جريدة الجرائد

لماذا لم يفجر الفيتناميون نيويورك وباريس؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد الساعد

قبل أكثر من 70 عاماً اشتبكت اليابان مع الولايات المتحدة، وقامت بقصف قاعدة بيل هابربر الأميركية، كانت الضربة صاعقة ومهينة، وراح ضحيتها آلاف القتلى الذين غدرت بهم البحرية اليابانية في ظلمة الليل، في خضم هذه الحرب الشرسة قام الأميركان بعمل جنوني وغاضب ملقين قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناجازاكي، وبعدها بسنوات دخلت الولايات المتحدة في حرب شرسة مع الفيتناميين قتل فيها مئات الآلف من الطرفين.

&

وسبق الجميع حربان عالميتان، خاضت فيها الإمبراطوريات الألمانية والإنكليزية والعثمانية والروسية، المهيمنة على العالم - في ذلك الوقت - حروباً طاحنة، أسفرت عن ملايين القتلى ومثلهم من المشردين والجرحى.

&

لكننا لم نسمع أن الفيتناميين ولا اليابانيين ولا الصرب ولا الفرنسيين ولا النمساويين، قاموا بعمليات انتحارية، أو فجروا أنفسهم في مقهى يرتاده أحفاد أحفاد الألمان أو الأميركان أو أي من أعدائهم السابقين، ولا أظن أننا سنسمع أنهم حملوا أبناء من حاربوهم وزر تلك الصدامات التي ذهبت وذهب وزرها مع أهلها.

&

لقد دفنوا آلامهم وأحقادهم مع موتاهم، تركوها هناك في القبور، إذ يجب أن تبقى المشاعر السيئة والأحقاد والثأر والضغينة، وإذ يجب أن تستمر الحياة بالمشاركة وتبادل المنافع والمصالح، ها هم اليوم يتسيدون العالم ويقتسمون نجاحاتهم، وينمون بلدانهم، فهم يعيشون عالم اليوم بعلاقات اليوم وتدافع اليوم، لا يسألون عن فواتير الماضي ولا عن من يجب أن يدفعها.

&

اليوم يفرح ويتشفى ويبرر الآلاف من العرب والمسلمين بالفرنسيين ومن قبلهم بالإنكليز والأسبان والأميركان، بما فعله الإرهاب في أبنائهم ونسائهم وأبريائهم، بل ويجدون المتعة في ذبحهم والتشنيع بهم. وإذا كاشفتهم، فتشوا في دفاترهم القديمة، المليئة بروائح الدم والحقد ما يبرر لهم: بأن الطفل الفرنسي المقتول في مسرح باتاكلان الباريسي، كان جد جد جده مقاتل في الجيش الفرنسي، وأن الأسباني القتيل في قطارات مدريد، كان تاسع جد له يعيش في الدولة العربية في الأندلس، التي أضاع ملكها أمير عربي، قالت فيه أمه: &"أبكي كما تبكي النساء ملكاً ضيعته ولم تحافظ عليه كالرجال&"، ليتحمل ذلك الطفل وزر صراعات ملوك الطوائف ومجونهم وضعف إدارتهم، وكيف أنه وأباه لم يحافظا لملوك الطوائف على ملكهم الذي فرطوا فيه.

&

اليابان لم ترد على أميركا اليوم بـ&"قاعدة الظواهري&" ولا بـ&"داعش&" ولا بـ&"جبهة النصرة&" بل ردت بحضارة يصعب القفز عليها، وصناعة لا يمكن مقاومتها، والفيتناميون يبنون أيضاً بلدهم حجراً حجراً، وها هم اليوم في عداد نمور الاقتصاد القادمون بقوة في العقدين القادمين، والفرنسيون تجاوزوا مع الإنكليز مذابح الألمان في عواصمهم، ويعيشون اليوم حلفاء.

&

أما العرب فهم أسرى لمعركة الجمل قبل 1400 عام، كما هم أسرى لكل ما تلاها من حروب وصدامات، انتصرنا في كثير منها وخسرنا بعض منها، لكن بعضنا للأسف لا يزال مصراً على أن يدفع أبناء اليوم دماء سفكت قبل مئات السنين.

