خطاب الكراهية .. من لوبون إلى ترامب!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أحمد الحناكي
التصريحات الأخيرة لمرشح الرئاسة الأميركي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب تثير فعلاً الغثيان والاحتقار. فقد دعا المليونير الأميركي إلى منع المسلمين من دخول أميركا؛ لأنهم وراء أحداث العنف، مستشهداً بالحادثة الأخيرة في إطلاق نار ذهب ضحيته 14 شخصاً في أميركا.
&
هل يجب أن نشعر بالحزن والألم والغضب لذلك التصريح الأهوج؟ الحقيقة أن رد الفعل الساخط هو المتوقع في مثل هذه الإسفافات العنصرية، إلا أن الغرب بشكل عام وبالقدر الكبير الذي يتحلون فيه باحترامهم لحرية التعبير يشجبون وبقوة أي تجاوز عنصري، وبالذات إذا صدر من مرشح رئاسة وبهذه الفجاجة.
&
أعتقد أن هذا التصريح هو بداية النهاية لتاريخ ترامب السياسي، فهو بتصريحه سبب الضرر للكثيرين، ولقيم إنسانية وديموقراطية، فكيف لرجل كهذا أن يصبح قائداً لمعقل الديمقراطية في أكبر وأقوى دول العالم قاطبة؟
&
وفي موقع البي بي سي ذكروا تصريحات عدة سابقة لترامب منها: أن العرب الأميركيين هللوا لهجمات الـ11 من أيلول (سبتمبر)، على رغم قلة الأدلة على ذلك.
&
ينبغي تشييد &"جدار كبير جداً&" بين الولايات المتحدة والمكسيك.
&
الكثير من المكسيكيين المقيمين في الولايات المتحدة، هم عبارة عن مجرمين ومغتصبي نساء.
&
ينبغي تسفير المقيمين غير الشرعيين في الولايات المتحدة إلى بلدانهم الأصلية بالجملة.
&
الجمهوريون أكبر الخاسرين من تصريحه الذي أغضب أولاً المسلمين الأميركان بشكل مباشر، وعلى المقياس نفسه أغضب السود والملونين والمكسيكان، وكل من يحمل أصولاً غير أميركية، وفضلاً عن هذا وذاك انتهك مفهوم حقوق الإنسان وقيم الديموقراطية التي تفتخر بها أميركا على الأقل داخلياً.
&
على أي حال، الاحتجاجات التي توالت في أميركا من مختلف التيارات أغنتنا عن أي ردود فعل، ويكفي أن مجلس الشيوخ الأميركي صرح أن من أعضائه الـ532 لا يوجد عضو واحد يقبل تصريحات ترامب.
&
الخطوة التي اتخذتها شركة (لاندمارك) تجاه ترامب تثلج الصدر، ونحن بانتظار تصرفات مماثلة في دول أخرى.
&
فوفقاً لصحيفة &"أرابيان بيزنس&"، فإن هذه المجموعة وقعت في شهر شباط (فبراير) الماضي اتفاقاً لبيع منتجات من خطوط الإنتاج التابعة لعلامة ترامب التجارية في شبكة متاجرها الخاصة في الإمارات، والكويت، والسعودية. إلا أن المجموعة أعلنت الثلثاء 8 كانون الأول (ديسمبر) أنها ستسحب جميع هذه المنتجات من محالها، وقال المدير سيثي للمجموعة التنفيذي فيبين: &"في ضوء التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مرشح الرئاسة الأميركية في وسائل الإعلام الأميركية، فقد قمنا بوقف بيع منتجات علامة ترامب التجارية. نحن نقدر ونحترم مشاعر زبائننا.
&
وفي بريطانيا وقع أكثر من 300 ألف بريطاني على عريضة تطالب بمنع دونالد ترامب من دخول بريطانيا، وبذلك يصبح حتماً على مجلس العموم البريطاني أن يبحث إمكان مناقشة الطلب الوارد في العريضة، التي نشرت على موقع المجلس الذي تديره الحكومة البريطانية، ويقبل التصويت فقط بعد تمحيص هوية المصوتين، ولا يسمح بالتصويت إلا للمواطنين أو المقيمين بصورة قانونية.
&
وينص القانون البريطاني على أن أي عريضة يوافق عليها أكثر من 100 ألف مواطن أو مقيم يجب أن يبحث مجلس العموم إمكان مناقشتها، ووضعت العريضة على الموقع كرد فعل لمطالبة ترامب بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة بشكل مؤقت.
&
ومن أميركا، وصف جيب بوش -الذي ينافس من أجل الفوز بترشيح الجمهوريين- ترامب بـ&"المختل عقلياً&". وقال نائب الرئيس السابق ديك تشيني: (إن دعوة ترامب &"تناقض كل ما ندافع عنه ونؤمن به&").
&
كما انتقد البيت الأبيض والأمم المتحدة تصريحات ترامب التي اتهم فيها المسلمين بغرس &"الكراهية&" تجاه الولايات المتحدة.
&
خطاب ترامب العفن يعبر عن تلك العقلية الاستعلائية التي زرعت تاريخياً في ذهنية بعض الاستعماريين، ممن يؤمنون بأن جنسهم هو الأنقى، وأن الحلول لديهم هي باستئصال المختلف، خالطاً من دون اهتمام بين المذنب والبريء.
&
الخطورة في خطابه وخطاب جون لوبون الزعيم السابق لليمين المتطرف في فرنسا أنها تكرس هذا المبدأ، كما أنها تلقى أذناً صاغية أحياناً من العامة؛ بسبب مصالح مادية صرفة، كقضية الوظائف، والخدمات، والبطالة، واختلاف الثقافات، وزرع ثقافة الخوف لديهم من الإسلام.
&
وعلى رغم كل ما تقدم، إلا أن الدساتير العلمانية والقوانين القضائية في الغرب تقف في الأخير لصالح الإنسان البسيط، ولعل اختيار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شخصية العام من التايم انحيازاً لمواقفها الإنسانية الأخيرة؛ طعنة في وجه اليمين المتخلف والمتطرف، والمفارقة أن ترامب غرد باستياء تعقيباً على اختيار ميركل أنها تفسد أو تدمر ألمانيا.
&
ومن جهة أخرى، فان جون لوبون أُبعد من قبل ابنته المتطرفة هي الأخرى ماري لوبون زعيمة الحزب حالياً، ولكنها رأت أن والدها قد شطح كثيراً فخافت على مستقبل الحزب.
&