جريدة الجرائد

الحرب على «داعش» كذبة كبرى

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

منذ هجمات باريس، والصحف الأوروبية، والبريطانية تحديداً، تسير في اتجاه مغاير للإجراءات السياسية والعسكرية التي تتخذها العواصم الغربية، وتحذّر من القصف ضد &"داعش&" وترى أن العمليات الجوية ضد التنظيم أسفرت عن قتل مدنيين، وستؤدي إلى تعاطف &"مقاتلين&" معه، وتحرّضهم على الانضمام إلى صفوفه، وتعتبر أن التنظيم جعل هجمات باريس فخاً للسياسيين في الغرب، ودفعهم إلى تصرف مشابه لما فعلوه بعد هجمات أيلول (سبتمبر)، وأن هذا القصف الغاضب سيرتد حتماً مزيداً من الهجمات على الدول الغربية، ويكرر أخطاء غزو العراق والذي قتل مليون مواطن عراقي بريء، وأنتج &"داعش&".

&

وترى الصحف الأوروبية أن لا بد من استبدال القصف بالصواريخ والقنابل، بمشروع للسلام في الشرق الأوسط، وأن الاستمرار في ملاحقة &"داعش&" من الجو والتسبُّب في قتل أبرياء، لا يختلف في حماقته عن &"قصف بروكسيل برمتها من أجل التخلُّص من خلية زرعها التنظيم في مكان ما في المدينة... وأن التفكير في الخيار العسكري كخيار وحيد خاطئ وخطر&"، لأنه سيزيد بؤس الشعب السوري، ويرسّخ العنف، ويضاعف مشكلة الإرهاب داخل أوروبا.

&

ويحذّر بعض الصحف من تضارب مصالح بين الدول التي تشارك في قتل مدنيين بحجة القضاء على &"داعش&"، مشيراً إلى أن ما تفعله الدول &"المتحالفة&"، سيشكّل بيئة مثالية لتنامي تنظيمات أخرى إرهابية، ويجعل التهديدات أشد ضراوة واتساعاً، فضلاً عن أن محاربة تنظيم &"داعش&"، على النحو الذي نشهده، مكّنت الرئيس السوري بشار الأسد من طرح نفسه بديلاً من التنظيمات الإرهابية. لكن هذا التوجُّه الكبير في الصحافة الغربية، نحو محاولة التأثير على السياسيين للجم الأعمال العسكرية، والتركيز على رؤية سياسية مستندة إلى مشاريع تنموية واقتصادية، لا يجد آذاناً صاغية لدى السياسيين، بل أن رد الفعل الفرنسي والأوروبي فاق في تطرفه، ما قامت به واشنطن بعد تفجيرات نيويورك.

&

لا شك في أن مقارنة موقف غالبية الصحف الأوروبية المتّزن والأخلاقي، بموقف الساسة الغربيين الذي لا يفكّر سوى برؤية عسكرية، تتصرف بطريقة انتقامية هوجاء، وتقتل الأبرياء دون سواهم، تجعل الإنسان يدرك أن سياسات الدول الغربية ماضية في توسيع الهوة بين المجتمعات العربية والإسلامية، ودول الغرب، بدليل أن تجربة الرئيس الأميركي بوش الابن، أثبتت فشلها، وكانت سبباً في ما وصل إليه حال العنف في العالم، وعلى رغم ذلك يجري تكرارها على نحو أفظع وأشد.

&

الأكيد أن الدول الغربية تعلم أن نزع فتيل الصراع ولجم الإرهاب في سورية يكمنان في خطوة بسيطة، هي أن تجعل الرئيس بشار الأسد يتنحى عن السلطة في شكل سلمي. لكنها لن تفعل، فضلاً عن أنها لا تريد.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حزب الله
OMAR OMAR -

حزب الله كان حريصا على اطلاق الجنود الاسرى لدى هؤلاءالسلفيين الارهابيين

لماذا؟؟؟
محسن -

يخرج داود الشريان من مقاله هذا بالخلاصة التالية: (( الدول الغربية تعلم أن نزع فتيل الصراع ولجم الإرهاب في سورية يكمنان في خطوة بسيطة، هي أن تجعل الرئيس بشار الأسد يتنحى عن السلطة في شكل سلمي. لكنها لن تفعل، فضلاً عن أنها لا تريد)). أولا بأي صفة قانونية يحق للدولة الغربية أن تنحي بشار الأسد عن السلطة؟؟؟ أليس هذا تدخلا سافرا في شأن دولة ذات سيادة ولا تزال عضوا كامل العضوية في هيئة الأمم المتحدة؟؟ إذا أجزنا للدول الغربية إزاحة بشار الأسد عن السلطة ما هي الضمانات التي يقدمها لنا دواد على أن هذا التصرف الغربي سوف لن يتكرر مع ملوك ورؤساء عرب ومسلمين آخرين لأي سبب قد تختلقه الدول الغربية؟؟ ثم إذا كانت هذه الدول ترفض تغيير الأسد، لماذا تفعل ذلك؟؟ أليس لاستمرار الحرب ونزيف الدم العربي وتبديد الأموال والجهود العربية؟؟؟ لماذا لا تقرر الدول العربية وقف تمويلها لهذه الحرب ومدها بالمقاتلين الأمر الذي يجعل من استمرارها طبقا للرغبة الغربية أمرا مستحيلا؟؟؟ لماذا لا يطرح كبار صحافيينا الأسئلة التي تتطلبها اللحظة على صانع القرار السياسي العربي ويحاسبونه وينتقدونه ويفضحون أخطاءه وتناقضاته كما يفعل كبار الصحافيين الغربيين مع حكامهم؟؟؟ لماذا نلوم دائما الآخر ولا نوجه اللوم لحكامنا ولو لمرة واحدة؟؟؟

