جريدة الجرائد

رسول المحبة وأتباع الكراهية

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عطاء الله مهاجراني

أعتقد أن رسول الإسلام هو رسول المحبة والعاطفة كما يقول البوصيري:

فما لعينيك إن قلت اكففا همتا
وما لقلبك إن قلت استفق يهمِ

(من قصيدة البردة للبوصيري)
أسأل نفسي عن السبب وراء الكراهية الشديدة والأحداث الوحشية التي ترتكب باسم الإسلام ورسوله. لقد ملأت تلك الأحداث قلبي بالحزن والأسى؛ فلماذا يقتل البعض الآخرين باسم الله وهم يصيحون: الله أكبر، مثلما حدث في الهجوم على مجلة &"شارلي إيبدو&" في باريس؟
لقد وجدت أمرين مهمين في الحادثة التي مرّ عليها الآن حوالي ستة أسابيع، رغم تجاهل المحللين لهما. مع ذلك، أعتقد أنه ينبغي وضع هذين الأمرين في الاعتبار. الأمر الأول هو قتل الضابط الفرنسي المسلم أحمد مرابط على أيدي منفذي الهجوم، حيث تم التصويب على رأسه.


نعلم أن الشخصين اللذين تمت محاصرتهما وقتلهما على صلة بمنتمين إلى تنظيم القاعدة أحدهما في اليمن، والآخر في العراق. الأمر الثاني هو أن الثالث المشارك في الهجوم كان شابا مشردا يبلغ من العمر 18 عاما وتولى مهمة قيادة السيارة.


تعد حادثة &"شارلي إيبدو&" الهجوم الأكثر دموية الذي تشهده فرنسا منذ عام 1962 حين نفذ يمينيون، أرادوا أن تبقى الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي، تفجيرًا في قطار أسفر عن مقتل 28 شخصا. والآن التاريخ يعيد نفسه، لكن منفذي الهجوم هذه المرة من الجزائر.


من الواضح أن الجميع أدان بشدة الهجوم الوحشي. وأدانوا &"داعش&" وتنظيم القاعدة، ودعموا حرية التعبير، وفرنسا، كمهد للديمقراطية والعلمانية وحرية التعبير. وبعد فترة قصيرة، سوف نرى أحداثا جديدة وننسى مذبحة باريس لوقوع مذبحة جديدة. ما الخلل الذي أصاب عالمنا؟ وما الخلل الذي أصاب عقولنا؟ لماذا لا نستطيع حل تلك المشكلة؟ أجد الجواب في تصريح سلمان رشدي، فقد قال تعليقا على مقتل الصحافيين الساخرين الفرنسيين:
&"أحدثت هذه الشمولية الدينية تغييرا مميتا في قلب الإسلام ونرى العواقب المأساوية في باريس اليوم. وأنا أدعم (شارلي إيبدو)، كما يجب علينا جميعا أن نفعل دفاعًا عن السخرية التي دائمًا ما تكون من قوى الحرية في مواجهة الظلم والتضليل. لقد أصبح (احترام الدين) عبارة تستخدم كشفرة تعني (الخوف من الدين)&".


وأود التركيز على آخر كلمات جاءت في تصريحه، فعندما ندعم التعبير بلا خوف عن عدم الاحترام، سيكون حتميا أن نواجه التطرف بلا خوف باسم الدين. وعندما نتقبل عدم الاحترام كقيمة، إذا هاجم شخص ما المحرقة اليهودية، فينبغي محاكمته وإدانته، لكن إذا أهان شخص ما قيما دينية ورسول الإسلام، فهي في هذه الحالة حرية تعبير وقيمة من قيم الغرب. لهذا رغم أن قوات الأمن تقتل أفراد تنظيم القاعدة كل يوم في وزيرستان في باكستان أو اليمن، تزداد جذور &"القاعدة&" قوة في الوقت ذاته.


