الظلامي ليس من صنع بشار و ليس لأيران علاقة بهذا التنظيم الفاشي , ارجو ان تراجع نفسك و تجري بحث قليل عن هذا التنظيم و تعرف من ورائه و من هو المستفيد