جريدة الجرائد

ويدمان : لا سلام قريباً.. ولبنان لم يغرق في الفوضى...

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&ويدمان : الخوف من "داعش" سيمر ولا سلام قريباً.. لبنان لم يغرق في الفوضى... ومتفائل على المدى البعيد
&
&
ريتا صفير

&في إطار جولاته على دول المنطقة، حضر كبير مراسلي شبكة "سي ان ان" الاميركية للتلفزيون بن ويدمان الى بيروت للمشاركة في احياء الذكرى العاشرة لاستشهاد جبران تويني في مجمع "البيال". ويدمان الذي غطى الحروب والنزاعات في اماكن ساخنة من المنطقة وبينها "حرب تموز" عام 2006، كان مراسلا معتمدا في روما فالقاهرة حيث تابع وقائع التمرد ضد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، اضافة الى الاضطرابات في الشرق الاوسط. "النهار" التقت ويدمان على هامش الاحتفال الذي نظمته "مؤسسة جبران تويني"، وكان معه الحوار الآتي:


■ كيف تنظر الى النزاعات في الجوار اللبناني ولا سيما في العراق وسوريا؟


- نعلم ان بلادا كما عرفناها كسوريا هي قيد التفكك. كما ان العراق منقسم اساسا الى 3 دول الآن وربما اكثر. احدى المشكلات هي اننا، وكلما ابتعدنا من المنطقة، شعرنا ان الامور تسوء. وكلما اقتربنا منها - والواقع انني كنت في نيويورك اتحدث الى الاميركيين اخيرا - فهم كانوا يتحدثون عن "داعش" كما لو كان مخلوقا بطول 10 امتار. عندما نذهب الى سوريا والعراق، نرى ان الناس تنظر الى "داعش" كشيء صغير. هم يضحكون على "داعش". اعتقد انه وبطريقة ما، سنجتاز هذا الواقع لان الناس لا تهرب. صحيح ان سوريين وعراقيين توجهوا نحو اوروبا، لكن هذا امر آخر. انا ما زلت هنا وانت كذلك وثمة اناس كثر ما زالوا في المحيط. في النهاية، يبدو ان الخوف من "داعش" سيمر، لكن ثمة سؤال مفاده ماذا سيحصل لدول كسوريا والعراق وخصوصا انهما دولتان تتفككان؟ كنت في شمال شرق سوريا منذ مدة، وذهبت الى الحدود مع العراق في طريقي الى كوباني (عين العرب)، فلاحظت ان هناك مدنا يعيش فيها الناس معا، سواء كانوا مسلمين او مسيحيين او اكراداً او ارمن. هم لا يقتلون بعضهم البعض. لذا اقول ان لا سبب يمنعنا من النظر الى اماكن كهذه، كمثل لطريقة عيش الناس في الماضي واليوم ومستقبلا. ففي حلب وحمص ودمشق، يمكن ان يعيش الناس بهذه الطريقة مجددا. هذه ليست نهاية العالم.


■ هل تقصد ان سوريا لا تشهد الآن أي "تنظيف" اثني او ديني؟


- هناك اجزاء في سوريا تحقق فيها التقسيم ولاسيما بين الحكومة و"داعش" والاكراد والبقية. لكن هذا لا يعني ان الامور ستبقى كذلك حتى النهاية.
لبنان كان مقسما في الحرب الاهلية، لكن يمكن ان نزور الآن اي مكان نريد. كون الامور سيئة اليوم، فهذا لا يعني انها ستبقى كذلك الى الابد.


■ ما تعليقك على اجتماع المعارضة السورية في الرياض، علما ان ثمة اجتماعا لاحقا في نيويورك في 18 الجاري؟


- المعارضة السورية مقسمة جدا في الاساس بين امرين: النظام و"داعش"، وهم يخسرون الارض. كما ان الغرب كان مترددا في دعمهم لاننا لا نعلم في الواقع من هم. لا ادري ما اذا كانت المعارضة المجتمعة في الرياض او في مكان ما ستكون المعارضة الحقيقية في المستقبل.


■ عشت في مدن عدة في الشرق الاوسط. هل ترى ان الدول المتجاورة في المنطقة كسوريا ولبنان واسرائيل يمكن ان تنعم بسلام يوما ما؟


- لا يمكن ان يتحقق السلام بين دول المنطقة في المرحلة المقبلة، حتى لو تمكنت اسرائيل من صوغ علاقات مع اصدقاء في دول الخليج. لبنان يبدو مختلفا. فرغم انه تمت تسمية لبنان في مكان ما بـ"الحلقة الأضعف"، غير انه البلد الذي عانت فيه اسرائيل كثيرا في معاركها الكبيرة في حربها ضد العرب اذ دامت الحرب في لبنان 33 يوما وليس 6 ايام. اعتبر ان السلام بين لبنان واسرائيل قد يتطلب وقتا طويلا.
■ هل يمكن ان تؤدي الملفات الخلافية الى تعاون تقني بين دول المنطقة ولا سيما في مجال النفط والغاز؟


- لا اعتقد، اذ يسعى كل بلد الى تحقيق اكبر قدر ممكن من الارباح.


■ كيف يمكن ان يخرج لبنان من الازمة المؤسساتية الراهنة؟


- لديكم ازمة نفايات وليس لديكم رئيس للجمهورية، كما ان هناك شللا سياسيا وكل المشكلات والمواجهات على الحدود. الا انه رغم ذلك لم يغرق بلدكم في الفوضى. قد لا يتوافق اللبنانيون على امور عدة، غير ان ذكريات الحرب الاهلية والدمار والموت تجعل الناس يفكرون مرة اثنتين وثلاث قبل النظر الى شيء من شأنه ان يدمر البلاد. انا متشائم على المدى القصير ومتفائل على المدى
البعيد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف