مصر مقبرة الفاشية التكفيرية والإرهابية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&طه عبد العليم
&
&
&
ستكون مصر مقبرة الإرهاب، كما كانت مقبرة الغزاة. ولن تضيع هدرًا أرواح شهداء مصر من جنودنا بالجيش والشرطة؛ ضحايا هجماته الغادرة والجبانة والخائنة. وفى حرب الأمة المصرية ضد هذه الفاشية، وخاصة منذ ثورة 30 يونيو، يخوض جندنا- جيشا وشرطة- حربا مقدسة ومريرة ضد الإرهاب ورعاته- عالميا وإقليميا- فى سيناء وكل ربوع الوطن؛ فداءً لمصر. وسيكون النصر حليف الأمة يقينًا، لأن هذا أحد أهم دروس تاريخها المديد والعريق، وشرط لا غنى عنه لتحقيق تطلعاتها المشروعة.
&
&
وأسجل أولا، أن شهداء حربنا للتحرر من نير الفاشية التكفيرية والإرهابية قد انضموا لصفوف سبقتهم، وقدمت أرواحها ـ على امتداد تاريخ مصر الألفى فانتصرت فى حروب: توحيد الدولة المصرية، وتكوين الأمة المصرية، واستعادة وحدة الدولة والأمة حين اعتراها التفكك؛ بعد غزو أو ثورة. وكان انتصار مصر جائزة استشهاد من دفعوا أرواحهم دفاعًا عن الوطن ودحرًا لكل غزاته، من حرب تحرير مصر من احتلال الهكسوس، حتى حرب تحرير سيناء من احتلال اسرائيل، وبفضل هؤلاء الشهداء تحقق ما لا يعرفه المصريون ـ وما أقل ما يعرفونه عن تاريخهم ـ وهو أن مصر قد تمتعت بالاستقلال نحو 70% من تاريخها؛ وهو ما لم تحققه أية أمة. ويكفى هذا ركيزة ليقين، لا ينبغى أن يتزعزع، بانتصار مصر فى حربها ضد التكفيريين والإرهابيين، الذين يستهدفون- بارهابهم وتخريبهم- وجود مصر: وطنًا ودولةً وهويةً وأمةً. وهى حرب وجود، كما أوجز الرئيس السيسي.
&
وثانيا، أنه ما من بلد لم يتعرض أو يخضع للغزو والاحتلال طويلاً أو قليلاً فى تاريخه، ويسجل جمال حمدان ـ فى شخصية مصر ـ سقوط نظرية أطول مستعمرة، مبينا وبالتفصيل أن مصر عبر كل تاريخها تمتعت بنحو 3300 سنة من الاستقلال، مقابل 2000 من التبعية. ولا يختلف كثيراً حساب حسين فوزى فى سندباد مصرى إذ يتوصل لأن مصر خلال 5000 سنة تمتعت باستقلال كامل على مدى 3500 سنة، منها نحو 1000 سنة حكمتها أسرات أجنبية، وفى &"الجغرافيا والسيادة العالمية&" ـ يضيف جيمس فيرجريف تاريخ ما قبل الفرعونية؛ فيمتد بعمر الاستقلال إلى 4000 سنة، لم تخضع مصر فيها لغاز أجنبي، مسجلاً دهشته من ضخامة الإنجاز المصري: لأنه ما من أمة فى العالم استمرت لنصف الوقت وهى متحررة من الغزو!! وليس هذا بالشيء القليل، بالنظر لموقع مصر، ومقارنة ببريطانيا، التى رغم تطرف موقعها، خضعت للغزو والحكم الأجنبى نصف تاريخها على الأقل، وعلى قصره، وكان ملوكها، &"المستوردون&" من القارة لا يعرفون الإنجليزية، حتى القرن التاسع عشر!!. وقد عانت بلدان كثيرة- منها الهند مثلاً- من الاستعمار والسيطرة الأجنبية طوال عمرها تقريباً، دون أن تعرف بالمقابل لمحةً واحدة من عالم إمبراطوريات مصر العظمي!!.