الحل السحري
ميمون -

نغضب عندما يسخر منا بعض المفكرين الغربيين متهمين العقل العربي بكونه لا يزال أسير معتقدات السحر والشعوذة والغيبيات، غير أن كتابات بعض صحافيينا المشهورين تؤكد حتى في المواضيع الحساسة والجدية أننا فعلا هكذا نؤمن حقا بالسحر. أليس حلا سحريا القول إن إزاحة بشار الأسد عن السلطة سينهي الأزمة السورية فورا وببساطة شديدة؟؟ التفكير العقلاني الجدي يقول إن إزاحة بشار في هذه اللحظة ستقود إلى تشظي سورية وتحويلها إلى إمارات تكفيرية وعلى رأس كل إمارة حاكم ومفتي يأتيه الدعم من جهات الدنيا الأربع، وحمام الدم الحالي في بلاد الشام سيتحول إلى بحار هائجة، والأزمة لن تحل إلا في ظرف 50 أو 60 سنة المقبلة؟؟ أحيانا غرائزنا تعمينا عن رؤية الأشياء حتى لو كانت واضحة وبينة أمامنا، وتدفعنا للإيمان بالسحر والشعوذة.

كلمة حق
سعودي شريف -

لا ادري لماذا يكتبون مقالات ولا يعرفون كيف ينهون سطرها الأخير .. هل ازاحة القذافي جلبت الخير وقللت الإرهابيين؟ هل اهل النصرة سيبنون بلداً .. بأسيادة الكاتب : الخائن مخلوق قذر ومرض شووم وكذلك بدلاء بشار المحتملون..ا

وجهة نظر
كامل -

وجود بشار الاسد هو اكبر سبب في الحرب الاهلية في سوريا ولا بد من ازاحته وانتخاب رئيس يحمل مشروع جديد يؤمن الامن والسلام وثم تطوير واعادة بناء سوريا ,,ان النظام القمعي الاسدي ومجازره وقصفه للناس بالبراميل وتهجيره لملايين الناس هو عنصر يسبب الهلاك والفناء لهذه الدولة التي كانت يوما عرين العروبة و قاعدة الفتوحات العربية

اقتلني واقتل مالكا معي
جنان -

اقتلني واقتل مالكا معي ، مقولة عبد الله بن الزبير في حرب صفين...حضرتني الآن رؤيتك رؤية الدولة السعودية بتنحي بشار فورا...ولو مات ملايين الناس ، هو التفكير العربي المغلق...هو عمى الحكمة حيث تراكم المال...ولو تنظر لحالكم قبل قرن من الزمان...وحال سوريا في ذاك الوقت ورغبة فيصل بن الحسين بسيادة الشام...لا يهمني بشار الاسد بقدر ما يهمني الدولة السورية الجميلة والرائعة بشعبها المشرد اليوم ، ولم تقدم قطر والسعودية للشعب السوري مثلما قدمت السلاح للمعارضة المتحاربة فيما بينها...وللنصرة وداعش وإلخ من ادوات صنعتها المخابرات إلا انها لا تستطيع احتوائها فيما بعد...وان غدا لناظره قريب...مصير سوريا دون حكومة مركزية في الوقت الحاضر هو التفتت والاقتتال ، هذا يريد دولة اسلامية ليحكم فيها بأمر الله...وهذا يريد دولة اسلامية تابعة لقطر وذاك للسعودية وهلم جرا...عند تحول سوريا إلى صومال آخر أو افغانستان ما بعد خروج السوفيت، ستنزوي عن متابعة الوضع السوري بمقالات شبه يومية ، كما تكف حماسة السعودية تجاه الشعب السوري...فالمهمة انتهت . هو ازالة الحكم في سوريا كيلا تتوطد ايران فيها...كيف لا تقرؤون ؟ من يحضر العفريت يتمرد عليه ولا يستطيع اعادته للقمقم...يبدو ان مقولة القرن صحيحة لنا بالنسبة للعرب...و اتذكر قول للسيسي في لقاء مع طلبة جيش . ان هناك من يسقط دولته بنفسه...وكررها وقال هذا الكلام للآخرين...