جريدة الجرائد

تكريت بداية حرب طائفية في العراق

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

قتال تنظيم داعش في العراق ضرورة، لأنه إما أن تطاردهم أو يطاردوك. لا توجد حدود ترسم، ولا أحد يعترف بسلطة الآخر. القوة العراقية تتقدم في مدينة تكريت، إحدى أبرز مدينتين عراقيتين احتلهما &"داعش&"، وتتقدم في معظم محافظة صلاح الدين، ومن المحتمل أن تطهرها من الجماعات الإرهابية، لكن إلى حين، لأن الذين يقاتلون هناك إضافة إلى الجيش العراقي قوات إيرانية وميليشيات طائفية، والصور والمعلومات التي تصدر عن مواقع القتال تتحدث عن جرائم طائفية.


تحرير تكريت، وكل متر من الأرض العراقية، إن كان ضمن عمل وطني يعبر عن الدولة، بمعناها الشامل، وليس بمظاهرها الرمزية فقط، فإنه تحرير سيدوم، وستبقى تكريت وضواحيها ضمن حدود الدولة العراقية. أما إذا كان مجرد مشروع هدفه سقوط تكريت وطرد إرهابيي &"داعش&"، ضمن احتراب طائفي وتحالفات سياسية، فإنه انتصار مؤقت، وسيعود مقاتلو &"داعش&" إلى تكريت بدعم من أهلها، للخلاص من المحتلين، لأن الحرب أصبحت طائفية وعرقية، مثل أن يستولي السنة على مدينة كربلاء الشيعية أو السليمانية الكردية.


معظم النشاطات العسكرية التي تتم على الأرض هي جهد جماعي مكثف، وبشراكة غربية، فالولايات المتحدة تقدم معلومات استخباراتية ثمينة تحصي حركة الإرهابيين، وترصد وضع الأرض تحت إدارتهم، وتتنصت على اتصالاتهم، ويقوم الجيش العراقي، مع مستشاريه الغربيين، بإدارة المعارك على الأرض، ويقاتل &"الحشد الشعبي&" الذي هو في معظمه ميليشيات طائفية، معادية لسكان المناطق المحاصرة، وتساندها قوات إيرانية، أيضا معادية.


المشهد يبدو كما لو أننا أمام حرب طائفية شيعية سنية، لا علاقة لها بالدولة، ولا بتحرير الأرض والمدن والقرى التي سيطر عليها مقاتلو &"داعش&". والسؤال يوجه إلى فريقين رئيسيين؛ الأول رئيس الحكومة حيدر عبادي الذي سيكون مسؤولا مسؤولية كاملة عن النتيجة النهائية، لأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة: هل بإمكانه بعد تحرير هذه الكيلومترات وقف الحرب الطائفية؟ بكل أسف السنة غاضبون منه اليوم بعد أن كانوا سعداء بانتخابه لأنه وعد بالمصالحة، وهم يعتقدون أنه قائد ضعيف. والخشية أن الوضع سيكون خارج السيطرة لاحقا، مهما عظمت قوة المنضوين تحت علم الجمهورية! سيشبه تماما الحال في سوريا، حيث تحولت المعارك إلى اقتتال بين الطائفة العلوية والسكان السنة، ورغم إنكار النظام في دمشق هذه الحقيقة الصارخة فقد بينت الأيام أنها كذلك، خاصة بعد استعانته بميليشيات حزب الله ومقاتلي الحرس الثوري الإيراني. الصورة على أسوار تكريت، ومحافظة صلاح الدين العراقية، تشبه ما يحدث في سوريا، تقريبا بنفس الهويات!
الفريق الآخر الذي عليه أن يفهم طبيعة الاقتتال هو الأميركي، الذي وجد نفسه يعود للعراق بسبب استفزاز تنظيم داعش من خلال جرائمه، وبسبب الخطر الداهم على النظام العراقي، في آخر أيام حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي تسببت إدارته في هزائم سريعة متلاحقة، مكنت الإرهابيين والغاضبين من الاستيلاء على مواقع مهمة، وتهديد العاصمة بغداد نفسها.


