جريدة الجرائد

الدعوة إلى حرب مذهبية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

دعا عضوا مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين، وليندسي غراهام الأحد الماضي، إلى &"تشكيل قوة من مئة ألف جندي أجنبي، معظمهم من دول المنطقة السنّية، إضافة إلى جنود أميركيين، لقتال تنظيم داعش في سورية&".

&

هذه الفكرة ليست جديدة، وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال بداية أيلول (سبتمبر) الماضي، كلاماً مشابهاً، وهو عبّر عن اقتناعه بأن دولاً في الشرق الأوسط سترسل &"في الوقت المناسب&" قوات برية إلى سورية لقتال التنظيم، وأضاف: &"أنا مقتنع بأنهم سيكونون هناك، عندما يحين الوقت المناسب&". لكن اللافت في معاودة طرح الفكرة، هو قول ليندسي غراهام: &"سيتمكن العرب السنّة من السيطرة على جزء من سورية يلقون فيه ترحيباً&" بعد خروج التنظيم منه. هنا يكمن الفخ.

&

هذه الدعوة المتكرّرة تبدو منطقية للوهلة الأولى، كأن واشنطن قرّرت ترك حل الوضع في سورية للعرب والمسلمين. لكن هذه الدعوة لم تشر إلى أن هدف القوات &"السنّية&" هو إخراج نظام بشار الأسد، ولمّحت إلى أن هدفها هو السيطرة على المناطق التي توجد فيها غالبية سنّية. وفي شكل أوضح، مهمة القوة المفترضة ستكون مواجهة &"داعش&"، وتحرير المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، باستثناء الأجزاء الممتدة من حمص حتى حلب مروراً بحماة، وهو الطريق الذي يشكل الحدود المطلوبة للدولة العلوية المنتظرة.

&

هذه الدعوة هدفها سكب مزيد من الزيت على النار السوريّة، وتصعيد التوتر والاقتتال بين العرب، وبغطاء مذهبي، فضلاً عن أن القوات العربية المقترحة، ستصبح شاهد زور على تقسيم سورية، وتكرّس الصراع المذهبي في المنطقة. وستجد إيران وحلفاؤها في هذا التدخُّل فرصة لتصعيد الحرب المذهبية بين العرب، على نحو يحقِّق تطلعاتها القديمة.

&

دخول قوات عربية وسط هذا الصراع العسكري الدولي الملتبس في سورية، هو محاولة لتوريط دول عربية بحرب مذهبية ربما تمتد عقوداً، وجعل الإرهاب يرتدّ عليها وحدها، وإجبارها لاحقاً على القبول بالأمر الواقع، وتقسيم سورية، كحل لوقف الحرب على شعبها.

&

سورية هي مركز النظام الإقليمي، والسيطرة عليها تعني التحكُّم بمنطقة الشرق الأوسط، وتنافس الدول الكبرى على المشاركة في أزمتها يؤكد ذلك. سورية لن تعود كما كانت، وترك أزمتها بلا حل طوال سنوات، كان هدفه إنهاك تطلعات السوريين والعرب. لكن تورُّط دول عربية بحرب على الأرض سيضاعف النتائج الرهيبة المتوقّعة، وينقل الحرب، فضلاً عن الإرهاب، إلى دول أخرى عربية.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لما تفتقد حكمة الكبير
جنان -

السعودية هي الحل ، على الحكمة السعودية التدخل برؤية مسؤولة ، فالمنطقة العربية تتفتت معجونة بالدم والقهر...اعتقد ان على الحكمة السعودية تبني مشروع الحل دون اقصاء طرف...على الحكمة السعودية الخروج من عباءة نبذ الآخر...فما قبل القتل الطائفي ، كنا كعراقيين ننظر للسعودية كدولة عربية وجارة مساندة لنا بمحنتنا ، إلا ان أصوات التكفير التي خرجت من المؤسسات الدينية السعودية كان لها صوتا عاليا ونظرة متخلفة ...قربت الايرانيين لنا وابعدت عن قلوبنا السعودية ، كحكم وكجار وكانتماء واحد...لم نكن في العراق نفرق بين المذاهب ، بل ما كان صدام ليصمد في الحرب العبثية مع إيران لولا شيعة العراق...العرب ، فالانتماء المذهبي يتشكل بحكم الجغرافية...فالقبيلة العراقية الواحدة تتشكل من شيعة وسنة وتتعايش مع الجميع ، وكان الولاء للعراق...اعتقد ان حكمة الكويت كدولة وحكم قرأت الصورة بشكل مسؤول أكثر.

هذا هو الحل-اقوله--------
من قطري -

استاذ داوود---للتخلص التفرقة المذهبية -لو تاخذون بهذه النصيحة.###1-التعليم وتقليل المنهج الديني بدرجة كبيرة###2-تطبيق القوانين المدنية بدون تردد###3-ابعاد رجال الدين المهوسين عن الافتاء كل يوم وكان الناس . سذج والعجب. ويقوم به مجموعة رجال دين غير متحضرين وكان لابد من تقنينه لمن يريد من الناس . واخيرا اقول###4-الدين لمن يرغب في وكل حسب دينه ومذهبه( اماكن العبادة-و-الاحوال الشخصية فقط) -المهم الفكر العلماني ودولة المواطنة وبث روح التسامح والتحرر لو طبقت القوانين المدنية من كل الحكومات دون استثناء انتهى كل شيء والا سنبقى مع المشعوذين الدجالين القتلة سفاكي الدماء الى الابد -ثم اهمية توافر عمل للشباب وهذا مهم جدا وتوفير وسائل الراحة حتى لا يصيبوا بالفراغ - Se

العلمانية
بنت الكبا -

العلمانية هي الحل لمشاكل كل المنطقة

نهاية الشيطان
سرجون البابلي -

عدونا الفرس
كامل -

تخليق ادبيات وسرديات تؤثر على المخيلة الجماعية وكل مضمونها الخرافي والوهمي يدعو للثأر والانتقام ويجعل الوعي يغيب في متاهات التاريخ وينتقل في غيبوبة نحو عصور قديمة تجعل همة الانسان وعقله جامد وتحت تأثير المرجعيات ومشلول لا حرية ولا قرار له واذا طلبو منه ان يقتل فلان او يمهد لاحتلال ايران لبلاد العرب فهو يوافق ويؤيد المشروع الخياني الغادر بكل ترحاب انه ألة ضخمة تجعل الخرافات والعودة الى الماضي سلاح قوي واداة بيد ايران