جريدة الجرائد

نذر الخلافات الروسية-الإيرانية تطفو على السطح السوري

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&جاسر عبدالعزيز الجاسر

&&

مع تمدد المسافة الزمنية للأزمة السورية، بدأت المتغيرات تتفاعل وتقدم لنا كل يوم جديداً، آخر هذه المتغيرات الجديدة، طفو الخلافات الروسية الإيرانية على السطح السوري، فقد كشفت تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، عن وجود خلافات بين موسكو وطهران ليس فقط حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، بل إن هناك عدم تطابق بين موقف روسيا ونظام ملالي طهران حول دور حزب الله اللبناني والمليشيات الطائفية القادمة من العراق وأفغانستان وباكستان.

&

صحيح أنه بعد التدخل الروسي العسكري في العمليات العسكرية في سوريا بمواجهة الإرهاب كما يقول الروس، إلا أن هناك شبه توافق بين موسكو وطهران أن تبقى السيطرة على الأرض لإيران وحلفائها الطائفيين، والسماء لروسيا حيث تبسط مقاتلاتها سيطرتها على الأجواء السورية.

&

طبعاً روسيا كدولة كبرى لها مصالحها ونظرتها الإستراتيجية التي لا يمكن أن تقبل بأن تكون مطية لتنفيذ أجندات النظام الإيراني الذي يسعى إلى تحقيق أطماع عرقية عبر أردية طائفية، والسلوك الإيراني وإن حاول الاستفادة من علاقته مع روسيا والادعاء بأنه يرتبط مع موسكو في تحالف إستراتيجي، إلا أن للروس نظرتهم وتوجهاتهم ومصالحهم، فهم وإن وجدوا في الوجود الإيراني في سوريا وحتى في العراق ممراً للإبقاء بل وحتى إلى تعظيم مصالحهم في البلدين العربيين في المنطقة العربية لا يمكن أن يكونوا عوناً للنظام الإيراني في السيطرة على بلدان عربية وفق نهج أيديولوجي يتعارض تماماً مع السياسة الروسية التي لا يمكن لها أن تقايض علاقاتها مع الدول العربية وما تمتلكه من موارد وتحفل بها من مصالح اقتصادية وإستراتيجية مقابل علاقة مع نظام هو في النهاية يزاحمها على النفوذ في الدول العربية التي اختطفها كسوريا ولبنان والعراق، ولهذا فإن العلاقة بين البلدين لا بد وأن تصطدم مع بعضها البعض، وهو ما بدأ بظهور إشارات له في سوريا بعد أن قلص الدور العسكري الروسي النفوذ الإيراني إلى حد كبير وجعله ثانوياً وبمسافات بعد الدور الروسي الذي يكاد يكون الممثل للنظام السوري في الاجتماعات والمباحثات التي تعقد في أكثر من محفل دولي لتحديد مستقبل سوريا.

&

وقد تجلى التباعد والخلافات بين موسكو وطهران في مسألتين؛ واحدة أمنية سياسية تمثّلت في قيام الطيران الإسرائيلي الحربي بتدمير بناية في إحدى ضواحي دمشق وقتل في وضح النهار في استهداف مباشر لأحد قادة حزب الله اللبناني الذراع الإرهابية لنظام ملالي إيران، وبمعيته عدد من كبار الضباط الإيرانيين، إذ كان بمعية سمير القنطار الذي استهدفته إسرائيل، أحد كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين الذين كانوا قد رفضوا قيام قائد العمليات العسكرية الروسية في سورية، الذي رغب في زيارة المركز المخصص لعمليات التدريب، وبعد هذا الرفض قتل المسؤول الإيراني في الإغارة على مقر سكناه مع سمير البيطار.