ومع أن الأميركيين لعبوا دورا فاعلا في طرد رئيس الوزراء العراقي السابق المالكي، واعترفوا بأن سياساته وراء الكوارث الحالية، فإنهم الآن يقاتلون في خندق يشبه معسكر المالكي، ويقومون بعون جماعات طائفية وليست وطنية، وهذه ستكون نتيجتها مؤقتة، قد تحقق تحرير كل الأراضي العراقية، وطرد &"داعش&"، وبقية المتمردين، إنما ستليها حرب طائفية سنية شيعية، تماما كما هو الحال عليه اليوم في سوريا! ما هي المكاسب الأميركية من وراء مساندة الجيش العراقي إن لم تسبقها، أو توازيها، عملية سياسية وعسكرية تجعل الجميع رابحين؟
على الولايات المتحدة أن تدرك أنها أصبحت جزءا من الصورة الطائفية المقيتة؛ تحارب مع العلويين في سوريا، وتقاتل مع الشيعة في العراق، وفي الوقت نفسه تفاوض الإيرانيين الشيعة نوويا. كل المشاهد الثلاثة ضد السنة، أو هكذا تبدو لهم. هذه مصيدة مريعة لم يحدث للأميركيين أن وضعوا أنفسهم في مثلها من قبل!
المأمول كان، ولا يزال، أن تشارك الولايات المتحدة في إقصاء النظام ورأسه الطائفي في سوريا، وتدعم المعارضة المعتدلة التي تضم كل الطوائف والأعراق، وأن تمتنع عن دعم نظام بغداد إلا إذا وافق على أن يتحول إلى ممثل لكل العراقيين، شيعتهم وسنتهم. ليس من صالح الغرب اتساع الحروب الطائفية في المنطقة، ولا أن يكون طرفا فيها، وما &"القاعدة&" و&"داعش&" وجبهة النصرة وحزب الله و&"عصائب أهل الحق&" وغيرها إلا نتيجة لمثل هذا الاقتتال الأعمى.


على الغرب أن يساعد في تعزيز المؤسسات المدنية المعتدلة ضد الدينية المتطرفة، وليس دعمها للانتصار في حروبها ضد خصوم مؤقتين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هراء
توني العراقي -

الحشد الشعبي هم ابناء العراق من كل الطوائف , العراق لايحتاج لمقاتلين ايرانيين او امريكان لان العراقيون كلهم مقاتلين ذوو خبرة عالية في استخدام انواع الاسلحة نتيجة لسنين من الحروب . اما انك تشك فى نوايا الحشد الشعبي فهذا يعود لخلفيتك ونظرتك الطائفيه لما يدور فى ارض المعركه ,

أتق الله ياراشد
جمال الجبوري -

أرجوك ياسيد عبد الرحمن الراشد أن لاتكتب بما لاتعرف عن هذه الحرب المقدسة حرب العراقيين بسنتهم وشيعتهم ضد كفار داعش ونحن وكثير غيرنا من عشائر أهل السنة نقاتل تحت راية العراق الواحد أعداء العراق الدواعش ولايساورنا أدنى شك بأن من يقاتل الى جنبنا هو أبن عمنا العراقي الشيعي وهو أحرص منا على سلامة الأبرياء والمدنيين بل وحتى سلامة مدننا وبناها التحتية ولم نشهد أيراني واحد في ساحة القتال لكن تصلنا مساعداتهم القتالية ونعرف أنهم يشاركون كمستشارين فألف تحية لهم .

