«تسريبات التسجيلات» أغبى حملة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الراشد
تصلح أن تدرس في الإعلام ما سميت بفضيحة تسريبات الرئاسة المصرية كنموذج على أفشل الحملات المطبوخة. وهي دليل على أن الإعلام مما ظن نفسه قويا لا يستطيع أن يؤثر أو يغير، طالما لا توجد عنده قضية، أو فاقد المصداقية.
ولو أني لا أعرف خلفية التسريبات ودوافعها، لظننت أنها من إنتاج الرئاسة المصرية نفسها تحاول أن تقنعنا بسلامة نواياها وليس العكس. والقصة، لمن لم يسمع بها بعد، بدأت بحملة تهيئ الرأي العام العربي أن هناك فضيحة مدوية تتضمنها تسجيلات سرية مسربة للقيادة المصرية، واتصالات هاتفية مرصودة، تبين سوء مقاصد القاهرة ضد الدول الخليجية وضد الشعب المصري. يا للهول، توقعنا الأسوأ! خشينا أن نسمع سيناريوهات عسكرية كبيرة تعد في الغرف المغلقة ضد الخليج، أو اتصالات تآمرية مع حكام طهران، أو ترتيبات سرية مع زعيم تنظيم داعش، وإذ بها مجرد دردشات، وأقل مما يقال في المجالس المفتوحة والمقاهي العامة! الفضيحة صارت على أهل الفضيحة.
أين هي المشكلة عندما يقول المصريون إن الخليجيين يملكون كنزا من المال &"زي الرز&"؟ فهذا صحيح أولا، وثانيا، في الخليج يكتب الكلام ذاته ويقال كل يوم دون حرج. وكذلك ما قيل إنها تسريبات عن عزم الفريق عبد الفتاح السيسي تولي الرئاسة، أيضا لم تكن سرا ولا مفاجأة! هذا إذا افترضنا أن التسريبات صحيحة وغير ممنتجة! لم ترد في الاتصالات الهاتفية أو الاجتماعات مكالمات مع إسرائيليين أو أميركيين، تخطط، وتأمر وتنهى، أيضا، لا شيء مثير أو جديد في أن يبلغ مكتب الفريق السيسي حلفاءه عزمه على تولي الرئاسة؟! لم تظهر في التسجيلات السرية حسابات مالية شخصية، لم نسمع فيها معلومات فضائحية شخصية، لا شيء أبدا!
وبعد سماعها وجدت أنها أفضل دعاية قدمت لمصر والرئاسة المصرية، فقد ظهرت لنا كمحاولة كيدية صريحة للوقيعة بين المصريين والخليجيين، والتحريض ضد الرئاسة والحكومة المصرية، لكنها من حيث لا تفهم قدمت لنا صورة جيدة عن القيادة المصرية، بأنها صادقة لا ترقى إلى الشك، بعكس ما كان خصومها يحاولون إقناعنا به. فقد كنا نخشى أن نسمع مؤامرة على أمن الخليج واستقراره، أو سياسة مزدوجة في قضايا إقليمية خطيرة. فإذا كان هذا حقا أبرز ما تم تسجيله وتسريبه، هنا على الدول الخليجية، الحليفة لمصر، أن تنام مطمئنة على وسادة من ريش النعام.
على أية حال، العلاقات لا تبنى على الهمس والقيل والقال، بل على المصالح والمواقف. واستقرار مصر مسألة حيوية لأمن واستقرار دول الخليج كلها، والعالم العربي. وبالتالي محاولة ضرب الاستقرار من قبيل العبث السياسي، سترتد على الجميع، وهو أمر لا يمكن أن تقبل به الأنظمة العربية التي تعي متطلبات أمنها ومصالحها.
أما قضية الدعم المالي، فالخليجيون مقتنعون أنهم يقدمونه، ليس للرئيس السيسي، بل استثمارا لصالح 90 مليون مصري، يشكلون رافدا مهما لنا جميعا، وفي حال خذلاننا لهم، أو السماح بالعبث باستقرارهم، يصبحون عبئا على الجميع. وتأكدوا أن المال وحده ليس الحل لأزمات مصر، كما يظن البعض، بل منح الثقة أولا للنظام، وثانيا ترشيد استخدامه واستثماره، ليكون منتجا دائما وليس مجرد معونات تتبخر مع آخر دولار ينفق. هذا هو التحدي الذي يواجهه الداعمون، مثل السعودية والإمارات والكويت، بدعم الأفكار والمشاريع المصرية المنتجة. الدعم الخليجي يمنح ثقة للمواطن المصري في نظامه، ويجذب المستثمرين المحليين والدوليين. ودول الخليج حريصة عن قناعة على الوقوف خلف الحكومة المصرية ضد دعاة الفوضى، حيث إننا نمر بمرحلة صعبة وخطيرة في المنطقة، ولا يمكن لأحد أن ينجو من الخطر لو سقطت مصر، عمود الخيمة العربية. هذا الأمر يفهمه عقلاء المنطقة، من شرقها إلى غربها، كل الدول العربية متفقة على دعم استقرار مصر إلا دولة واحدة فقط، وبالتالي لن تفلح الدعايات التي تستهدف النظام، خاصة أنها مبرمجة ومطبوخة وليست حركة عفوية شعبية.
