مشكلة الأحزاب الأردنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صالح القلاب
&
&
& ما جرى مع &"إخواننا&" ،الإخوان المسلمين، يجب أن يجري في كل الأحزاب الأردنية فالمراجعة الشاملة ،بعد نحو ربع قرن من انطلاقة الحياة الحزبية بعد انقطاع تواصل منذ عام 1957، غدت ضرورية ليس ل&"أصحاب&" هذه الأحزاب بل للأردن ،الوطن والدولة والشعب، فالتجربة كانت فاشلة فشلاً ذريعاً واستمرارها سواء لعام واحد أو لربع قرن آخر يعني إضاعة للوقت ويعني ترك أبنائنا وأحفادنا لكل هذه الأفكار التشويهية والمشوهة ولكل هذه التنظيمات الدموية التي عنوانها :&"داعش&" و &"النصرة&" وباقي التشكيلات الإرهابية المعروفة وغير المعروفة .
إن المشكلة التي رفضنا الاعتراف بها بعد &"انعطافة&" عام 1989 ،التي جاءت كاستشراف مبكر من قبل &"الحسين&" رحمه الله للمستقبل ولما سُميَّ الربيع العربي، هي أنَّ معظم أحزابنا نسخ مشوهة لأحزاب قومية ويسارية وتنظيمات فلسطينية فشلت تاريخياً فشلاً ذريعاً كحزب البعث بجناحيه المتناحرين ،الجناح العراقي والجناح السوري والحزب الشيوعي وحركة القوميين العرب، التي أنجبت تجربة اليمن الجنوبي البائسة وأنجبت ،بالإضافة إلى الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية وما تفرع عنها مبكراً ولاحقاً من انشقاقات، منظمة العمل الشيوعي في لبنان.. وهكذا فإن المحصلة وبعد ربع قرن ليست إلَّا صفراً مربعاً&"وهذا على أساس أنَّ تجربة ما يسمى الأحزاب الوطنية&" قد جاءت بالنتيجة محبطة ولم تحقق إي إنجازٍ لبلدنا ولشعبنا على الإطلاق.
الآن هناك انهيار للتجربة التقليدية للإخوان المسلمين عندنا هنا في الأردن وعند غيرنا في مصر وغير مصر وفي العالم بأسره والسبب أنَّ هؤلاء قد رفضوا التجديد وبقوا يتمسكون بمعطيات وتصورات حائرة ومحيرة ومربكة ومرتبكة كان طرحها الشيخ حسن البنا في عشرينات القرن الماضي وهذا هو ما جعلهم يبدون عاجزين وعلى هذا النحو عن تحديد موقف من &"داعش&" و &"القاعدة&" والتنظيمات الإرهابية وجعلهم يفقدون ومبكراً قيادات كان بإمكانها إخراجهم من كهوف بدايات القرن العشرين الرطبة ووضعهم على طريق مسيرة التاريخ والألفية الثالثة.
واللافت بالنسبة لتجربة ربع &"قرن الأخير في بلدنا المملكة الأردنية الهاشمية، أن القوانين الحزبية المتلاحقة على مدى هذه الفترة الطويلة نسبياً قد شجعت على الإمعان في اتساع حالة التشرذم الحزبي.. إذْ أنه ليس غير معقول وفقط بل ومضحكا أن يكون هناك حزب سياسي ،برئيس أو أمين عام ومكتب سياسي وقيادة مركزية، بخمسين عضواً فقط.. هل يعقل هذا؟! وما هي حاجتنا لحزب لا يكفي عدد أعضائه لحمولة &"بيك أب&" واحدة ؟..
ثم وإنَّ ما زاد الطين بلَّه هو أن معظم قوانين الانتخابات التي تلاحقت ومنذ بدايات تسعينات القرن الماضي وحتى آخر انتخابات برلمانية قد شكلت عبئاً ثقيلاً على تجربتنا الحزبية... والمشكلة أنه كان هناك توافق غريب غير مبرر على الإطلاق على اعتبار أن قانون الصوت الواحد والدوائر المغلقة الواحدة شرّاً مستطيراً مع أن هذا القانون لو جرى تغليب المصلحة الوطنية على النزعات الشخصية هو أساس البناء الحزبي الصحيح واستبعاد التشوهات الاجتماعية والمال السياسي عن الحياة البرلمانية التي لا شك في أنها قد حققت ،رغم كل شيء، إنجازات لا يمكن إنكارها!!.
إنَّ المفترض أنْ مشكلة الإخوان المسلمين المتفاقمة ،التي هي في بدايتها وليس في نهايتها، قد فتحت عيوننا على أوضاعنا الحزبية البائسة ،&"التي لا تسر الصديق ولا تغيظ العدا&" فهذه الأوضاع باتت مهترئة فعلاً ولا يفيد فيها لا الترقيع ولا رفع مقدار &"الجعالات&" التي تدفعها وزارة الداخلية.. إنه علينا أن نركز جهودنا وإمكانياتنا كلها على قطاع الشباب.. فالبداية الحزبية يجب أن تنبثق من هؤلاء.. والبداية هي العودة لفكرة التيارات الثلاثة التي طُرحت مبكراً والتي يجب العودة إليها ..ولكن بداية من القطاعات الشبابية..
&