جريدة الجرائد

بين الإنكار وجلد الذات

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

في مقال بعنوان &"العرب المسلمون و &"الإرهاب&": التشويح السياسي في زمن الإهانة&"، نُشر في موقع &"ساسة&"، بقلم وائل زميت، وهو شاب تونسي مهتم بالشأن السياسي، يقول الكاتب، متحدثاً عن رد فعل بعض المثقفين والكتاب العرب على جرائم الإرهاب &"ترى البعض يسب العرب، أي يسب نفسه، والآخر يلعن بلداناً عربية كاملة، أي يلعن نفسه، وثالثاً يهاجم الإسلام، أي يهاجم دينه&"، ويضيف: &"وكأن مرتكب الجريمة الشنيعة كان قد انتخب بالإجماع من عموم العرب المسلمين نيابة عنهم أو ممثلاً لهم&".

&

هذا المقال عينة من عشرات المقالات، ومئات التغريدات، التي نشرت عقب التفجيرات الإرهابية في باريس، يرفض كتابها تحويل كل حدث إرهابي إلى مناسبة لتأكيد الصورة النمطية التي يراد منها شيطنة الإسلام، وتكريس تلازمه مع العنف. ويطالبون برد فعل متوازن، يرفض الإرهاب ويدينه، من دون إلقاء تبعات ذلك على الإسلام، وتحميل تراثه ونصوصه الفقهية استباحة دماء الأبرياء على هذا النحو المتوحش.

&

هذا الطرح يقابله آخرون بوصفه محاولة لتبرير الإرهاب، والتنصل من مسؤوليتنا عن فكر هؤلاء الشباب. وهذا الموقف ينطوي على ولع مفرط في جلد الذات، ويتجاهل أن الذين قاموا بالتفجيرات الإرهابية في باريس، وما قبلها، هم بمعظمهم متفلتون من الدين وكانوا يعيشون حياة لا علاقة لها بالإسلام أو التدين، والأهم أن صورة الإرهاب الراهنة قضية غامضة ومعقدة، ساهمت في وجودها دول وأجهزة استخبارات وعصابات، واستخدمت الايديولوجيا كقناع مضلل. ولعل ما نقله الشاب التونسي عن الكاتب الأميركي والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية البروفسور جراهام فولر، يؤكد خطأ سهولة ربط الإرهاب بالمسلمين دون سواهم، وهو قال في كتابه &"عالم من دون إسلام&"، الذي صدر في آب (أغسطس) 2010، &"أنه حتى في صورة عدم وجود مسلمين وعدم وجود الإسلام كدين في هذا العالم، وفي ظل تواصل نفس هذا التوجه الإمبريالي الغربي، وتواصل نفس السياسات الاستعمارية، فإن ظهور تنظيمات من طينة &"داعش&"، وإن لم يكن دينها الإسلام، قضية حتمية&".

&

لا شك في أن التحريض الذي يمارسه عدد غير قليل من المسلمين سهل انخراط شبابنا، الذين نصفهم بــ &"المغرر بهم&"، في هذه التنظيمات الإرهابية، على رغم أن الذي غرر به هو من يمارس التحريض والحض على المشاركة في هذه التنظيمات، اعتقاداً منه، أو جهلاً، بأن ما يجري في هذه الحروب الملتبسة جهاد في سبيل الله.

&

الأكيد أن تعاملنا مع قضية الإرهاب بات في حاجة إلى معاودة نظر. الإنكار المطلق لدور لنا، أو تأثير في ما يجري يجافي الموضوعية. وتحميل ديننا وتراثنا كل العنف الذي يجتاح العالم ظلم لأنفسنا وديننا، وهو خور في التفكير وحال من الهزيمة المفجعة.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جلد الذات
muwaten -

لقد حاول الكثيرون جلد الذات وألقوا بالإسلام والمسلمين مسؤوليتهم عن الإرهاب وكثيرون راحوا يفتشون في الكتب عن أية أشارة هنا أو هناك عن الفكر التكفيري واو الارهابي وطالبوا بتغيير المناهج وتغيير الخطاب الديني وحذف آيات أو أحاديث وما إلى ذلك ولكن الحقيقة الالإرهاب لا علاقة له بالإسلام والدليل وجود مليار ونصف مليار مسلم فكم منهم قام بأعمال إرهابية ولا شك أن الصراع الإيراني العربي الذي هو قومي من طرف إيران ولكنه مغلف بالدين والطائفة أساء إلى الإسلام ووالمسلمين وحاول أدوات الولي الفقيه من تشويه صورة الإسلام لكن الحقائق تدل أن الحرب على العراق كانت لها اليد الطولى في تفجير العنف وإتاحة المجال لكل إرهابي لركوب الموجة فالموضوع لا علاقة له لا بالإسلام ولا المسلمين فلقد قتل من المسلمين 2 مليون إنسان منذ غزو العراق في العراق وفي سوريا

