الحوثيون.. عينهم على مأرب!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هيو نايلور&
يهدد المتمردون الحوثيون الذين أسقطوا الحكومة اليمنية بالاستيلاء على محافظة مهمة منتجة للنفط تقع إلى الشرق من العاصمة، الأمر الذي يثير مخاوف من إمكانية انزلاق البلاد إلى حرب أهلية شاملة لا تبقى ولا تذر.
وكان المتمردون الحوثيون قد استولوا على جزء كبير من شمال البلاد بسهولة نسبية، غير أن من المحتمل أن يواجهوا مقاومة شديدة في حال توجهوا إلى محافظة مأرب حيث تعمل القبائل السنية هناك على تسليح نفسها بالدبابات وقذائف &"آر بي جي&" استعداداً لقدوم الحوثيين، وفق زعماء القبائل، كما قام المحافظ أيضاً بنشر مقاتلين قبليين ووحدات عسكرية حول المنطقة.
ويؤكد أحد زعماء قبيلة مراد في مأرب، أنه بدأ التنسيق مع رجال القبائل والجنود للدفاع عن المحافظة قائلاً: &"إن حرباً أهلية ستندلع إن أتوا إلى هنا&".&
&
&
وبدورهم يزعم الحوثيون أنهم يريدون الدفاع عن سكان مأرب من &"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب&"، الذي يشن مقاتلوه هجمات في المحافظة بشكل دوري. ولكن دبلوماسيين ومحللين سياسيين يقولون إن الحرب قد تؤدي إلى تقوية فرع &"القاعدة&" اليمني، الذي سبق له أن خطط لهجمات كبيرة ضد الولايات المتحدة. كما أن اندلاع القتال يمكن أن يجذب أيضاً رجال القبائل ومقاتلين سُنة من محافظات أخرى.
والحال أن التوترات الطائفية تزيد من تأجيج الوضع. ذلك أن الحوثيين يتبعون المذهب الزيدي المتفرع عن الشيعة، في حين أن أغلبية سكان اليمن، الذين يبلغ تعدادهم 24 مليون نسمة، هم من السُّنة. ولئن كان لدى اليمن تاريخ من النزاعات، إلا أن البلاد سلمت من الصراع السني- الشيعي العنيف من ذلك النوع الذي مزق سوريا والعراق.
ويعتقد العديد من اليمنيين أن المتمردين الحوثيين مدعومون من قبل إيران، ذات الأغلبية الشيعية. وفي هذا السياق قال علي سيف حسن، المحلل السياسي اليمني: &"لقد أخذ الوضع يتحول إلى حرب طائفية بسبب قوى خارجية&".
وكان الحوثيون قد زحفوا على صنعاء واحتلوها في الخريف الماضي، وأرغموا حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على التنحي في يناير الماضي. كما استولى المتمردون كذلك مؤخراً على قاعدة عسكرية على الطريق إلى مأرب، إضافة إلى أجزاء من لمحافظة إلى الجنوب، مما زاد من التكهنات بشأن إمكانية انتقالهم قريباً إلى هذه المحافظة المهمة المنتجة للنفط.
وتُعتبر مأرب جائزة استراتيجية. فاليمن منتج صغير للنفط مقارنة مع بعض جيرانه، ولكن ميزانية الحكومة تعتمد بشكل كبير على مبيعات النفط. كما تحتضن مأرب أيضاً محطات توليد الطاقة التي تزود العاصمة صنعاء ومناطق أخرى من البلاد بالكهرباء، وهو ما يمنح الجهة التي تستولي على المحافظة سيطرة تامة على إمدادات الطاقة اليمنية. ولذا يقول دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته: &"إن الجميع يستعد لحرب هنا، وهي حرب حول الموارد&".
أما محافظ مأرب سلطان العرادة فقال، في حوار معه عبر الهاتف، إن الحوثيين نفذوا انقلاباً على الحكومة اليمنية بدعم من إيران، مضيفاً أن الحكومة تقوم بالتنسيق بشأن الدفاع عن المحافظة ومنشآتها النفطية مع القبائل المحلية، إضافة إلى وحدات ليست موالية للحوثيين. ونفى أن يكون أي طرف خارجي يضخ المال في المنطقة للتصدي لتقدم المتمردين الحوثيين. وقال المحافظ إن رجال القبائل من المناطق المجاورة تعهدوا مساعدة المحافظة على التصدي للحوثيين، مستطرداً: &"لدينا آلاف الأشخاص من القبائل الذين يشكلون حزاماً أمنياً على محيط المحافظة، كما يقوم الجيش أيضاً بالتنسيق معنا ويستعد للدفاع عنا&". وكان قد دعوا سلطان العرادة إلى التنحي. وفي الشهر الماضي، وقبل أن يرغموا الحكومة الوطنية على الاستقالة، حذر زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي من أن مقاتليه يمكن أن يتدخلوا في مأرب، وقال إن العملية قد تكون ضرورية لمحاربة &"القاعدة&". وفي هذه الأثناء، يخشى محللون ودبلوماسيون ومعهم كثير من اليمنيين، أن يؤدي تصاعد العنف إلى تقوية فرع &"القاعدة&" المحلي عبر تمكينه من تقديم نفسه على أنه يدافع عن السُّنة. ويقول محللون إن مقاتلي &"القاعدة في جزيرة العرب&" ربما شرعوا في الانتقال من أجزاء أخرى من اليمن إلى مأرب استشرافاً للقتال.
وكان مقاتلون من التنظيم الإرهابي قد هاجموا قاعدة عسكرية على بعد نحو 60 ميلًا عن مأرب في محافظة جنوبية يوم الخميس، زاعمين أنهم يرغبون في حمايتها من هجمات الحوثيين.
&
ينشر بترتيب خاص مع خدمة واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس
&