جريدة الجرائد

ما جرى في باريس وبيروت: على منْ تقع المسؤولية ؟!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&ما جرى في باريس وبيروت: على منْ تقع المسؤولية ؟!


صالح القلاب

من المفترض ألَّا يكون مستغرباً ولا مفاجئاً لا تلك الجريمة المرعبة التي أوجعت قلوب الفرنسيين ومعهم قلب كل ما تتوفر فيه ولو الحدود الدنيا من الإنسانية في العالم بأسره ولا تلك الجريمة المخيفة الوحشية التي حدثت في منطقة: &"برج البراجنة&" في ضاحية بيروت الجنوبية والتي لا يمكن تبريرها وإيجاد عذرٍ لمرتكبيها ومن يقف خلفهم وذلك مع أنه لا بد من تحديد وتشخيص أسبابها حتى لا تكرر مرة أخرى والواضح أنها قد تتكرر عشرات المرات إنْ لم يتم وضع حدٍّ لـ &"الجو&" المذهبي والطائفي الذي ترتب على تدخل إيران وبالتالي تدخل حزب الله عسكريّاً وسياسياً واستخبارياً في الأزمة السورية التي ما كان من الممكن أن تصل إلى ما وصلت إليه لولا هذا التدخل وكل التدخلات الخارجية الأخرى .


لقد كان على حسن نصر الله, الذي أخذته العزة بالإثم ووصل به غرور القوة والعظمة إلى حد أنه ردد وأكثر من مرة أنه لولاه ولولا حزبه حزب الله لما صمد نظام بشار الأسد لثلاث دقائق!!, أنْ يتوقع ردّاً بكل هذا العنف والدموية عندما قال ذات يوم, وصل فيه التدخل الإيراني في سوريا ذروته وأقصى حدود بشاعته, وهو يتطلع إلى السماء من فوق أرنبة أنفه إنه يفتخر بأن يكون مقاتلاً في فيلق &"الولي الفقيه&" وعندما نقلت وسائل الإعلام في العالم بأسره أولاً صور مقاتلي حزبه وهم يعلقون على مأذنة مسجد عمر بن الخطاب في مدينة &"القصير&" في حمص شعارات مذهبية استفزازية وثانياً عندما نقلت وسائل الإعلام هذه وقبل يوم واحد فقط من جريمة &"برج البراجنة&" في ضاحية بيروت الجنوبية صور مغاوير حزبه وهم يحرقون شاباً من طائفة غير طائفتهم بينما كانوا يغنون ويرقصون ويطلقون صرخاتهم الطائفية .
كان يجب أن يدرك حسن نصر الله ويدرك أيضاً &"العقلاء&" في إيران أنَّ لكل فعلٍ رد فعل وأن التحشيد المذهبي الذي لجأوا إليه سوف يؤدي إلى تحشيد مذهبي وطائفي مضاد وأن هناك جهاتٍ &"إرهابية&" سوف تركب الموجة وسوف تستغل هذا التحشيد للقيام بجرائم دموية كجريمة ضاحية بيروت الجنوبية الأخيرة تظهر للأكثرية السورية وللمسلمين في كل مكان أنها هي &"حامية حماهم&"!! وأنها هي وليس غيرها المدافعة عن الإسلام الذي هناك إحساس عام لا يمكن إنكاره بأنه مستهدف الآن ومن قبل الذين يدَّعون أنهم هُمْ وليس غيرهم حُماته والذائدين عنه.. وهذا هو هدف عملية برج البراجنة الدموية والقذرة التي استهدفت أناساً أبرياء ينتمون إلى طائفة كريمة لا تمثلها إيران ولا يمثلها حزب الله هي الطائفة الشيعية .
إنه لا يمكن ولا يجوز تبرير هذه الجريمة النكراء التي أخطر ما قد يترتب عليها أنْ يعود لبنان إلى التذابح الطائفي مرة أخرى.. ولكن ومع ذلك فإنه لا بد من القول إلى حسن نصر الله: &"يداك أوْكتا وفوك نفخ&" وأنَّ إقحام حزبك وبدوافع طائفية وبأوامر إيرانية في حرب بشار الأسد القذرة فعلاً على شعبٍ لم يعد شعبه هو من خَلَقَ هذه &"البيئة&" المذهبية في لبنان وغير لبنان وهو ما وفر لـ &"داعش&" ولغير &"داعش&" من التنظيمات الإرهابية المبرر الذي يريده ويسعى إليه للقيام بهذه الجريمة.. والجرائم الأخرى التي قام في أماكن متعددة من العراق ومن سوريا ومن دول عربية وغير عربية أخرى .
ثم وفي الاتجاه ذاته فمع الإدانة والشجب للجرائم البشعة القذرة التي كانت باريس الجميلة, مدينة العلم والنُّور, مسرحاً لها الليلة قبل الماضية فإنه لابد من الإشارة بل القول إلى أنَّ ميوعة المواقف الغربية والموقف الأميركي في طليعتها هي ما جعلت &"داعش&", في سوريا وفي العراق, يتحول إلى دولة نفطية غنية فالسكوت على الإيرانيين وعلى نظام بشار الأسد وفَّر لهذا التنظيم كل إمكانيات القوة وكل إمكانيات البقاء والتمدد.. ويقيناً لو أن الدول الغربية ومن بينها فرنسا وفي مقدمتها الولايات المتحدة كانت حاسمة وحازمة منذ البدايات لما حصل كل هذا الذي يحصل ولما بادرت روسيا إلى تدخلها العسكري الأخير في الشؤون الداخلية لهذه الدولة العربية .
هناك حكمة يبدو أنها غابت عن الأميركيين والأوروبيين وغيرهم تقول: &"أنه إذا كان لا بد من القتال والمواجهة فعليك أنت أن تضرب أولاً&".. وهنا فإن الحقيقة أن ما نراه الآن أنَّ كل هذا العنف الدموي الذي بات يهدد الجميع ما كان من الممكن أن يكون, لولا كل هذه المواقف والسياسات المهادنة والمائعة ولولا السكوت على بقاء نظام بشار الأسد وعلى تمدد إيران في العراق وفي سوريا.. ولو تبنيهما عمليَّاً لـ &"داعش&" وتركه يتحول إلى دولة نفطية قادرة على اختراق الدولة التي تريد اختراقها وضرب الهدف التي تريد ضربه .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لمن يبرر الكاتب
حسين -

