جريدة الجرائد

فليسرقوا آثارنا لأننا لا نستحقها

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

ما فعله &"الدواعش&" في العراق يكشف حقيقة أننا لا نستحق كنوز التاريخ التي في متاحفنا، وتحت رمالنا. نسكن فوق إرث عظيم لا نعرف قيمته لنا وللعالم أجمع، لهذا أتلفت الآثار كما لو كانت مجرد ألعاب أطفال بالية. وحتى لا يندثر ما بناه آباؤنا الأوائل، وصناع حضارات من سبقنا، بسبب الجهل والتخلف المنتشر بيننا، علينا أن نعير هذه الكنوز لمن يعرف قيمتها ويحافظ عليها، إلى أن يأتي يوم، أو قرن مقبل، نكون قد بلغنا الرشد وأصبحنا محل المسؤولية التاريخية، حينها يحق لنا أن نطالب باستعادتها.


لم يعرف التاريخ القديم والمعاصر همجية ولا تدميرا للتأريخ مماثلا لما فعله المتطرفون في بابل ونمرود ومتحف الموصل، أتلفوا بفرح آثارا عاشت أكثر من ثلاثة آلاف عام. وسبق للمتطرفين أن قاموا بتدمير مثلها في سوريا، وسبقهم تنظيم القاعدة في أفغانستان، وفعل الشيء نفسه المتطرفون في ليبيا، يضاف إلى ما ارتكبه &"الدواعش&" حتى في الدول المستقرة، ظنا منهم أنهم يحاربون الشرك ومظاهره. بعد هذه الجرائم المتكررة صار يتحتم علينا أن نعيد قراءة العلاقة بيننا وبين بقايا الماضي وأطلاله وشواهده، ونعترف بأننا لا نستحقها.


ما حدث في العراق، ليس مجرد أزمة عابرة، بل مسألة متجذرة، تعرينا. وبدلا من أن نلوم القلة المتطرفة علينا أن نعترف بحقيقة أننا أمة متخلفة، تعيش عصر الظلام والانحطاط، بوجود &"داعش&" و&"القاعدة&" وَمنْ على شاكلتهما من المتطرفين، يملون إرادتهم على كل من حولهم. وبالتالي، لا يوجد مبرر أن نكابر ونصرّ على حقوقنا في ملكية الآثار، الواجب يقتضي تهريبها إلى حيث يمكن حفظها ورعايتها ودراستها في متاحف العالم الكبرى.


ولنا تاريخ طويل مع الجهل بأهمية الآثار وكنوز التاريخ وحفظها، وقبل شهر كسر أحد منظفي المتحف المصري &"ذقن&" توت عنخ أمون، أعظم التحف في التاريخ، وسبق للرئيس العراقي أن وضع تمثاله بين تماثيل نبوخذنصر، وكاد الرئيس الراحل عبد الناصر أن يدفن مدينة آثار كاملة عندما قرر أن يبني سد أسوان، لولا أن هرعت دول العالم وقامت بنقلها قطعة قطعة. وفي شبه الجزيرة أتلف كثير من الحفريات والجداريات ظنا من الأهالي أنها رسوم محرمة.
ولحسن الحظ، حظنا نحن، أن علماء الغرب وتجاره قاموا بنقل ونهب آثار من أرض النيل، وبلاد الرافدين، وقلاع اليمن، وغيرها، وهي اليوم محفوظة في متاحف فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وتركيا وغيرها. ومع أن كثيرا من الغيورين رفعوا أصواتهم محتجين ومطالبين باستعادة ما نقل وسرق، إلا أن بعضنا كان يعرف في قرارة نفسه أن نقلها إلى الخارج كان خيرا لأننا لا نستحقها، لم نصل بعد إلى مرحلة الوعي بأهمية الآثار ولا القدرة الرسمية على حمايتها ولا الإمكانيات العلمية المتقدمة لحفظها ورعايتها ودراستها.


