هل علينا التصالح مع الأسد؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الراشد
مع ارتفاع وتيرة قتال الإيرانيين وحلفائهم إلى جانب قوات نظام الأسد، وتولي الإيرانيين أيضا قيادة حروب القوات العراقية في تكريت وصلاح الدين، يدعو البعض إلى إعادة النظر في السياسة الحالية، والقبول بالتصالح مع نظام بشار الأسد.
وفي رأيي العكس صحيح، تماما. ربما كان التصالح مقبولا في بدايات الأزمة السورية، لكنه اليوم أسوأ قرار يمكن لأي حكومة عربية، خاصة خليجية أن تفكر فيه.
المشكلة ليست مع شخص الأسد بل مع ترِكتِه، وتوأمته مع نظام طهران، والبحر الهائل من الدماء التي أسالها. وقد كان الوعد حينها صادقا بمنحه فرصة الخروج، وحمايته من طالبي الثأر، وفتح صفحة جديدة مع بعض قيادات النظام وتشكيل حكومة انتقالية تجمع كل السوريين بطوائفهم وأعراقهم.
ولا يمكن النظر إلى الحرب في سوريا على أنها مشكلة سورية داخلية، ودون فهم المعادلة الإقليمية، وتحديدا الصراع مع إيران. وفي حال سايرت السعودية نصائح المصريين، أو دعوات المحللين، وقبلت بحل أو مصالحة يبقى فيها الأسد، فإنها تكون قد سلمت كامل الهلال، العراق وسوريا ولبنان إلى إيران! فهل يمكن لأي دارس علوم سياسية أن تفوته النتيجة الحتمية، وهي الهيمنة الإيرانية على شمال الخليج والسعودية؟!
حجة الانزعاج من تركيا و&"الإخوان&" و&"داعش&" صحيحة، لكنها ليست سببا لتسليم الإيرانيين سوريا والعراق. نحن في زمن فيه حروب متعددة، والخطر فيها درجات، الإيراني أعظمها، خاصة مع اقتراب عقد اتفاق النووي مع الغرب. وستترجم النتيجة إيران إلى شحنة هجوم غير مباشرة على خصومها على ضفة الخليج الغربية. ومهما وعدنا الأميركيون أنهم لن يسمحوا للإيرانيين بإيذاء جيرانهم فلا يمكن لنا تصديقهم، خاصة أننا نعرف أن قدرات الولايات المتحدة في منطقتنا تقلصت، وسياستها الجديدة صارت التوجه شرقا نحو الصين. لهذا فإن دعم المعارضة السورية المعتدلة سياسيا وعسكريا ضرورة قصوى لعرب الخليج، لحرمان الإيرانيين من سوريا، ناهيك عن كونها قضية إنسانية هي الأدمى في تاريخ المنطقة. لا يمكن للسعودية أن تتخلى عن عشرين مليون سوري مهما كانت الأسباب، ولا يمكن لها أن تغض النظر عن خطر التوسع الإيراني في بلاد الرافدين، ولا يفترض أن نقبل بنظرية مصالحة الأسد حيث لا مكان لها في حسابات الخليج العليا. هل يمكن للسعودية مصالحة الأسد الذي قتل ربع مليون إنسان من أجل محاربة عصابات داعش؟ مستحيل تماما. وكيف لنا إقناع العشرة ملايين مشرد الذين دكت طائرات الأسد بيوتهم وأحياءهم بالتخلي عنهم؟
أما بالنسبة لتركيا، فالمشكلة تتمثل في شخص رئيسها، الذي يسبب هذا الكم الكبير من الشقاق والإزعاج، لكنه وحكومته لم يفعلوا شيئا حتى لحماية مصالح بلادهم الهامة في سوريا، عدا حماية ثم جلب رفات سليمان شاه الذي شبع موتا من مئات السنين.
وعندما تأتي الساعة التي تصبح فيها القضية محل النقاش هي مصير الأسد في أي حرب أو حل سلمي مستقبلي، فإنه لا أحد سيهتم بمسألة الانتقام. فالتركيز اليوم هو على حلين متوازيين، دعم المعارضة المسلحة المعتدلة، الجيش السوري الحر، والثاني دعم أي حل سلمي يقوم على مصالحة كل السوريين، والمحافظة على النظام السوري دون قياداته العليا. ومن دون دعم الجيش الحر، فإن الحل السياسي لا يمكن فرضه بشكل عادل.
التعليقات
مصيبتكم ادهى و اعظم
OMAR OMAR -نعم يجب التصالح مع الاسد مع الاعتذار والا سوف يرسل الدواعش عليكم وستكون مصيبتكم ادهى و اعظم
شرايين الديمستورات
عبدالله العثامنه -تزامنت الدعوه للمصالحه مع بشار الأسد مع اعتقادات مشبوهه من أشخاص مشبوهين بأن الذي يحدث في سوريا ما هو الّا انتصارات أسديه مؤكده وبما أن وظيفتهم الموكلة اليهم هي تسويق هزائم بشار الأسد على أنها انتصارات اعتقدوا بعقلهم المريض أن المفاوضات النوويه الجاريه ما هي الا ثمرة انتصارات حلف المماتعه المتمتع في سوريا وغيرها من البلدان العربيه وراحوا تحت مزاعم عاطفيه يجئرون بضرورة وقف أنهار الدماء السوريه التي لن تتوقف الّا بالأعتراف بالأسد كأمر واقع !! يعني لم يعد لدينا دي ميستورا واحد بل ألاف الديمستورات !! على كلا دي مستورا "الله لا يستر عليه" جاء مفضوحا سلفا أما أولئك المقنعين فقد كانت أقنعتهم تحجب فضيحتهم الى أن حصلت المفاوضات النوويه فأرسلت اشعاعاتها الخارقه فبدت الوجوه القبيحه بقسماتها المفضوحه ولم يعد باستطاعتهم اخفاء سوءاتهم وسترى المزيد منهم في الأيام القادمه يلعلعون على الصحف والفضائيات كما لم يلعلعوا من قبل .
طبعا--
جابر عمر المراهن -لان الوضع سيستمر عشرات السنين اذا لا تفاهمات---وحلول للكارثه الموجودة الان
سبحان الله
حمودي -رغم اعترافك انه تتزايد المطالبه للاعتراف بلاسد ولكنك يا راشد غير موافق ،متناسيا من أرغمكم على محاربته قادر على اجباركم على مصالحته .
ارجعوا الى الله سبحانه
العربي -المشكلة ليست مع شخص الأسد بل مع ترِكتِه، وتوأمته مع نظام طهران، والبحر الهائل من الدماء التي أسالها !!!! هنا اقتبس من مقالك سيد راشد ....ان كانت الدماء فعلا هي من يدفع لعدم قبول المصالحة ...اذكرك انه ليس الأسد ومحورها مسؤول عنها... هل نسيت دعم بعض الدول وربما السعودية أيضا في دعم الجيش الحر يا سيدي ولنقل ان الشيطان كان يدعم النصر وداعش ترى هل كانوا هؤلاء يرمون الزهور على السوريين مثلا....الجميع مسؤول امام سبحانه وتعالى وستطارده عذابات الضمير امام مشهد الأمهات الثكلى ...ارجعوا إلى الله كفى قتلا لان الأيام دول
وارث الجنرال ديمسي
صادق -متى تستقبلون الجنرال قاسم سليماني في الرياض كما استقبلته عمان ؟ نرجو ان لايطول الانتظار