«داعش» عدو الإسلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد خلفان الصوافي
يوم بعد آخر، يزداد العالم اقتناعاً بأنهم ليسوا مسلمين ولا يمثلونهم، ولا هم &"دولة&" حتى وإن احتلوا جزءاً من الأرض العربية، بل هم أشد أعداء الدين الإسلامي ومعارضي الإنسانية. أتحدث عن ميليشيات &"داعش&"، ومن يقوم بأعمال أساءت للإسلام والمسلمين، وكل من يتبنى فكرهم، حتى وإن كان بعيداً عن زعيمهم أبوبكر البغدادي ودولته الوهمية.
والحقيقة أنه من الصعب اليوم أن تجد عدواً للإسلام وللإنسانية أخطر من &"داعش&"، الكلمة التي اقترنت بأشد أنواع الكراهية والجرائم، حيث قدّم أفراد هذا التنظيم وجهاً قبيحاً ودميماً يصعب تحمله.
فمن ناحية، تسبب إجرامهم في إيذاء كل المسلمين في أنحاء العالم، عندما تصرف هذا التنظيم بقسوة وتحول إلى نموذج منفر ومخيف يشوه الإسلام، ومن ناحية ثانية، آذوا الإنسانية في الأراضي التي يحتلونها، بل وصل إجرامهم إلى قتل براءة الأطفال، من خلال تعليمهم كيفية القتل، لذلك لم يختلف أحد على اعتباره تنظيماً لا يستحق الانتماء إلى الأسرة الدولية، وبالتالي ينبغي أن يلاحقه الجميع وأن يحاسبوه.
من السهل أن تلمس بأن المجتمع الدولي بدأ يشكل رأياً عاماً عالمياً لمحاربة &"داعش&" والقضاء عليه، فالرئيس الأميركي باراك أوباما قال، إن الحرب من الجو لا تكفي للقضاء على التنظيم الإرهابي، والبرلمان الألماني صوّت بالمشاركة في الحرب ضده، ومعه البريطانيون كذلك. ومع أنه كانت هناك بعض الجهات الغربية وربما الإقليمية (مثل تركيا) تتردد في قتال &"داعش&" من منطلق أنه لا يمثل تهديداً مباشراً على هذه الجهات، إلا أن غباء هذا التنظيم استفز العالم من خلال العديد من العمليات الإجرامية مؤخراً، فصار لابد من قتاله من أجل القضاء عليه،
أتصور أن نهاية هذا التنظيم باتت قريبة، وذلك بسبب حجم الجرائم التي ارتكبها ضد الإنسانية. وكذلك نتجية لتوسّع التحالف الدولي ضده، حيث صار يشمل كل دول العالم تقريباً كما بات يزداد قوة وصلابة في مواجهة الإرهاب.
إن التهديد الأخطر حالياً في العالم كله، وليس منطقة الشرق الأوسط فقط، هو التنظيمات المتطرفة بشكل عام، وقد كشفت عن ذلك الأحداث الأخيرة في أكثر من مكان في العالم، وبالنتيجة، فإن الجهد السياسي غير التقليدي من أجل توحيد العالم هو دلالة على الرغبة في القضاء على التنظيم، وليس محاربته فقط، لقد لاحظ الجميع أن هذه الرغبة جاءت هذه المرة مضاعفة، وهذا له ما يبرره بالتأكيد، بعدما سيطر &"الغباء&" على منتمي &"داعش&" واستعدوا الجميع في العالم.
هناك قادة سياسيون عرب أكدوا للدول الكبرى أهمية القضاء على الحركات &"المتأسلمة&"، لأنها تتسبب في تراجع المشاريع التنموية، وتهدد الاستقرار في العالم.
وإذا كان هناك أمل في أن يكون قد تسرب إلى العقل السياسي الأميركي والغربي عموماً حقيقة أن تهديد مثل هذه الحركات لن يقتصر على دولة دون أخرى، فإن الدليل على خطر ذلك التهديد هو ما نراه اليوم، وبالمقابل فإن هناك علامة استفهام كبيرة أمام موقف حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، من الحرب البرية ضد &"داعش&"، وذلك عندما رفض نزول القوات الأميركية على الأرض، واعتبر ذلك تدخلاً غير مرغوب فيه، وتناسى وجود القوات الإيرانية في الأرض العراقية، وهو ما يعيد إلى الأذهان السؤال الكبير: مَن المستفيد حقيقة من وجود ميليشيات &"داعش&"؟!
تاريخياً، سيكون مصير مثل هذه الحركات إلى الزوال مهما طالت الفترة الزمنية لبقائها في عناوين الأخبار اليومية، لأنها لا تملك أي نموذج عملي للحكم غير الترهيب وتشريد الناس. حدث ذلك في فترة غير بعيدة مع حركة &"طالبان&"، وهذا ما يجري تماماً مع المناطق المسترجعة من &"داعش&" حيث تثبت التقارير أن &"داعش&" تسبب في هروب السكان والتجار من المناطق التي يحتلها، وهو ما يعني أن الخيارات أمام &"داعش&" قليلة وهي تتقلص يوماً بعد آخر.
يبقى فقط إقناع تركيا وإيران بضرورة الانضمام للخيار الدولي القاضي بمحاربة &"داعش&"، وعندها ستكون النتائج أكثر إيجابية.
أعتقد أن الفرصة التي كانت تسمح لدولة واحدة بالدفاع عن نفسها، وبقوتها الذاتية، قد فاتت الآن ولن تعود، كما أعتقد أن الإرهاب لن يستثني دولة، وبالتالي فإن هناك فرصة متاحة يجب عدم تفويتها، وهي المتمثلة في استعداد العالم كله لتشكيل قوة واحدة تقاتل &"داعش&" وسائر التنظيمات المتطرفة. المأمول ألا تضيع هذه الفرصة!
&