روسيا تؤسس لشرق أوسط جديد

&عبدالمحسن يوسف جمال
&
ما الذي يحدث في المنطقة العربية؟!
واين هم العرب من كل ذلك؟! وهل ما يحدث اليوم بتنسيق معهم ام انهم آخر من يعلم؟!

ما يحدث محزن.. محزن.. محزن، لان الواقع العربي سلّم كل أوراقه للآخرين، وكأنه يطلب منهم تصفية الحكومات العربية، واستباحة الشعوب العربية بطريقة تدعو الى الرثاء على امة سلمت كل أوراقها السياسية للآخرين.
اختلفت الامة فلم تستطع ان تحل خلافاتها بينها بالتي هي أحسن، كما اوصاها الاسلام، ولكنها تقطعت فرقا وشيعا، وراهنت كل فرقة على قوى خارجية.
ولأن السياسة الدولية لا تعرف العواطف، بل تتصرف من خلال مصالحها وتقوية نفوذها، فقد اصبحت الساحة العربية ميدانا للصراعات الدولية.
وبدلا من ان تنفرد القوى الغربية برسم مستقبل الشرق الاوسط لوحدها، استطاعت روسيا ان تضع لها موقع قدم في المنطقة، وذلك بسبب الاخطاء والغرور الغربي، الذي وصلت حماقته بالرهان على القوى الدينية التكفيرية المتطرفة لتكون رأس الحربة في اسقاط الحكومات العربية، ففوجئت انها لا ايمان لها ولا عهد، وانها تنقلب على الجميع في الوقت الذي تراه مناسبا لها.
واستطاعت روسيا، بالتعاون مع سوريا، ان تشكل تحالفا يتم من خلاله مساعدة الدولة السورية في التخلص من الحركات التكفيرية المسلحة، خاصة تلك التي صنفت حركات ارهابية وفقا لقرارات مجلس الامن الدولي.
ولقد تعزز الدور الروسي بعد تفجيرات باريس الاخيرة، التي اعلنت &"داعش&" مسؤوليتها عنها.
اليوم وبعد اجتماع دول القرار الدولي في فيينا بالنمسا، واتخاذها قرارا استراتيجيا بانهاء الحركات الارهابية ذات التوجه الديني التكفيري، وبالاخص في سوريا والعراق، فقد عززت مرة اخرى الدور الروسي في سوريا، الذي قد يمتد الى العراق ولبنان وليبيا، مما سيجعل للروس وحلفائهم دورا مهما في وضع بصماتهم في الصورة المستقبلية للمنطقة.
من الواضح الان ان البلاد العربية ستشهد واقعا جديدا في القادم من الايام مبنيا على معادلات سياسية جديدة تعتمد على عدة حقائق، منها تقارب الدول الكبرى في تشكيل مصالحها الجديدة، واعتراف الغرب بالدور الروسي في المنطقة، واعطاء دور لها ولحلفائها في الحراك السياسي القادم، ومراقبة الجهات الممولة للحركات التكفيرية لمحاسبتها وتجفيف منابعها، وتبديل الادوار العربية وفقا للرؤية الدولية الجديدة، التي يسعى الروس لجعلها تخرج بقرار دولي قد يحرج بعض العرب ويريح آخرين.
انه سيناريو جديد لتعديل المسار الغربي، الذي كان منفردا في رسم مستقبل المنطقة، ليصبح لروسيا وحلفائها نصيب في الواقع العربي، الذي اضاعه اهله بسبب خلافاتهم وعدم قدرتهم على ايجاد الحلول الذاتية.