جريدة الجرائد

إسقاط الدولة السورية

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

تصريحات الغربيين في الخلاص من النظام السوري تبدلت. الارهاب في سورية عاود صوغ المشهد. بعض الدول الاقليمية بات يقرأ الموقف في شكل متأنٍ ومختلف. ورغبة تركيا في استمرار الحرب على سورية، بجماعات مسلحة متناحرة، لمنع تكرار تجربة الاكراد في العراق، صار مقلقاً لكل الاطراف. والمعارضة السورية ادركت ان اشتراط رحيل النظام، قبل بداية العملية السياسية قضية مستحيلة. والنظام السوري تفهم ان البطش لا يحسم المعركة، رغم دعم ايران. وهو اصبح مدركاً ان &"أضعف الحيلة خير من أقوى الشدة، وأقل التأني خير من أكثر العجلة&". الازمة السورية لم يعد لها مخرج سوى السياسة. لكن الوضع على الارض ساخن ومتشابك، فضلاً عن ان الحل السياسي المنتظر يشبه نزع الشوك من المرفق.

&

الحل السياسي القادم في سورية، هو عنوان ترتيبات الامن الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط. لكن الخلاف على سورية، أعمق من تشابك الارهاب مع الملف النووي الايراني. في بداية الثورة السورية، تجاهل بعض دول المنطقة طبيعة موقع سورية الجغرافي والسياسي، وقلل من دور مصر، التي تعتبر استقرار الوضع في سورية جزءاً من امنها القومي. فضلاً عن ان القاهرة ترى ان وصول جماعة &"الاخوان&" الى حكم سورية اشد خطراً من بقاء النظام السوري. تداعيات الحرب ونتائجها عاودت ترتيب المواقف. مصر خرجت من التحالف العربي &- الغربي &- التركي. والسعودية، ربما، تراجع مكاسبه وخسائره. وتفاضل بين موقف القاهرة العربي، وتطلعات انقره، وان شئت مصالحها واطماعها. لكن موقع سورية وحدودها ستحميها من انهيار سريع. ناهيك عن ان انهيار دولة الامويين، على طريقة دولة العباسيين في العراق، سيكون كارثة كبرى في الشرق الاوسط. وعلى رأي هنري كيسنجر &"لا سلام من دون سورية&"، وان شئت لا استقرار. والدول العربية، المعنية بالقضية السورية، تدرك انها من دون تحالف اميركي على الارض، لن تستطيع حسم معركة الاستنزاف. وهذا الاخير اصبح الحل العسكري، بالنسبة اليه، مجرد وسيلة لم يحن وقت استخدامها.

&

تركيا لعبت، حتى الآن، دوراً محورياً في انهاك الدولة السورية، وسهلت دخول الجماعات المسلحة من جميع دول العالم. وهي اصبحت محطة &"ترانزيت&" لكل المقاتلين على الارضي السورية، رغم ادعاء الاتراك انهم لا يعلمون عن دخول المقاتلين الاجانب الى سورية عبر حدودهم. حرب الاستنزاف الجارية في المدن السورية، ان استمرت على هذا النحو، ستفضي حتماً الى إسقاط الدولة السورية. هل من مصلحة العرب اسقاط الدولة السورية مثلما حدث في العراق؟

&

لا شك في ان العرب تعاملوا مع الازمة السورية بأخطاء، فاقت اخطاءهم في العراق. والشاهد على هذا موقف الجامعة العربية في بداية الازمة، الذي لا يمت للسياسة بصلة. كان موقفاً حماسياً او عاطفياً. هي طردت مندوب سورية. وفي اليوم التالي اسندت الحديث مع سورية وعنها للاتراك. عاود العرب الغياب السياسي في هذه الازمة، مثلما غيبهم ما يسمى &"دول جوار العراق&" عن المشهد العراقي.

&

الاكيد ان وقف الحرب في سورية، بأي شكل، حماية لدولة عربية محورية ومهمة، وحقن لدماء الشعب السوري. والتمادي في الاستزاف يعني مزيداً من قتل السوريين، ودعم الارهابيين، وتسهيل اطماع الايرانيين والاتراك.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكراً
jj -

و اللة يكثر من امثالك الكتاب الغير طائفيين و كلامك تعتبر صفعة قوية على وجوه أعداء دولة سوريا ورئيسها ...