سعار التراث الديني
جنان -

لو كنت ، كاتبة لكان لي موقف ليس بالضرورة ان يكون متوافقا مع رأي حكومة بلادي...وها انا انتقد حكومة بلادي ولا يمكنني نقد بلادي بديهية.!!!! احداث باريس لم تهز ضمائرنا التي هزت وفجعت وانتكست على مدى اكثر من عقد مضى...لما كان الصمت العربي والاسلامي منزويا خلف كتب التاريخ والتراث وأهلي الابرياء يذبحون ويفجرون ويقتلون باسم الله ، والله ساكت...ثم اجتاح المغول الجدد باسم الربيع والاسلام ليبيا وسوريا ولا نعرف الدور لمن أو يرتد على مطلقه...الاحداث جعلتنا لا نجلد الذات ولكننا نبحث عن العلة ، و ندعو لقراءة جديدة للتاريخ ورؤية غير ملزمة للتراث...عليكم ككتاب وقدوة التفرقة بين تقديس التاريخ والدين ، وتقديس القرآن والمرويات ، فهذي هي ازمتنا . التاريخ ليس مقدسا والتراث ليس مقدسا ، ولكن القرآن مقدس فهمنا...التاريخ والتراث يستأنس به ولكن ليس قبلة ملزمة ، انت تعرف ان عوام المسلمين جهلة كبيرهم لم يقرأ كتابا ولا تتعدى ثقافته الدينية معلومات شيخ الجمعة الذي لا يعرف ثلث الثلاثة كام كما يقول المصريون . لا زلت اعتقد ان حكامنا وحكماءنا استدرجوا ، إلى حتفهم وتدمير دينهم وشعوبهم دون وعي منهم. ولا يزالون حتى اليوم في غفلة . والمصيبة ان الاجواء مليئة بالأصوات المحفزة والمؤيدة ، وبدخان المعارك و دعوات الاحتراب ، يعني القتل. الحقائق لا يفصح عنها دائما...ولربما تبقى غير معروفة...كما ان الرأي بقى في قوقعة الخوف منذ بد غزوات الاسلام .وحتى غزوة برج البراجنة وغزوة باريس ، وغزوة الطائرة الروسية...المفكرون والكبار والعلماء تحت طائلة هيجان وعمى العامة التي لا تعرف كوعها من بوعها...ونحن نتوقف لرؤية الجنة الافتراضية وأهلها. والجهادي المزعوم يطلب جنة فيها ما يسألون ونساء مؤخراتهم بمقدار ميل ودحما دحما. ولهذا لم تذكر المرأة في الجنة ولا دور لها على هذا الوصف ، ولا حتى جينفر لوبيز أو كيم كردشيان. الارهابيون يستندون إلى قواعد ، والقواعد ثابتة وراسخة في تراثنا وتفاسير ديننا وصحاح أحاديث رسولنا. القرآن حمال أوجه و التفاسير تختلف فالذي قلته يعود عليك بعد حين كما استشهد الخوارج بحربهم مع علي بن ابي طالب.قد تكون منشغلا...لا تستطيع المرور على سعار وتعليقات المراهقة الاسلامية على المواقع الالكترونية . والتي لو درستها ستخرج برؤية مفجعة . ان الافتراء والتدليس من اجل نصرة مذهبه تعتبر حقا مشروعا . كحق ا

قلت سلاما
o/ottonnoh -

..قبلتك يوم الثلاثاء لانك لم تنهش زميلك ولم تمضغ ممحاته امممححححححامم وقبلتك يوم الاربعاء لانك ترفض مجالسة زميلتك ولم تندب وجهها البش امممححححامح.ياحيبيبي قال رسول الله/ص\يولد الطفل على الفطرة وابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ولم يقل يزودانه بمخالب وانياب وقرون وسموم القسطاس.