&

أيضاً يتداول المراقبون العسكريون سقوط عدد كبير من الضباط الإيرانيين بينهم من يحمل رتباً عسكرية عليا بقصف روسي بذريعة الخطأ لموقع منذ أيام في محافظة حمص.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ومضه مُكثّفه
عبدالله العثامنه -

نعم هناك خلافات اذا ضخّمناها وضعنا ايران في مصاف الدول العظمى التي تناطح دولة روسيا العظمى!! برغم أن ايران تعرف حجمها جيدا لكن لا بأس بأن يقال أن مصالحها تتنافر مع المصالح الروسيه الاستراتيجيه وهذا بحد ذاته نصر اعلامي ضروري تحبه ايران على أساس أنها دوله عظمى على الأقل اقليمياً "وهي والله أوهن من بيت العنكبوت" ،،، ايران تمجّد العظماء وتجلّهم وتنحني لهم اكباراً وتبجيلاً فأذا ضربها عربي كفّ تنتفض وتزبد وترعد وتقيم الدنيا ولا تقعدها أما اذا دعس على رأسها روسي مثلاً فأنها تَعُده تحسيساً حنوناً وليس اهانةً وتقريعاً !! خذ مثلا الضربات الروسيه للقوات الايرانيه في سوريا كل يوم يأكلوا ضربه من بوتين وبرغم ذلك على قلبها مثل العسل "ضرب الحبيب زبيب وحجارته قُطّين" وهي مستعده لتلقي المزيد من الضربات البوتينيه القاسيه لكن ما دام الروس يقاتلون معها الاسلام السُنّي فلا بأس!! ايران دوله ما عندها انتماء لاسلام ولا لعربوبه ولا لعقيده شيعيه ولا لشرق أوسط ولا لمصير مشترك ولا لشيعة عرب أو غيره (قضية الولاء والانتماء هي التي ستقوّض ايران وتفتتها وهي التي جعلت الشخصيه الايرانيه شخصيه مضطربه مشتته تصّعّد بين السماء والأرض لا يقر لها قرار)،،، الملالي يعرفون أن دولة بوتين العظمى مثل الفريك لا تحب الشريك وأن سوريا تحولت من محافظه ايرانيه الى مقاطعه روسيه وأن بوتين هو الذي يتكلم بأسم سوريا بعد ما انتهى بشار الأسد الذي بنهايته انتهت العلويه السياسيه في سوريا مثلما انتهت المارونيه السياسيه في لبنان ،،،، واليك هذه الومضه المُكثفه : .

وما نيل المطالب بالتمنى..
جنان -

ايران حليف لروسيا وللأسد ، ولا يمكن التفريط بحلف استراتيجي وفق قراءة مبهمة وغير ذات جدوى للامن القومي الروسي... هل الروس والايرانيين حمقى لهذا الحد ولا يستطيعون احتواء ازمة ...هل من المعقول ان يحطم الروس او الايرانيون انفسهم واصدقائهم وحلفائهم ولقاء ماذا ؟ تمنيات ...كتمنيات قتال الملائكة مع المعارضة قبلا...وها مرت خمس سنوات والملائكة تقاتل...عجيب

الطائفيه الى أين ؟
الباشق شلق -

لاتخلو كتابات البعض من اثاره النعره الطائفيه بسبب او دون سبب غير مدركين وعن وعي أو عن غير وعي ان نار الطائفيه ستحرقهم ان آجلا أم عاجلا وهم من خلال بثهم لهذه السموم يخدمون فيما يخدمون اعداء هذه الامه والتي قاربت على الاندثار لكثره ما حوت من أغبياء وشذاذ آفاق دخلاء على هذه الشعوب التي عانت وتعاني من حروب عالميه تستهدف وجودها.علنا نستيقظ من كابوس الغباء الذي ركبنا منذ أن ظن البعض نفسه مثقف فبدأ يفتي ثقافيا ويكتب ويحاضر ويناظر على شاشات الفتنه مدفوع الاجر أو تبرع وخدمه لأعداء يظنهم أصدقاء .......عجبي .