&

العقل العربي عقل غريب الأطوار، فإذا تفاعلت وتألمت لإنسان باريس أو لندن أو مدريد أو نيويورك، ذلك الآدمي البسيط الذي لا يشتغل بالسياسة، وليس له علاقة بجنرالات الحروب، يقفز مباشرة إلى ضميرك، طالباً منك تقديم &"منفيستوا الولاء والبراء&"، لكل القضايا التي لا يتعاطف هو بالضرورة معها، من دون أن يسمح لك أن تتعاطف إلا مع القضية التي تناسب مزاجه العنصري.

&

والسؤال لأصحاب &"ذاكرة الفسطاطين، وموت بموت&" هو من يمنح حق اللجوء والإقامة والإعاشة والتعليم والصحة لملايين المهاجرين العرب والمسلمين لأوروبا سنوياً.

&

من سير ملايين المتظاهرين ضد الحروب التي وقعت في بلداننا، من وقف مع السعودية والكويت عندما حاول العراق احتلال الكويت وحاول اجتياحنا، من وقف مع الأفغان ضد الروس، من قصف الصرب حماية للمسلمين في البوسنة والهرسك، ضد المسيحيين الصرب، من أدخلهم في محكمة لاهاي وسجنهم؟ إنه الضمير!
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قلت
Avatar -

لماذا يا سيدي الكاتب لا تقولون الحقيقة ولو مرة واحدة بدلا من اللف والدوران .....ولماذا لا تسمون الاشياء بأسمائها مباشرة ....لماذا لا تصرحون بان سبب بلاء هذه الامة هي العقيدة الاسلامية وايديولوجيتها التي تدعو الى الشر والكراهية اكثر مما تدعو للخير والحب وتدعو للموت اكثر مما تدعو لحب الحياة وتدعو للدمار اكثر مما تدعو للبناء ......قلنا دائما ونكرر بأن الحرب العالمية الثالثة ستكون بسبب الاسلام والمسلمين ......ويمكنكم ان تتخيلوا نتائجها من الآن

منذ 70 عام
حكمت -

هتلر كان مسلما وذبح 8 ملايين انسان وترومان كان مسلما وضرب اليابان بالقنابل النووية وستالين كان مسلما وقتل 3 ملايين روسي وشارون رئيس اسرائيل كان مسلما وقتل الالاف ومازال البعض يتناسى التاريخ القريب البشع

الاٍرهاب مسيحي اساساً
........... -

من بدأ الحرب العالمية الثانية؟ ليسوا مسلمين! من قتل حوالي ٢٠ مليون من السكان الأصليين الاستراليين؟ ليسوا مسلمين! من أطلق القنابل النووية في هيروشيما و ناغازاكي؟ ليسوا مسلمين! من قتل أكثر من ١٠٠ مليون هندي أحمر في أمريكا الشمالية؟ ليسوا مسلمين! من قتل أكثر من ٥٠ مليون هندي أحمر في أمريكا الجنوبية؟ ليسوا مسلمين! من استعبد أكثر من ١٨٠ مليون أفريقي ورمى ٨٨٪ ممن قتلوا في المحيط الأطلسي؟ ليسوا مسلمين! لا ليسوا مسلمين! من قتل ١٠٠٠٠ طفل في فلسطين دون أي ذنب من الذي قتل مئات الألوف من مسلمين بورما من الذي صلب المسلمون في الأندلس وأكل لحومهم في وحشيه لايمكن تصورها. فليس ما فعلته فرنسا بالمجاهدين الجزائريين إرهابا ليس ما فعلته فرنسا بالمجاهدين المغاربة إرهابا ليس ما فعلته أمريكا بالعراق وفيتنام إرهابا ليس ما فعلته قشتالة في الاندلس من محاكم التفتيش إرهابا ليس ما فعله الصليبيون في القدس إرهابا ليس ما فعلته إيطاليا بالمجاهدين الليبيين إرهابا ليس ما تفعله الصين بتركستان إرهابا ليس ما يحدث لمسلمي افريقية الوسطي إرهابا ليس ما يحدث لمسلمي ميرامار إرهابا ليس ما تفعله دولة بني صهيون في فلسطين إرهاباً

مقالك مغالطات
الاٍرهاب مصنوع -

ان الاسلام موجود منذ اكثر من الف واربعمائة عام ، والمسلمين موجودين كذلك ، وموجود قبلهم وبعدهم ملايين البشر والاف الكنايس والمعابد في هذا الجزء من العالم ، لماذا لم يكن هناك ارهاب ومسلمين ملء السمع والبصر كما هو الان قبل أربعين سنة مثلاً ؟! لأن الغرب كان لديه عدو منشغل به هو الاتحاد السوفيتي والمنظومة التابعة له ، كانت الخلايا الشيوعية تضرب في قلب اوروبا الغربية تفجر وتخطف وتغتال وكنتم تصفقون لها لانها تضرب في الرأسمالية المتوحشة عدوة الشعوب التواقة للحرية ، فلما اسقط الغرب دولة الالحاد ومنظومته كان لابد من عدو جديد يلاعبه ويخيف به مواطنية فنظر الى الصين فوجد ان التنين مزوّد بالقنابل النووية ومليارات البشر ونظر الى منطقتنا العربية المسلمة فوجد انه من الممكن ان يلاعبها فهنا أنظمة مستبدة متخلفة وارث تاريخي وصراع ديني قديم بين الشرق والغرب وكلها بهارات جيدة للطبخة فبدأت مراكز البحث المرتبطة بالاجهزة الاستخباراتية العالمية في إعداد الطبخة بالتعاون مع الانظمة العربية ومخابراتها ومؤسساتها الدينية ورموزها التابعة لها بما في ذلك النخبة المثقفة اليسارية العميلة للغرب لصناعة ما يسمى بالارهاب الاسلامي .لكن يبدو ان الوحش فرانكنشتاين الذي صنعه الغرب في مختبراته وعلى عينه قد تمدد واستقوى حتى انه ضرب صانعيه وعملاءَهم

مقاربة خاطئة وسطحية
سالم -

تصحيحا لبعض الأرقام التي ذكرها احد المعلقين وهي ان خسائر دولة مثل روسيا كانت اكثر من عشرين مليون قتيلا ناهيك عن بقية الدول الأوروبية في الحرب العالمية الثانية. ان حروبنا وخسائرنا تبدو مزحة مقارنة مع حروبهم وقسوتهم فيها. مات اكثر من 2 مليون ياباني في مدة لا تزيد على 48 ساعة بسبب القصف بالقنابل النووية. لقد نسي المعلق المسمى افتار هذه الحقائق المؤلمة عن الغرب وحروبه الطاحنة ضد بعضهم البعض وضد الاخرين وذلك من اجل ان يفرغ حقده على الإسلام دين التسامح والتعايش وقبول الاخر. عندما فتح العرب اسبانيا لم يسقط من الاسبان الا بضع العشرات ومن المقاتلين أيضا ولم يرتكب العرب المجازر والجرائم ضد الاسبان بل على العكس تركوا لهم حضارة مازال الاسبان يفاخرون بها بقية الأمم حتى يومنا هذا. داعش عصابة من المرتزقة تقف ورائها دول عدة وعلى راسها ايران وسيثبت التاريخ كلامي هذا. وليس لهذه العصابة أي علاقة بالإسلام الا الاسم الذي انتحلته زورا وبهتانا.

يا حكمت
Avatar -

هذه التي تقول عنها كانت حروب عالمية ولم تكن بأسم الدين ونحن لا ننكرها او غيرها وحتى المسيحيون ارتكبوا فظاعات باسم الدين ولكن الدين المسيحي لم يدعو لها وانما كانت الاستغلال الدين لاغراض السلطة والعكس مع الاسلام لان الاسلام يحتوي على نصوص غاية في الخطورة وتتسم بالارهاب المباشر وتهديد الحياة وقيم الانسان العصرية....وانهم يستغلون ذلك ابشع استغلال......فهل تستطيع انت تغيير آيات القرآن....الاديان عموما شر وبلاء والاسلام اخطرها على البشرية

وجهة نظر
كامل -

الحروب الصليبية قامت في البداية في زحف كبير من الكاثوليك الفرنسيين والالمان نحو الشرق وعندما وصلوا بيزنطية الارثوذكسية قاموا بذبح اهلها وهدموا الكنائس وسرقوا كل الذهب والتحف والكنائس بالرغم ان المسلمون عندما احتلوا بيزنطية لم يخربوا ولم يقتلوا اهلها بل حافظوا على امنهم وتركوهم على ديانتهم