&
وثالثا، أن ثورة 23 يوليو قد أطاحت بحزب الوفد وغيره من الأحزاب، وأقامت نظاما سلطويا أمم الحياة السياسية؛ لكن أيا من تلك الأحزاب لم يتجه لتخريب الوطن وتقتيل مواطنيه، وزرع القنابل فى كل مكان تخريبا للاقتصاد وتقتيلا للأبرياء؛ لكن جماعة الإخوان، المتاجرة بالدين والدم، أقدمت على كل هذه الجرائم فور اسقاط حكمها. ولم يكن محمد مرسي- المندوب السابق لمكتب الارشاد بالرئاسة- سوى كَذّاب ومنافق، كما تنظيمه؛ وهكذا فور اعترافه فى المحكمة بأن المؤمن لا يكذب!! خطب كَذِبا؛ فكان خَطْبا لا خَطيبًا، إن استعرت بيت شعر لأحمد شوقي. فقد زعم أن من صفى اعتصام رابعة الآثم كان هو قاتل الثوار فى ميدان التحرير!! يقصد السيسي؛ الذى عينه مرسي- وليس غيره- وزيرا للدفاع ؟!! والكذب من خِصال المنافق؛ التى يكملها أنه إبان ولايته لم يف بوعده بمحاكمة قتلة الثوار!! فخان أمانة المسئولية!! وأنه واصل فُجره فى الخصومة بتحريضه على تخريب مصر والمتاجرة بالدماء؛ لأن غاية خطبته النكراء كانت حشد تحالف خائب بين الفاشية التكفيرية والارهابية وعناصر ضالة وجاهلة احتكرت لنفسها صفة الثوار غايته اسقاط الدولة.
&
ورابعا، أن إخفاق جماعة الإخوان فى مؤامرة اختطاف ثورة 25 يناير مجددا فى ذكراها الرابعة، يرتبط ارتباطا وثيقا بصفة ملازمة لها وهى مفارقة الواقع. فقد فقدت الجماعةُ العقلَ، الذى حاولت التجمل به، نصفَه عندما اغتصبت ولاية مصر بخديعة الدين ومؤامرة الغرب والتهديد بحرق مصر، ونصفَه الآخر حين أسقطت الأمة، شعبا وجيشا، حكمها الظلامي. والأمر أن الكاذبين، ومعهم الجاهلون، يتناسون ثورة عشرات الملايين من الشعب المصرى هى التى أضفت المشروعية على مشاركة الجيش فى الاطاحة بحكم الإخوان. وقد تغيرت قوى الثورة بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو؛ وكان الأهم هو تحول جماعة الإخوان التى ركبت موجة الثورة الأولى لاختطافها الى معسكر الثورة المضادة فى الثورة الثانية؛ بعد سقوط خديعة متاجرتها بالدين وانكشاف فاشيتهم التكفيرية. ولا ينتقص من طبيعة الثورة الشعبية أن الشعب قد طالب جيشه بانقاذه من حكم جماعات ارهابية مسلحة؛ هددت علنا بالعنف لفرض حكمها، ومارسته بالفعل، بل وفجرت فى التخريب والإرهاب أسود بعد الاطاحة بحكمها وفض اعتصامها المسلح.
&
وأسجل، خامسا وأخيرا، أن الشعب المصرى بحسه السليم، يدرك أن مصر تخوض حرب وجود، استنكر دعوة الفاشية التكفيرية للتمرد فى ذكرى ثورة 25 يناير، ويتحمل أوضاعه المتردية التى فجرت ثورتين، وزادت ترديا بعدهما. ولا جدال أن الشعب المصرى يثق فى وطنية الرئيس السيسي، التى تجلت فى مأثرة انتصاره لثورة 30 يونيو، وقيادته الجسورة والواعية للحرب ضد الإرهاب. لكن الشعب، الذى قدم الشهداء الأبرار من خيرة شبابه- المجندين والمدنيين- يتطلع لأن يقوده رئيسه نحو تغيير يستجيب لمطالب ثورتيه: بالعيش والحرية والعدالة والكرامة والسيادة؛ بأن يقود بناء دولة المواطنة، دولة كل المصريين، التى تحترم كل حقوقهم الدستورية, فى وطن يتمتع بالتقدم والسيادة عبر تصنيع يستجيب لتحديات عصر المعرفة والعولمة.
&