صوت نشاز
كريم -

لا أذكر يوما أن عبد الرحمان الراشد قال كلمة خير في ايران او في القوى الشيعية العراقية أو اللبنانية أو المقاومة في فلسطين مهما كانت معتدلة وهو دليل على طائفيته المفيتة في تحليل الأمور السياسية وهو دائم التشكيك في هذه القوى وما تفعله وفي نفس الوقت كله هو لا يتوقف عن استعطاف الغرب حتى يتدخل وحتى يصلح الأمور هو بحسب تركيبته الطائفية وتربته في حضن الغرب لا يؤمن بالفعل العربي او الاسلامي الصرف وهذا جوهر كرهه لايران وحزب الله والمقاومة بصفة عامة فهي لا تستكين وتفعل وتغير ولا تنتظر اي مساعدة من الغرب المزعوم فالعراقيين قال الأمريكان لهم أنهم لا يمكنهم تحرير اي شبر من أرضهم الا بمساعدة قوات أمريكية وغربية ولكنهم كذبوهم وبقواهم الذاتية وبمآزرة ايران لأنها الأقدر على تقديم الدعم الميداني أذهلوا أمريكا وجلبواحنق الاستاذ عبد الرحمان الراشد

ابق روحك بعيدة فقط
احمد الشمرى -

يطل علينا الكاتب عبد الرحمن الراشد كالعادة بنفس طائفى وبث السموم بالعسل ممكن كلامك سيدى يكون له تاثير وواقع مؤثر لو كان قبل اشهر قبل مقتل الشهيدة اميمة وقبل صراخ اهل حديثة وتصريحات الهايس فى طلب النجدة من اهل الجنوب لمعرفتهم انهم جزء من العراق وليسوا بعيدين عن هموم اهلنا رغم معرفتنا المسبقة ان جزءا كبيرا من داعش وحواضنهم هم اولا عمومتنا لكن نحن بشر وممكن نخطئ لكن العراق اكبر واوسع وهو لكل وهو الحضن الدافى لشعب بجميع تشكلاتهم والوانهم فقط انت ونفسك الطائفى كن بعيدا اوالافضل لو تكتب عن بلدك وتحريم سياقة المراة وبعض السلبيات يكون انفع سيدى

هل كان الراشد صاحيا
حسين -

مقال السيد عبد الرحمن الراشد عن العراق ، لم يات بجديد، لان لديه كره ، وربما عقدة اسمها العراق، منذ عام 2003 ولحد الان لم يكتب الراشد اي مقال عن العراق لا اقول ايجابي ، بل وحتى موضوعي . ومقاله اليوم ، واضح وجلي ، ولكن السؤال هو ، هل كتب الراشد مقاله اعلاه كان صاحيا ام كان مع كؤوس الخمرة لكي يصحى على نفسه ويجد ما كتبه لا يمت الى الحقيقة ؟؟؟؟ لان من يحارب داعش في تكريت والانبار وفي المستقبل الموصل هم العراقيون بسنته وشيعته ومسيحيه وايزيديه وصابئيه وتركمانييه وكرده وعربه .. عسى ان يصحى السيد الراشد على نفسه ليرتاح من عقدة اسمها العراق

المصيبه.
زبير عبرالله -

المعلقين على المقال لم يقرأه احدهم,الجميع انطلق من طائفيته واتهموا الكاتب بالتعصب للسنه...مع ان القاري يجد كل الاتزان والموضوعيه فيما كتبه .هو ينتقد الاداره الامريكيه. على معالجتها غير الصحيحه للوضع العراقي.. والسوري.الذين يقاتلون على الارض هم ايضا لايعرفون لماذا يقتلون ويقتلون.. مع الاسف لاتوجد احصاايه توثق ذالك على الاغلب اكثر من 90بالمااه....

الحقيقة
عراقي -

لا يوجد شيعي عراقي واحد يريد ان يستولي على ارض سنية او يعيش فيها , هولاء الناس يقدمون ارواحهم لانهم يريدون تحرير العراق, الحرس الوطني هو مشروع للقضاء على اي شكل من اشكال الاحتكاك الطائفي, الحشد الشعبي سينسحب بمجرد ان تقوم العشائر السنية بمسك الارض بمساندة الجيش. والحرس الوطني سيأخذ مكانهم. لهذا لا داعي للقلق.