والحقيقة لم أعرف من قبل أغبى من حملة التسريبات الكيدية هذه، طبخا، وإنتاجا، ونتيجة، حيث انقلبت بشكل سريع إلى حملة تضامن لدعم مصر والسيسي، وتعزيز العلاقة مع النظام الجديد، واتصالات هاتفية مطمئنة!
التعليقات
وضع مصر
متابع--خليجي -لا اعرف مايحصل---لا اعرف ان كانت التسجيلات المسربة صحيحة او مفبركة—-هذا موضوع–لكن بالمقابل هناك مشكلة بمصر وتتمثل——مصر تريد ان تهدأ–شعب 90 مليون–يحتاجون الى هدوء حتى يستطيع الناس الاحساس بالامن والامان–في مصر عشرات الملايين الفقراء والمرضى والمعوقين والارامل والايتام من سيلبي طلبهم ويصرف عليهم اذا الفوضى مستمره من اجل فكر وعقيده لاتنتج عيش- من يريدالدين -يذهب لدور العبادة–حياة الناس اهم من اي فكر–مهما كان– لكي يحصل ويرجع السواح والاستثمار وهو امرهام للاقتصاد ولحل البطالة ملايين بدون عمل–لا اعرف هل الدين هو عمليه جاء لتدمير الشعوب والفتن والارهاب-او التسامح–كلما كان الدين بعيدا عن السياسة والمدنية-كان افضل للجميع-وهناك الدليل–الدول الاقليمية-من الصومال الى العراق واليمن وليبيا وغيرها-فين مصر زمان الدولة المدنية ودولة المواطنه-حيث الرقي والتحضر والاتيكيت والتحضر والانتاج والابداع والحركة الثقافية العلمية والعلمانية والفنية والتطور – وحرية النساء بملبسهن العصري ايام زمان؟ الان بالقاهرة 85% حجاب-نقاب مستورد من الصحراء-بعدما كانت مصر من اوائل الدول بالعالم في تحرير المرأة مع الاسف ذهبت جهودهم–هل من متعظ - /
فعل فاعل
الحسين وعزي -يقول الراشد: (( استقرار مصر مسألة حيوية لأمن واستقرار دول الخليج كلها، والعالم العربي)). لكن استقرار مصر لا يتحقق إلا إذا كانت الدول المحيطة بمصر مثل ليبيا والسودان وسوريا والعراق واليمن وغزة مستقرة. بدون استقرار هذه الدول سيظل الاستقرار المصري هشا ومعرضا في كل لحظة للاهتزاز. إنما الملحوظ هو أن المال الخليجي هو الذي خرب الاستقرار في ليبيا وسورية والعراق والسودان واليمن.. فكيف ستستقر مصر والمنطقة المحيطة بها مدمرة ومخربة والنيران تلتهمها بفعل الفاعل الذي يقول إنه يريد استقرار مصر؟؟؟
المصلحة العامه للجميع فوق
أحلام أكرم -أولآ شكرا للكاتب الذي بيّن مكانة مصر وحاجتها للأمن الذي هو أيضا أمن للمنطقة العربية والخليجية ... وارتقى بمقالته إلى ما عهدته من وسع الصدر والتعقّل ... في تعليق على الحادثه كتبت .. الرئيس المصري السيسي أرقى وأكثر ديبلوماسية من أن يقول كلام كهذا ..
..........
عجيب أمر بعض الناس ! -خارج الموضوع
فلوس زي الرز
محمد -السيسي فهم أن الخليجيين عندهم فلوس زي الرز والمشكلة في الأخواني مرسي الذي يحب الفول أكثر من الرز فذهب لتركيا وأيران .
الغباء شيعة الأخوان
الحميدى -ألم يكن هذا هو الغباء بعينه تاريخ الأخوان أحد شعاراته ( الغباء السياسي ) أى عاقل يستغل نجاح الزعيم في محاولة للصيد فى الماء العكر ..!!؟ حلم اليقظة جاتكم نكسه وخيبة ( شوفوا غيرها) إللى يستحوا ماتو.
الغباء نعمة !!!!!!
مصرية -يصبح ألأمر مثيرا للشجون عندما تعرف أن هناك من أشقائنا العرب من يهتم لمصر وأمنها وأمانها اكثر من فئة من الخونة تعيش بيننا تفرح فى مصائبنا ( التى الغالبية العظمى منها من صنعهم ) !!!!!! وتشمت فينا و تستعدى علينا كل من هب ودب !!!!!! لقد تعودنا منذ سقوط الخونة الأخوان المريع على مسلك حرب الشوارع التى يخوضونها ضد الدولة المصرية ومدى أجادتهم ( وهم الفشلة فى كل شىء ) للبلطجة والأرهاب فقط لا غير ..... ولذلك غالبية المصريين أصبحوا لا يلتفتون لمثل تلك السفاسف الصادرة من فئة فقدت صوابها فراحت تقتل الأبرياء من أجل كرسى الحكم !!!!!!! ربنا يديم على الخونة نعمة الغباء النادر التى يتميزون بها فهى كانت السبيل الوحيد لكشفهم امام المصريين بسرعة مثيرة للسخرية وما زالت والحمد لله تميزهم فى كافة أعمالهم !!!!!!!!