ويوجد أفراد تنظيم القاعدة في قلب باريس، وليس في كهوف تورا بورا في أفغانستان. وعندما يضع أشخاص مثل سلمان رشدي نظرية لعدم احترام القيم الدينية والأنبياء، فهذا سيخلق حتما بيئة خصبة لتزايد نفوذ تنظيم القاعدة. ما أحاول قوله هو أن عدم احترام القيم الدينية شكل آخر من أشكال التطرف، لكنه يحدث باسم القيم العلمانية. لذا ما دامت الجذور ضاربة بقوة في الأرض ويغذيها ويسقيها التجرؤ على عدم احترام الدين، ستظل المشكلة بلا حل.


ينبغي أن نحقق بجدية في سبب قدرة &"القاعدة&" على تجنيد أفراد جدد مثل منفذي الهجوم الفرنسيين والشاب المشرد؛ مما يجعل من المحتمل أن يتسببوا في كارثة جديدة ويحدثوا المزيد من الهزات في العالم. وعندما قتلت القوات الأميركية الخاصة بن لادن، اعتقدوا أن موت بن لادن سيضع نهاية لتنظيم القاعدة. مع ذلك كما نرى من الأحداث الأخيرة، بات تنظيم القاعدة الآن أقوى عما كان عليه في الماضي. وهناك تنظيم داعش الذي يعد أقوى من &"القاعدة&". ويعني هذا أن القبضة الحديدية لم تحل الأحجية؛ فرغم كل عمليات القتل، والطائرات التي تعمل من دون طيار، والقصف الجوي، ومعتقل غوانتانامو، لم نحرز تقدما كبيرا فيما يتعلق بهذه الكارثة.


لقد كنت في باريس مع أسرتي في ربيع عام 2000، واتصل بي سفير دولتنا وأخبرني أن كاثرين ترومان، وزيرة الثقافة الفرنسية، تريد مقابلتي. وذهبت إلى مكتبها؛ وفي البداية أخبرتني أنها أيضا عمدة ستراسبورغ، وأنهم منحوا سلمان رشدي الجنسية الشرفية وجائزة حرية المدينة، وسألتها ما إذا كانت تعرف لماذا كنت هناك مع أسرتي. لقد كان ذلك بسبب إعادة نشر كتابي، المنتقد لرواية &"آيات شيطانية&". ونظرت في عيني بشكل مباشر وسألتني عن آرائي بشأن سلمان رشدي، فأخبرتها أني أفهم أن عليها الدفاع عن حرية التعبير، لكنني لا أفهم سبب تقدير ومكافأة كاتب روائي عندما يهين القيم الدينية.
&

عندما رأيت العنوان الرئيسي في صحيفة &"ليبراسيو&" في 8 يناير، والذي كان &"كلنا شارلي&"، فكّرت أن التطرف لن يختفي بالشعارات وقتل الإرهابيين. قد ينبغي علينا إعادة التفكير في الطريق الذي سرنا فيه حتى وصلنا إلى هذه النقطة. استخدم أندريه موروا، وزير الثقافة الفرنسي الشهير، في كتابه &"أنتي ميموار&" (المذكرات المضادة) نصا من البوذية يقول: &"الفيل هو أكثر الحيوانات حكمة، فهو الوحيد الذين يتذكر حيواته السابقة، ويظل ساكنا لفترات طويلة في حالة من التأمل&". ونحن بحاجة إلى إعادة التفكير في العواقب غير المتعمدة لعدم احترام القيم الدينية بلا خوف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تنقيح القرآن
2242 -

لماذا تخاف من الحقيقة يا عزيزي , الإرهابي إرهابي و محب السلام لا يعرف الإرهاب .آية واحدة تنسف كل شيء جميل اقرأ هذه الآية وتمعن برسول السلام الذي انت تدافع عنه وتمسح له جوخ ( قاتلوا اللذين لا يؤمنون بالله و رسوله وما حلل الله ورسوله .......... ) طيب هناك مليارات من البشر اللذين لا يؤمنون بالرسول و الهه اذا الإرهاب هو الحل حسب رسولككم و الهه. الحل الوحيد هو تنقيح دينكمملاحظة : التنقيح هو إلغاء كل شيء يحرض على الإرهاب و القتل والكذب و السرقة و العنصرية و الخرافات و تحطيم الأسرة و إذلال المرأة .