تخيلوا أن متطرفي الإسلاميين كانوا هم من حازوا الكنوز العظيمة مثل تمثال نفرتيتي الذي هرب إلى ألمانيا في مطلع القرن الماضي، وتمثال الملكة حتشبسوت، ورأس تمثال رع ابن الملك خوفو، والمسلات الباسقة، وبقية الخمسة آلاف قطعة أثرية المصرية.. تخيلوا لو أن الآثار البابلية التي تحكي التاريخ العراقي الموجودة اليوم في المتحف البريطاني بقيت في العراق، نحن نعرف أنها ستنتهي نهاية بقية الآثار التي كسرها &"الدواعش&" بفرح وفي احتفالية كبيرة! لحسن حظنا أن نحو أربعة ملايين مخطوطة عربية وإسلامية كلها مخزنة في متاحف وجامعات غربية، وإلا كانت اليوم إما أحرقها مجانين &"داعش&" أو أكلتها فئران المخازن المهملة في مستودعات المتاحف العربية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاقربون اولى بالمعروف
عربي -

الكاتب مر على مايفعله المتطرفون في افغانستان والعراق وسوريا ومصر من تدمير للاثار وتحريض على هدمها واعتبارها شركا بالله. ولكن الكاتب لم يتطرق الى اصل هذا الفكر المتخلف الذي غزا العالم العربي والاسلامي في الاربعين عاما الماضيه بفضل البترودولار. الكاتب لم يرى او لا يريد ان يرى ماذا فعله "المحتسبون" في معرض الرياض الدولي للكتاب حين اقتحموا منصه كان يحاضر فيها دكتور قال ان مافعله الدواعش في اثار العراق جريمه انسانيه ، فما كان من هولاء الان ان اقتحموا المنصه واسكتو الرجل وفضو المحاضره.

هكذا اوصى الأسلام
مسيحي مهاجر -

قالت صحيفة الشرق الأوسط السعودية إن ندوة «الشباب والفنون.. دعوة للتعايش» التي أقيمت ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب مساء أمس شهدت صخبا أدى لإيقافها بعد أن قاطع محتسبون المحاضر الدكتور معجب الزهراني أثناء تنديده بتدمير تنظيم داعش للآثار الحضارية في الموصل بالعراق.وقال الدكتور معجب الزهراني إن تدمير الآثار في العراق وغيرها اعتداء على الإرث الإنساني، إلا أن إشارته للتسامح الإسلامي إزاءها لم تقنع عددا من المحتسبين الذين ثاروا في وجهه معترضين على تنديده بتدمير الآثار، معتبرين أنه يدافع عن أصنام نبذها الإسلام.وقال الدكتور معجب الزهراني لـ«الشرق الأوسط»، إنه «فوجئ بمجموعة من المحتسبين يعترضون على كلامه حين قال إن التماثيل والشواهد والآثار ظلت باقية خلال العصر الإسلامي على مدى 1400 عام دون أن يمسها أحد بسوء قبل أن يأتي هؤلاء السفهاء ليدمروا التراث الحضاري (في إشارة لتنظيم داعش في العراق).. فانبرى بعض المحتسبين ليصرخوا في وجهه بأن إبراهيم الخليل حطم الأصنام.. ثم ارتفعت الأصوات».وفي وتعليق له على الحادث، قال الزهراني لـ«الشرق الأوسط»: إن «هناك فئات في هذا المجتمع السعودي العريق لا يطيقون الحديث عن الفن ولا يدركون أهمية الجمال في الحياة».وقال أحد المحتسبين أن الأصنام تعرضت للتدمير منذ إبراهيم الخليل حتى نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي حطم الأصنام حين دخوله مكة.وحين قال المحاضر إن هناك فرقا شاسعا بين الأمرين ارتفعت الأصوات وتدخل عدد من المحتسبين لمناصرة صاحبهم الأمر الذي أدى لقطع المحاضرة بعد أن صعد المعترضون إلى المنصة ونادوا للصلاة

