جريدة الجرائد

ما بعد نجاح «معرض جدة»

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&محمد بن سعود المسعود

لقد نجح المعرض الدولي للكتاب في جدة بكل المقاييس، فكل شيء فيه كان ذاهبا إلى عمل مكتمل.

لقد انطوى المعرض الدولي بنجاح ومن العسير التقليل من شأنه، مع ما كان عليه من تميز، وما حققه من أرقام .. وبات علينا أن نرجع إلى وضع القواعد الثابتة في إدارة المعارض المماثلة على أي جزء من تراب هذا الوطن، ولعلي أوجز أهمها في النقاط التالية:

أولا: المعارض الدولية باتت واحدا من أهم الروافد المالية لكثير من دول العالم، بما تتيحه من فرص، وبما تثيره من بيوع، وبما تتركه من آثار .. ولها قواعد التجارة بين الدول، وسياسة العرض والطلب، والربح والخسارة، وبهذا الواقع العالمي، تعد سياسة "التسول" التي يمارسها بعض ملاك دور النشر بعد كل معرض في المملكة خاصة، من خلال خطابات "كاذبة المضمون" تتناقض مع حجم المبيعات، وقيمتها التي تتجاوز عشرات الملايين مع كل معرض. وبقيمة للكتب بأضعاف قيمتها في السوق المحلية، وبأكثر من كل المعارض المماثلة في كل الدول العربية، ما ينطبق عليه المثل العربي "حشفا وسوء كيلة"، فمع كل هذه الأرباح، وكل هذه الكميات، وكل الإعفاءات من الضرائب على المبيعات.. تتنازل دور النشر هذه عن صفة البائع الدولي إلى متسول يطلب بالتحايل مالا .. لسبب خسارة لم تتحقق، وفقرا لا يتصف به.

ما يمكن تسميته الاستغفال، والتهوين من عقولنا، وربما لعدم وضع المسميات الضرورية في العلاقة بيننا وبين هذه الدور وغيرها .. يدفع بعضهم إلى التحايل برهان على طيبة قلوبنا الساذجة أحيانا.

ثانيا: كما أنه ليس من المعقول ختم كل معرض بخطاب تسول من دور النشر العربية من الدولة بعد مبيعات مليونية، كذلك ليس من المنطقي أن تلتزم هذه الدور بكود التسعير الثابت في كل دول الخليج، وترفض الالتزام به في معارضنا، ما يكشف أننا غير حازمين في وضع المواصفات والمعايير، ولا كراسة شروط المشاركة في معارضنا الوطنية، التي تدر عليهم أكبر عائد مالي على مستوى الوطن العربي بأكمله.

ثالثا: يجب أن يخضع كل تاجر لشروطنا نحن، لا أن نخضع نحن لشروطه، والمطلوب بشكل جاد وحازم، حماية الناس من الجشع، كما يجب منع وسائل التحايل والتسول، ومنع الأنانية التي تجعل المعرفة والكتب بعيدة المنال عن شريحة أكبر من المجتمع بسبب ارتفاع قيمتها سنويا، وكأنها مصبوبة من ماء الذهب أو مستخلصة من عصارة الفضة خاصة بعد سقوط كذبة الأمة العربية لا تقرأ.

فهذه المعارض وبما تراه العين ويقبض عليه الحس.. نحن أمام أمة شديدة الشغف بالكتاب، فيها عشق عتيق لرائحته وإحساسه على اليد والبصر والروح.

لم يزل الرجاء معلقا..

علينا ألا نجعل الناشر يستولي على أموال الناس نهبة بلا تسعير، ويخرج عنها بتسول كاذب..!

وفي الحالين أتمنى ألا يكون في نهاية المطاف "مأكول ومدموم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف