الكرة فى ملعب أوباما وبوتين!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مرسى عطا الله
&
الكل يتحدث عن خطر الإرهاب وضرورة التصدى له واجتثاثه من جذوره ولكن ذلك لم يتبلور حتى الآن فى صياغة استراتيجية دولية فعالة قادرة على الفعل والتأثير فى أرض الواقع!
والكل يتحدث عن استعداده للمشاركة فى أى جهد دولى يتصدى للإرهاب ويسهم فى تجفيف منابعه وتدمير بيئته ولكن من بين القائلين بذلك من يساعد فصائل الإرهاب على امتلاك القوة والهيمنة كجزء من لعبة المناكفات السياسية سواء على المستوى الإقليمى أو المستوى الدولي.
وصحيح أن الدنيا تقوم ولا تقعد عندما يحدث حادث إرهابى فى باريس أو فى كاليفورنيا بينما يصاب الكل بالصمت والخرس وعدم الاكتراث لسنوات طويلة متصلة تحولت فيها بلادنا العربية والإسلامية إلى ساحات من الخراب والدمار والقتل والتخريب.
وهم فى الغرب يقولون ـ ومعهم بعض الحق ـ أن الدول العربية والإسلامية تتحمل مسئولية نشوء هذه التنظيمات الإرهابية بسبب استشراء الفساد والتهميش والإقصاء والظلم الاجتماعى والفقر والانقسام المذهبى والطائفى ويتجاهلون ـ عن عمد وعن سوء قصد ـ أنهم أول المسئولين عن نشوء الإرهاب بسبب سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير عند التعامل مع قضايا العرب والمسلمين.
وهكذا سوف نظل ندور فى دائرة مفرغة من تبادل الاتهامات حول مسئولية نشوء الإرهاب بدلا من إقامة حوار دولى صريح وشفاف نعترف فيه ـ كعرب ومسلمين ـ بأن سلوك بعض الأنظمة العربية والإسلامية المستبدة قد أسهم فى إنبات حركات التطرف والإرهاب ومن ثم فإن من واجبنا أن نتحمل مسئوليتنا فى تصحيح هذه المسارات الخاطئة وأن يصحب ذلك إجراءات عملية لإصلاح المؤسسات الدينية وتجديد الخطاب الدينى ووقف كل أشكال الشحن والتحريض المذهبى والطائفي.. وفى المقابل لابد من التزام أمريكى أوروبى بإغلاق كافة الملاذات الآمنة للمتطرفين فى دول الغرب وإبداء الجدية فى فتح صفحة جديدة من التعامل العادل مع قضايانا المشروعة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية.
وقبل كل هذا وذاك لابد من توافق دولى حول تعريف الإرهاب لأنه فى غيبة من تعريف دولى محدد للإرهاب سيظل الخلط قائما ومربكا ولايخدم سوى من لا يريدون اختفاء لعبة المناكفات السياسية والتى اختاروا الشرق الأوسط ـ للأسف الشديد ـ مسرحا رئيسيا للعبتهم المجنونة والخطرة!
وظنى أن الكرة الآن فى ملعب أوباما وبوتين!
خير الكلام :
<< عندما يجوع الذئب فإنه يندفع لمهاجمة الأسد!
&
&
&
&
4