جريدة الجرائد

ليس بالحرب وحدها نواجه الإرهاب

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

شنت سبع مجموعات إرهابية مسلحة هجمات، في آن، على مطعم ومسرح وستاد رياضي وجادات وشوارع منتقاة في مدينة باريس، يصعب على إرهابيين آتين من خارج فرنسا تنفيذه على النحو الذي حدث. وهنا تسأل صحيفة &"اوبزرفر&"، &"من أين جاء المهاجمون الثمانية، وهل ولدوا في فرنسا أم نشأوا فيها، وكيف وصلوا بأسلحتهم وتدريبهم العسكري؟ إذ كانوا مدربين ومنضبطين؟ وهل تواطأ معهم أحد من الأقلية المسلمة في فرنسا؟ وهل كانوا يتصرفون بمبادرة تلقائية ذاتية، أم أنهم جزء من خلية فرنسية غير معروفة، أم كانوا ينفذون أوامر من الرقة، أو أيٍّ من معاقل تنظيم الدولة&"؟

&

جريمة باريس تشير بوضوح إلى أن الإرهاب البشع الذي تعرضت له فرنسا، بات جزء كبير من مراحله يُعدّ داخلياً. لهذا دعا بعض الصحف الغربية إلى &"فرض إجراءات رقابية أصبحت ضرورية، إضافة إلى التدخُّل في الحياة الخاصة للمواطنين، من خلال توسيع قاعدة البيانات والقوانين لاستخدام الإنترنت، فهذه إجراءات أصبح تجنبها غير ممكن&"، على رغم اعتراف بعض تلك الصحف بأن &"توفير الأمن الكامل ليس إلا وهماً&". هذه الإجراءات إن نُفِّذت بهذه الطريقة، فإن الأقلية العربية والمسلمة في الدول الأوروبية ستدفع الثمن، وستُضاف إلى وضعها المعيشي المتدهور، المعاملة بالشك والريبة، بخاصة إذا استخدَم بعض الدول الأوروبية نظام الطوارئ الذي طبّقته أميركا بعد أحداث أيلول (سبتمبر). وهذا يعني التضحية بمواطنين عرب ومسلمين في هذه الدول، وتحويلهم إلى كبش فداء، وإن حصل ذلك، تكون فرنسا أو غيرها نفّذت رغبة التنظيمات الإرهابية، وكرّست الكراهية التي يسعى بعضهم إلى جعلها قانوناً، يحكم علاقة العرب والمسلمين بالدول الغربية.

&

هل تُغيِّر هجمات باريس الدول الأوروبية؟

&

إن استمرت الدول الغربية في التعامل مع الإرهابيين بشن الغارات الجوية، من خلال التحالف الذي تنطبق عليه الآية الكريمة &"تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ&"، ستجد نفسها أمام تنازلات تمس قيمها النبيلة، وحرية مجتمعاتها وانفتاحها، فضلاً عن أنها لن تحقق انتصاراً على الإرهاب، وستتحمل المزيد من دماء الأبرياء، وتغذي الفوضى التي تحتضن التنظيمات الإرهابية.

&

الحرب وحدها، وبالطريقة التي نشهدها الآن ليست حلاً. لا بد من حرب تستهدف الإرهابيين دون غيرهم، وعمل سياسي موازٍ، لا بد من وضع حد للأزمات السورية، والعراقية والليبية. الدول الغربية شريك في تنامي الإرهاب الذي بات يجتاح العالم، وعليها أن تتحمّل مسؤوليتها التاريخية لحماية شعوبها قبل الآخرين.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أي أزمة ؟
جنان -

لا بد من وضع حد للأزمات..! عظيم هذا هو مطلب الدول ومطالب الشعوب ...إلا اننا وبالأحرى هم ، المعنيون سينظرون إلى لب الأزمات بعيون وزوايا مختلفة ...واعتقد كمواطنة تنشد السلام والعيش بأمان ، انهم لن يتفقوا على صورة واضحة للأزمة لبحث حلها ، الصور تتداخل في السياسات كما الحلول ، وعلى الحلول ان تراعي مصالح من يشترك بالحل وله فيها ناقة ، ولو على حساب بحار الدم وأكوام الجماجم البشرية. وإنا - في لجة السياسة واتجاهات الدين المختلفة والتكفير والقتل وقال فلان عن فلان - ضائعون . أي أزمة هي الأزمة ؟

بوجود هكذا
كيف يمكن ان يدحر الارهاب -

السؤال الذي يحب ان يطرح هو لماذا تعمدت الدول الأوروبية الى فتح ابوابها للمسلمين ،لماذا لم تفتحها للبوذيين من جنوب شرق اسيا او للهندوس او للمسيحيين في الفلبين او أمريكا الجنوبية او المسيحيين العائشين في الدول الاسلامية ؟ هل معقول انهم لا يعرفون ان المسلم عقيدته الدينية تمنعه من الولاء للكفار ، هل كانوا يراهنون على تخلي المسلمين عن دينهم مثلما تخلى الغربيين عن دينهم المسيحي ؟ هل هم حقا كانوا محتاجين الى العمالة الاسلامية ؟ لماذا يا ترى استهانوا بالخطورة التي يشملها المسلمون على الحضارة الأوروبية؟ يبدو ان كل هذه الهبات التي تمنحها اوروبا للمسلمين غير كافيك بنظر الكاتب و انه يطمع بالمزيد من التنازلات ان تقدمها اوروبا المسلمين حتى يدعون الأوروبيين يعيشون بسلام ، أنا توقعت من عنوان المقال عندما قال ان ليس بالحرب وحدها يمكن دحر الاٍرهاب ان الكاتب سيطالب بألغاء درس الدين و تقليل رجال الدين الى اكثر حد ممكن و لم أكن أتوقع منه ان يطالب بالمزيد من الخشوع الأوروبي للمسلمين ، الحمدلله انه لم يطالب بعدم قرع نواقيس الكنائس لانها تؤذي مشاعر المسلمين في الغرب؟