السيد صالح القلاب ، يحاول تبرير والدفاع عن اولئك الذين يدعمون الارهابيين ويمولوهم ويسمحون لهم العمل والتجوال والدخول الى سوريا والعراق . منذ اكثر من عشرة اعوام والعراق يصرخ وبلغ العالم عن الارهابيين ومن يمولهم ، الذين احرقوا الاخضر واليابس ، ويطالب المجتمع الدولي التحرك موحدا ، لان ساحة الارهابيين لا تشمل العراق وحده. الكاتب نسي اولئك المجرمون من رجال الدين الذين يغسلون ادمغة الشباب ويستغلون سذاجة البعض لدفعم الى القتل والتدمير . كما نسي الكاتب الاموال التي تضخ عليهم للسفر الى العراق من دول الجوار العراقي . ولم يكن للارهابيين حقول نفط تمول عملياتهم، ولكن الملايين القادمة من بعض دول الخليج لقتل وتشريد وتدير العراق والهدف واضح؟ وبعد اشتعال الاحداث في سوريا وحجة اسقاط نظام دكتاتوري ، وكان الانظمة العربية ديمقراطية ، ارتفعت وتيرة الارهابيين وتعاون اجهزة عربية واجنبية على جلب العشرات منهم الى سوريا وعبورهم الى العراق ومن ثم محاولات اشعال الفتنة الطائفية ، التي تمولها اجندات معروفة ، لاير يد الكاتب ذكرها واشك انه لا يعرفها، وتوسعه وهجرة الملايين من السوريين ، وسيطرة الارهابيين على الموصل والانبار وتهجير اهلها وسبي نساءها ومن جميع المكونات من العرب والكرد والمسلمين والمسيحيين والايزيديين وغيرهم، وموجات النزوح الى تركيا ومدن الجوار ، ومن ثم موجات اللجوء الى اوربا ، التي ادت الى خلل في امن واستقرار مدن اوربية مهمة ومنها روما وباريس وبرلين وبروكسل ولندن وغيرها؟ استغل الارهابيون واجنداتهم هذه الظروف ودفعوا بالقتلة والمجرمين للقيام باعمال لا تقرها الشرائع السماوية ولا الدين الاسلامي الحنيف الذي استغله اولئك الاوباش المجرمون لازهاق ارواح الابرياء ، الاطفال والنساء والشباب والشيوخ ، وهم في راحة البال في حفل موسيقي رائع او مطعم يتنعمون بغذائه مع احبائهم واهاليهم واصدقائهم؟ وفي مدينة الحرية والجمال والثقافة والفن وفي بدء عطلة نهاية الاسبوع. يجب على الدول الكبرى والمجتمع الدولي محاسبة تلك الحكومات والاطراف التي دعمت ومولت الارهاب لتسلب امن واستقرار الشعوب المحبة للحرية والسلام والمحبة للخير . يجب مناشدة جميع الحكومات لتوحيد الصفوف ضد هذه الافة ومن يعمل على تاجيجها ويساعد الشعوب التي تعاني من الارهابيين للتخلص منهم، مثل الشعب العراقي والشعب السوري والشعب الفلسطيني والليبي والتونسي وا