وأنت الصادق !
عراقي يكره المغول -

من يقرأ مقالتك يخرج ممجّداً الغرب الذي (نهب) آثارنا على أنه المنقذ ونبي الرحمة الذي حمى جُملةً من آثارنا ..وأنه قد تَفضَّل علينا بفعلته تلك.. البعض يتذكرون شيئاً وتغيب عنهم أشياء .. أستاذي لقد نسيت ان تشكر الغرب الذي فصّل لنا داعش وقبله القاعدة لتحقيق أهدافٍ (أعلاها) تشويه الاسلام و(أوسطها) حفظ مصالحه وأن نبقى سوقه التي تستهلك حتى بضائعه وأسلحته القديمة و(أسفلها) تجريدنا من ثرواتنا الأثرية ليستأثر هو بالسياحة الأثرية لأن عهد النهب قد ولى إلى غير رجعة..أقول نسيتَ أن تشكر الغرب على زرع الكيان الصهيوني فيما بيننا الذي لازال يعيث في أرضنا فساداً وتقتيلاً .. كما نسيتَ أن تشكره على معاهدة سايكس بيكو التي أسست للتقاتل الطائفي والعرقي فيما بيننا .. وأخيراً وليٍس آخراً نسيتَ يا أستاذنا أن تشكر الغرب على الربيع العربي الذي أعادنا إلى العصور الحجرية التي ماعدنا نحتاج فيها إلى آثار لأننا قد أصبحنا نحن آثاراً .

قول الحقيقة
نون -

السيد الراشد يعرف بالتأكيد احداث التاريخ التي بدأت بأمر الخليفة عمر لفاتحي مصر بحرق الكتب في الاسكندرية وما تلاه من احداث وفتاوى غير مختلف فيها وهذا ما يستند عليه فكر الفرق التي تدعي تطبيق النص الحقيقي واتباع السلف الصالح, اذن ما يخفيه الراشد وامثاله هنا هو الحقيقة التي بسببها يتم تدمير الحجر والبشر وكل ما من شأنه ان يجعل حياتنا مشرقة ومحترمة, هذه الحقيقة التي جوهرها النص المقدس الذي يخشى الراشد وامثاله تناوله من وجهة نظر تاريخية حتى نعرف الحل, الوقت يمر ونحن نفكر بخجل لذا فلا حل.

و من هو المتسبب ؟
سامح زكي -

ظللت تدور حول السبب و لكنك تخشى ان تفصح عنه .

نحن واثارنا
كريم الكعبي -

السيد الكاتب من باع شرفه وعرضه للدواعش واحتضنهم في مناطقهم يسهل عليه تخريب تاريخه واصيبوا بمرض الطائفيه الذي انساهم انفسهم بانهم بشر وتحولوا الى حيوانات فاقدي العقل والشرف الملاحظه لماذا لم تخرب الاثار وتنهب الموجوده في المناطق الشيعيه في وسط وجنوب العراق حضارة بابل وسومر فقط دمرت في الموصل هؤلاء لهم جذور في الجريمه ايام صاحبهم صدام فهم ازلامه من مخابرات وضباطه العسكريين الكبار في القوه الجويه والبريه والبحريه غيبوا خمسة ملايين شخص من كافة الطوائف العراقيه لاخير فيهم في الماضي ولاخير فيهم اليوم ولافي المستقبل واصبحوا بلاهويه وعنوان انهم همج رعاع

حرب ثقافية و لكن بأيدي أص
مدرسة إبراهما -

حرب ثقافية و لكن بأيدي أصحابهاهذا القرد الدارويني عبر تاريخهِ كانت حرب ثقافية دوماً أي سرقة أو بيع أو تدمير الأثار أما الشيئ الثاني ما قام بهِ هؤلاء ليس إلا طلاب بمدرسة جدهم إبراهيم لماذ البكاء و الحزن على دمار أثار بابل و هناك عدوا قررَ الإنتقام من صواريخ بابل بأن يدمر العراق بحاضرهِ و مستقبلهِ عن طريق الطائيفية و ماضية عن طريق طلاب مدرسة إبراهيم هونوا على أنفسكم و لا تسمحوا للجلطات الدماغية أن تأتي عليكم من الأسف و الحزن على تلك الأثار

سياتي اليوم الذي ستندمون
سرجون البابلي -

الاثار ليست اثاركم والارض ليست ارضكم وهذه الارض ملعونة مشبعة بدماء اصحابها الحقيقون لا ولن تعيشوا عليها بامان مادام اصحابها لايستطيعون العيش عليها بامان .الارض سترفضكم وستقتلون بعضكم البعض الى ترجع الارض المسروقة الى اصحابها .