الاحتباس الحراري وتقاعس المتسببين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
علي الخبتي
في مؤتمر نيويورك المناخي 2014 طالب الأمين العام زعماء العالم بوضع ضوابط لخفض الانبعاثات السامة، وتعبئة الإرادة السياسية لاتفاق قانوني تلتزم به جميع الدول في مؤتمر باريس 2015
&
عُقد مؤتمر التغير المناخي في باريس هذا الأسبوع 30 سبتمبر إلى 11 ديسمبر 2015، لأن الأمر مفجع، إذ تقول التقارير إن التغير المناخي سيؤدي إلى قتل 100 مليون نسمة خلال العشرين عاما القادمة، معظمهم من العالم الثالث "من محاضرة لـ نوم تشومسكي".
وتقول التقارير أيضا، إن أول المتسببين في هذه المشكلة، مشكلة التغير المناخي هما: الولايات المتحدة والصين، ويقول جوزيف ويستفول "ديسمبر 2015"، "المشكلة تتمثل ابتداء في ارتفاع مستوى مياه البحر عبر الكرة الأرضية، وذوبان الغطاء الجليدي في جزيرة جرينلاند، ووصولا إلى تبييض الشعاب المرجانية المحاذية لكثير من السواحل، وهي باتت إشارات تغيّر المناخ تحيط بنا من كل حدب وصوب".
وهذا ستكون له مردودات سلبية على تحديد شكل المناخ الذي سيولد فيه أطفالنا وأحفادنا.
في مؤتمر باريس، اجتمع ممثلون من حوالى 200 دولة، وذلك للتفاوض حول اتفاقية شاملة بشأن المناخ لعالم ما بعد 2020، حيث هناك الآن إرادة اجتماعية وسياسية أكثر من أي وقت مضى كما تقول أخبار المؤتمر، لعمل شيء مختلف وجاد لعلاج مشكلة ارتفاع درجات الحرارة في العالم، وتأثيرها المضاعف على البيئة.
&
وأعلنت أكثر من 160 دولة، مسؤولة عن نحو 90% من الانبعاثات المتسببة في المشكلة، عن أهدافها بشأن المناخ قبيل عقد المؤتمر، إذ تعد هذه خطوة واضحة إلى الأمام، إذا لم يكن هذا الكلام للاستهلاك السياسي، كما هو الأمر من قبل، إذ لم تلتزم الدول المسؤولة عن هذه المشكلة بما وعدت به خلال اجتماعات ممثليها في مؤتمرات وحوارات سابقة، ورفضت أخرى توصيات المؤتمرات السابقة، ولم يتم في السابق معالجة أكثر من 30% فقط من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بموجب بروتوكول كيوتو 1997.
وتقول الولايات المتحدة على لسان سفيرها في المملكة، إنها ستتخذ إجراءات جريئة بشأن تغيّر المناخ، وستعمل مع الدول الشريكة كي تحذو حذوها، وأنها اتخذت عددا من الإجراءات في هذا الشأن.
وكي يقضي العالم على مشكلة التغير المناخي الناتج من ثقب الأوزون، لا بد أن ينتقل إلى استخدام الطاقة النظيفة التي تحد من انبعاثات الكربون، بجانب ما لهذه الطاقة من فوائد اقتصادية تتمثل في خفض قيمة الطاقة المستخدمة، وتوفير عشرات المليارات نتيجة هذه الخطوة.
وتقول التقارير أيضا، إن الصين والهند والبرازيل تعمل الآن على تخفيض الانبعاثات، وهذا ولا شك يوفر أرضية ممتازة لنجاح مؤتمر التغير المناخي في باريس.
لكن المشكلة تتمثل في التزام دول مثل الولايات المتحدة والصين بما تتعهد به، وأن تكشف لنا تقارير حقيقية هذا الالتزام لتفادي كوارث التغير المناخي التي ستتسبب في قتل مئات الملايين من البشر، كما تتمثل المشكلة في وجود شفافية ومساءلة على مستوى دولي، لتتبع كل من يخالف ما التزم به للأهمية القصوى التي تشكلها هذه القضية.
الاحتباس الحراري مشكلة عالمية كبيرة جدا، درسها العالم وعرفها وتأكد من أسبابها، لكن بقيت بل وتفاقمت، وهذا من السخرية المتناهية، والحقائق المؤرقة المتعلقة بهذه المشكلة هي:
أولا: أنها من صنع الإنسان، تحديدا في الدول الصناعية بسبب الانبعاثات السامة.
ثانياً: سينتج عنها وفاة 100 مليون نسمة خلال الـ20 عاما القادمة وفق الدراسات العلمية المتعلقة بالاحتباس الحراري. وفي يوم الجمعة 27 سبتمبر 2013 اجتمعت لجنة من علماء المناخ على مستوى العالم وأكدت بقوة أن "من المرجح للغاية أن التأثير البشري كان السبب المهيمن على ظاهرة الاحتباس الحراري منذ 1950، والمأمول من الدول المتقدمة أن تستجيب لتوصيات المؤتمرات في هذا الشأن، فمؤتمر باريس هذا الشهر الذي تعقده الأمم المتحدة هو المؤتمر الثالث بعد مؤتمر نيويورك في 23 سبتمبر 2014، ومؤتمر بون الألمانية في 15 يوليو 2001، اللذين جمعا أكثر من 180 دولة من دول العالم في كلٍ منها.
في المؤتمر الأول رفض الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن أن تنفذ بلاده اتفاقية ذلك المؤتمر، بحجة أنها تضر بالاقتصاد الأميركي، ويعترض بشكل خاص على الخطة التي تتضمنها المعاهدة لتخفيض انبعاث الغازات الملوثة للجو بنسبة 5% أقل من معدلات عام 1990 على مدى السنوات العشر المقبلة، كما يصر على إشراك الدول النامية في الاتفاقية.
وفي مؤتمر نيويورك طالب الأمين العام زعماء العالم باتخاذ خطوات جريئة لإنجاح القمة، ووضع ضوابط لخفض الانبعاثات السامة، والعمل على تعزيز جهود التكيّف مع تغير المناخ، وتعبئة الإرادة السياسية لاتفاق قانوني نهاية 2015 في مؤتمر باريس الذي سيرسم خطة المفاوضات التي ستشهدها الأشهر الستة عشرة المقبلة، بهدف التوصل إلى إطار قانوني واتفاقات جديدة تلتزم بها جميع الدول.
وهذا هو مؤتمر باريس قد حل، وهذه هي الدول التي رسمت تلك الخطة تجتمع، فهل ستقوم فعلا بتنفيذ ما أوصت به وما خططت لإقراره في هذا المؤتمر؟
مؤتمر باريس يشكل فرصة تاريخية يجتمع فيها قادة العالم، للتوصل إلى اتفاقية بشأن المناخ بعيدة المدى ودائمة، إذ تتوافر لديهم الإرادة السياسية والدعم الاجتماعي اللازم لإنجاحها، ولا بد من وقفة جماعية للحد من هذه المشكلة التي تهدد الإنسانية.
&