اين الحل
مراقب خليجي-قديم -

لا اعرف ماذا تريد يا استاذ عبدالرحمن--هل يسكتوا على وجود الحيوانات الدواعش--المفروض ان تسأل -من اين يدخل الارهابيون الهمج بعشرات الالاف---اين يتدربون-- من يمدهم بالاموال من الخارج-من يرسل السيارات الرباعية الدفع الجديدة وهي بالالاف ويركب عليها رشاش ثقيل بتركيا-من يدفع قيمة الاسلحة وهي بمئات الملايين من الدولارات-وهل معقول جمعيات او افراد-؟-من هي اجهزة المخابرات التي تدعمهم وتجيء بهم من الخارج-والى متى سيستمر----الا يعلم الاتراك وغيرهم ان مخابراتهم تعرف ان ابو بكر البغدادي عميل-- هذا من وثيقة المخابرات نشرها سنودن-100%--وصورة له مع سناتور امريكي مكين--؟؟؟ اللبيب يفهم - -

لبرهان الحيادية والنشر
sweden -

ادعو الكاتب وبقية الكتاب لبرهان الحيادية والنشر تحليل لماذا الارهابيين كلهم من السنة وجلهم من العربان السنة ٠٠٠٠ومقارنتهم بالشيعة

سؤال
متابع--خليجي -

الى الكاتب---لماذا لم تسأل -منهم الدواعش--من يمولهم بالخليج--لماذا العرب يكرهون الديمقراطية التي ليست عندكم الى الان-الا اذا بمصلحتهم-لو الحكم عند السنة العرب هل ستقول الشيعة مظلومينلماذا اكثر من 2 مليون من الشيعة السعوديين-بدون مراكز سيادية كقادة--الجيش ومناصب مثل الوزراء والسفراء---هم اهل البلد الحقيقيين من الاف السنيين وليسوا مستوطنيين---اقول هذا للعدل مع اني والله العظيم سني عربي خليجي

رسالة
كريم رجب ال بوحمزه -

الى السيد الراشد----اتمنى ان تكتب مقال عن وضع المرأة وخصوصا عندكم--وان تسأل رجال الدين( المطاوعة)--عن حق النساء وهن 51% من السكان المواطنات–اين كرامة المرأة وهذه الشعارات الزائفة–لما يلبسوها الحجاب؟ (اتحدى وجود أية واحدة عن تغطية الشعر والنقاب--لان الحجاب ورد 7 مرات بالقرآن ولا مره يعني الحجاب والتغطية انما الساتر--)وملموسة– هذه الثقافة—والكلام المعيب والمخجل بحق المرأة الضعيفة—- # إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح تنقض صلاة الرجل اذا مر امامه الحمار والكلب الاسود والمرأة لن تفي المرأة حق زوجها عليها حتى لو لعقت صديد الانف والدماء منه - --اين حقوقهن وهذا الفكر المسيء-

متى وأين
احمد -

منى قاتلت امريكا مع العلويين في سوريا!!!!!!!!

مجددا
ام موسى -

لماذا لم يصف الاستاذ الراشد المجزرة التي قام بها اهالي تكريت بقتل الاف الجنود في قاعدة سبايكر بانها بداية الحرب الطائفية ؟ الامر ببساطة ان القتلة صدقوا ان هذه نهاية الشيعة وحكمهم في العراق وان المؤامرة كانت محكمة ومفاجئة وقاضية. اصعب الامور كما يقول الفلاسفة هي اثبات البديهيات والا كيف مر على الاستاذ الراشد ان لا احد يستطيع التخلص من الاقلية في اي بلد فكيف بالاغلبية .