أعتقد أنك مخطيء ١٠٠٪
Almouhajer -

يبدأ الكاتب مقاله بالتالي : """أعتقد أن رسول الإسلام هو رسول المحبة والعاطفة كما يقول البوصيري"" أعتقد أنه الحريُّ بك يا سيدي الكاتي أن تبحث عن حالة البوصيري النفسية, التي دعته لقول الشعر هذا . أرجوك أن تستعرض لنا بعض (نفحات المحبة) التي قد تثبت اعتقادك واعتقاد البوصيري ولك ولإيلاف جزيل الشكر .

الاسلام منزه وكفى
assouma -

عندما يكون المسلم خلف البندقية تستنفر شياطين العالم وتحلل قتل الألوف ويصبح جميعنا ارهابيين ونبينا ارهابي وقرآننا منبع الارهاب اما ان كان المسلم امام البندقية وهو أكثر ما يكون ندرك المعنى الحقيقي لعبارة الشيطان الاخرس هذه الكيل بمكيالين تصيب اي مسلم عزيز بشعور الظلم والقهر والاستضعاف والعنصرية خصوصا عندما تعلم ان حكماء ومؤرخي الغرب الموضوعيين يطلقون على المسلمون مقولة " لم يعرف التاريخ فاتحاً ارحم من الفاتح العربي" . يا بشر تعلموا الرحمة من نبي الرحمة "وما ارسلناك الا رحمة للعالمين" للعالمين وليس للمسلمين فحسب أي يا من تعادي محمدأ وامته لقد ارسل محمد رحمة لك وستدرك ذلك بنفسك واتمنى ان لا يكون متأخراً فتندم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم

,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,, -

التطرف لا يرحم الاسرى العاجزين عن الدفاع عن انفسهم ويحرق الاحياء

الاعتقاد بعيد
عن الحقيقه -

الاعتقاد شىء والحقيقه شىء اخر!!!

الى ايلاف
........... -

خالف شروط النشر

Love and mercy are new to Arabs
Salman Haj -

عطاء الله مهاجراني أعتقد أن رسول الإسلام هو رسول المحبة والعاطفة كما يقول البوصيري: The writer says "he thinks The messenger of Islam is a messenger of love and affection as Albusiri says". ..... .... HE THINKS. HE IS NOT CERTAIN. ..... First, the history of Arabs written by Arabs and Muslims glorifies raiding, conquest, plunder, and gore among other cruelties of wars of conquest. .... The Arab poetry is filled with same. ..... Arab and Muslim discovery of love, mercy and tolerance are late discoveries, post 1950 when Muslims began to immigrate and seek asylum in the West. They had to counter the negative image the Westerners had of Islam due to 12 centuries of Muslim raiding, invading, occupying, enslaving for sale in the markets of the Middle East and North Africa, and abducting hundreds of thousands of young girls. Girls for sex, and boys abducted by a Ottomans to raise them in ottoman army. Muslims needed to counter the negative image of Islam and their prophet. ... Jesus has always been presented in the gospel and in literature through the ages as a man of peace, love, mercy, service to others, and tolerance. ... ... And Muslims started to apply love and mercy and tolerance to Muhammad. Terms alien to Arabs and Muslims before massive immigration and asylum in the west. .... But this type of polishing of image is not succeeding. The westerners see the activities of Muslim terrorists in the West and in Muslim countries and determine that the lev, mercy, and tolerance that are claimed are mere. Public relations words not supported by conduct and behavior.. Regards