الفهم المتأخر
نون -

اختتم الأستاذ داود الشريان مقاله بالجملة التالية: (( الاكيد ان وقف الحرب في سورية، بأي شكل، حماية لدولة عربية محورية ومهمة، وحقن لدماء الشعب السوري. والتمادي في الاستزاف يعني مزيداً من قتل السوريين، ودعم الارهابيين، وتسهيل اطماع الايرانيين والاتراك)). هل كان يلزم كل هذه الوديان من الدماء السورية التي سفكت لكي نصل في النهاية إلى هذه النتيجة؟ ألم يكن من الأفضل أن يشكل وقف الاقتتال في سورية من البداية عنوانا للتحرك السياسي العربي الرسمي؟؟؟ صدق من قال إن العرب يصلون ويفهمون دائما متأخرين.

سوريا والاقليم
كريم رجب ال بوحمزه -

الى تركيا---من اين يدخل الارهابيون الهمج بعشرات الالاف---اين يتدربون-- من يمدهم بالاموال من الخارج-من يرسل السيارات الرباعية الدفع الجديدة وهي بالالاف ويركب عليها رشاش ثقيل بتركيا-من يدفع قيمة الاسلحة وهي بمئات الملايين من الدولارات-وهل معقول جمعيات او افراد-؟-من هي اجهزة المخابرات التي تدعمهم وتجيء بهم من الخارج-والى متى سيستمر----الا يعلم الاتراك وغيرهم ان مخابراتهم تعرف ان ابو بكر البغدادي عميل-- هذا من وثيقة المخابرات نشرها سنودن-100%--وصورة له مع سناتور امريكي مكين--؟؟؟ اللبيب يفهم -

واقعي ومقنع
العربي -

مقال واقعي ومقنع وذكي...لازال الامل في ان تكون السعوديه تلك الدوله الكبرى راعية العرب.وانا على يقين ان ارادت ان تحسم الامر سيكون لها ما تريد ان جمعت الاسد والمعارضه ستنجح اذ ليس من المعقول ان نندد ليل نهار بايران وننسى اردوغان الذي ابتلع نصف سوريا ونصف العراق تحت حجة حمايه السنه ...السنه ليست داعش .بدون ادنى شك ان داعش اردوغان هدفها السعوديه ولحسن الحظ ان داعش لا تنكر ذلك انتبهوا ايها العرب ولا تدفنوا الراس في الرمال داعش صناعة تركيه .حتى اننا اصبحنا نخجل من ان السفر الى تركيا يعني السفر الى داعش

رقم 2
من قطري -

نعم قلت الخلاصة ولب الموضوع- وداوود الشريان -كاتب يفهم معنى الجيوبولتيك--لهذا وضع العرب امام واقع--ترى ماذا انتم فاعلون

الطائفيه مشكلتنا
صادق -

شكرا للكاتب الشريان على مقالته المنصفه والواقعيه لكنها جاءت متاخره بعدما ترجحت الكفه او تكاد وبان الصبح لكن ليس للجميع فمازال من يحاول انشاء قوه طائفيه غايتها اكمال المسيره التي بداها صدام بحرب الثمانينات ولم يفلح في ايقاف الممهدون لدولة العدل الالهى لا شك في ان العرب تعاملوا مع الازمة السورية بأخطاء، فاقت اخطاءهم في العراقلا اتفق معكم انهم تعاملوا باخطاء بل بطائفيه نعم اشقائنا واهلنا في الخليج تعاملوا بطائفيه هائله منذ نجاح الثوره الايرانيه ودعموا صدام بقلوب عمياء ثم ارتدعليهم عملهم باجتياحه الكويت والازمه السوريه هي امتداد لذلك وحلقه جديده يحاولون بلا فائده وظهرت داعش واخواتها وهي حلقه جديده وواضحه من تلك الطائفيه كانت متخفيه تحت حكم صدام ومازالت بعض اعمدتها متخفيه تحت هذا الحكم او ذاك