عدونا الفرس
كامل -

اتفاق اوباما خامنئي الجديد بديل سايكس بيكو اميركا وايران يعتبروا ان الامة العربية في مرحلة الوهن والموت وعليهم اقتسام الجبنة باسرع وقت تتنتقل ايران من التحكم بالعراق وثم الحوثيين في اليمن الى لبنان الى البحرين ولقاء ماذا؟ هل المحبة والانسانية ام الاحقاد المذهبية؟اخفت اميركا كل تحقيقاتها عن تفجير حزب الله لمقر جنودها المارينز على طريق مطار بيروت وسقوط مئات القتلى فيهم واجبرت صحف اميركا لفلفة الموضوع وممنوع ان تتكلم عن حقيقة من اسر وقتل اساتذة اميركيين في الجامعة الاميركية ببيروت واعتقل صحافيين اميركان وفرنسين وقتلهم وتدخل اوباما وضغط على الارجنتين وبلغاريا ليبلعوا اتهاماتهم ضد حزب الله في تفجير عشرات الابنية في بلدهموضغط على فرنسا التي تريد منع المنار البث من اوروبا ومنع تجريم حزب الله في اوروبا عندما كانت اجندة اوربا المشتركة تطلب هذا لماذا هناك لماذا هناك ابعاد متعمد وصارم لاي دور لاي مثقف او لمفكر حر او منتسب لجماعات محايدة ربما اقتصادية او اجتماعية او ادبية بل حصر كل الامور بيد طبقة من الملالي وكأن اطار الدولة المرتقبة في العراق والشام هم فقط جماعة معينة يأمرها القائد العام لولاية الفقيه من قصره الاحمر في قم,بينما الملالي يهيمنوا على التفكير والتخطيط العسكري والمالي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي لتلك البلاد لماذا اعطاء الصبغة المذهبية لتحركات بعض المحرومين في اي منطقة واظهار وكأن الشريك الأخر في الوطن ليس الا متأمر ومشارك و منبوذ ولسوف يتم الاقتصاص منه والثأر منه لاحقا بعد نجاح الثورة الافتراضي

وكأنك برىء ياصالح
ناصر الناصر -

اذا كان زعيم حزب الله وبشار الاسد ونوري المالكي وايران قد نفخوا الصراع المذهبي كما توحي وتقول علنا , فلماذا نفخت انت فيه وانت الوزير والصحفي المسقف والفدائىء السابق اي المخرب وفقا لصديقتكم اسرائيل . جميع كتاباتك وتعليقاتك التلفزيونية المدفوعة الثمن والمستأجرة لاتتحدث الا عن الطائفية . ليس ذلك فقط بل نصبت نفسك مدافعا عن تلك الجماعات القاتلة التي ترفه اعلام الطائفية في كل ثانية . يقال اذا لم تستح فاقعل ماتشاء واللي استحوا ماتوا

المسفر يقلب الحقائق
ضياء الحسن -

لقد تعودنا أن نقرأ لهذا الكاتب القومجي منذ أيام سيده المقبور صدام حسين مقالات هزيله يقلب فيها الحقائق وهو يعتقد بإن بضاعته لها أسواق رائجه . يبدو إنه يعيش في عالم آخر غير كوكبنا . إن ثقافة هذا الكاتب أصبحت باليه ولكنه لا يريد أن يعترف بذلك ويصر بغباء على الإستمرار بترهاته ومغالطاته الفكريه .