جريدة الجرائد

التفاوض مع سورية آتٍ

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

عبارة &"علينا أن نتفاوض في النهاية&"، التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الأحد الماضي في مقابلة بثّتها قناة &"سي بي أس&" ما زالت تُشعِل جدلاً عالمياً وإقليمياً واسعاً. وهي كشفت حقيقة مهمّة مفادها أن لا وجود لحل عسكري، بل مخرج سياسي. وكل التعقيبات والتفسيرات التي صدرت عن تركيا وشركاء غربيين لواشنطن، اعترفت في ثناياها بأن الطريق الوحيد لوضع نهاية لمعاناة الشعب السوري، والخروج من مأزق الاستنزاف، هو الحل السياسي، وإن غُلِّفَ الاعتراف بعبارات جرت العادة على ترديدها في الحديث عن الأزمة السورية.

&

كيري قال في تصريحاته إن بلاده &"ستضطر للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد في شأن انتقال سياسي في سورية&"، ولم يقل إن بلاده ستبدأ عملية تفاوضية. فهذه الأخيرة جرّبت جنيف بنسختيه الأولى والثانية وفشلت. ومن غير المعقول أن كيري لا يفرّق بين العبارتين. والتطمينات التي صدرت عن الإدارة الأميركية بعد تصريحاته، ربما، قصدت تخفيف الصدمة لدى الشركاء الذين لم يُؤخذ رأيهم في توجُّه واشنطن الجديد. لكن من يقرأ بتمعّن تطمينات جوش إرنست، الناطق باسم البيت الأبيض، سيجد أنه حسم الجدل، وكشف هدف الإدارة من وراء تصريحات كيري، إذ قال إرنست: &"أولويتنا هي التعاطي مع الخطر الذي يمثله المتطرفون الذين يستغلون الفوضى في سورية&". كأنه يقول إن الاعتراف بنظام الأسد أو عدم الاعتراف به، صارا وسيلة الحل، وليسا غايته.

&

لفهم الغضبة الأوروبية من تصريحات كيري، تجب العودة إلى تذمُّر الفرنسيين، وبعض الدول الأوروبية، من توجّهات المفاوضات الأميركية مع إيران حول مشروعها النووي، والتي كشفت خوف الأوروبيين من حصول الشركات الأميركية على الدثور والأجور كثمن للصفقة مع طهران. وجاءت تصريحات كيري لتعزز تلك المخاوف. يمكن قراءة هذا الجدل الذي أحدثته تصريحات الوزير الأميركي كجزء من الضغوط التي تحدّث عنها كيري، وربما هي ضغوط مضادة من الأوروبيين على واشنطن لتخفيف تنازلات الجانب الأميركي في مفاوضاته مع إيران.

&

لا شك في أن واشنطن وشركاءها الأوروبيين، وبعض الدول الإقليمية المؤثّرة في الأزمة السورية، أصبحوا مدركين أن لا مفر من إنهاء الحرب الأهلية في سورية، وأن نزع فتيل العنف من يد المتطرفين، الذين يستغلون الفوضى للاستمرار والتمدد، أصبح الهدف المقبل.

&

الأكيد أن مفاوضات على طريقة جنيف لإنهاء حرب معقّدة، دخلت عامها الخامس، لم تعد مجدية. ويصعب الرهان على معارضة غير متجانسة، وليس لديها مشروع موحد للحل، فضلاً عن أن بعضها بات طرفاً في نزاعات مع دول إقليمية مؤثرة.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الزملاء
jj -

نرجو انك لا تغضب زملاءك في المهنة ويعتبرونك فاقد لعقلك من موقفك الصريح من سوريا .

خربتم-الشام
ولد قطر -

ما يحصل محزن ومأساة بالداخل–والخارج للسوريين–اين عقلاء سوريا- عدم وجود لايعني غير موجودين لكن لا تأثير لهم او مخافة من البطش–وهل يرضيكم ما تفعلونه أيها المتقاتلون( حكم-ومعارضة) بشعبكم–بلدكم فقير اقتصادا-دمرتم البنى التحتية والاقتصاد ناهيك عن مئات الاف من القتلى والجرحى والمعوقين وملايين الايتام والثكالى والمشردين والاجئين–اين سعة قلوبكمسوريا ربتكم-علمتكم-عالجتكم —بلد لا مستقبل له بهذا العنف-الى متى–هل هناك مؤامرة للتقسيم -نعم لانه هو الهدف لم يفهمه الحكم والمعارضه-راجعوا طريقه دول الإقليم مع الغرب-كيف يعملون-راجع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة-بعدها هو الهدف-لان الجولان ستنتهي للابد لان الدول تحولت الى دول-سنية- وممكن دولتيين واحدة للمتشددين وواحدة للعلمانيين-علوية-كردية-درزية-مسيحيه–فمن سيطالب بالجولان–صراع ابدي بينكم–هل هذا الشام وتاريخه وعبقه–انتبهوا ايها السوريين بلدكم يضيع كما ضاعت فلسطين

الاعتراف
زمان -

المناخ السائد في السعودية كله ضد الرئيس السوري بشار الأسد نتيجة التحريض الإعلامي القائم هناك منذ سنوات حتى قبل الأزمة السورية الراهنة، ومع ذلك يكتب الأستاذ داود الشريان مثل هذه المقالات عن سورية، فهذه شجاعة وجرأة من جانبه. الرجل يمشي ضد التيار، ويغرد خارج السرب، من باب الإنصاف يتعين الاعتراف له بذلك.

اكرر التعليق-لأهميته
متابع--خليجي -

--اغنية–(الشيخ رجب الديروطي .. إحتفالات مولد سيدنا الحسين-)- اعتقد للمتصوفين في مصر -الاغنية موجوده في اليوتيوب- رائعة وخياليه ومؤثرة—لعلها تهدىء النفوس بالمنطقة-—نتمنى---شكرا

لا تفاوض مع القتلة
سالم -

يعتبر داود الشريان حرا فيما يراه ولكن يبدي تعاطفا مع قاتل فهذا غريب على مثقف خليجي بحجم الشريان. المهم اقول الى الاستاذ داود بان حسك الصحافي قد خانك هذه المرة او ان رؤيتك للوضع في سوريا يشوبها الكثير من الضبابية اما الاحتمال الثالث فانك تشاهد قناة الميادين. لا يوجد لدى الشعب السوري ما يخسره حاليا لان البلد قد دمر وهجرت الناس وقتل مئات الالوف واصبح الموت بالنسبة للسورين فعل اعتيادي وهنا اسمي الموت بالفعل عندما يكون اختيارا ثمنا للحرية والكرامة. ان الخاسر في استمرار الحرب هو النظام وليس الشعب , فهو من يزال يقيم في القصور ويتمتع بحاية البذخ ولديه حلم في ان يستعيد مجدا زائفا بناه والده المجرم بالنار والحديد. اطمئن الاستاذ داود ان لا احد يملك انهاء المعركة على الارض سوى شباب وبنات سوريا الذي حملوا وزر هذه الثورة ولن يتخلوا عنها مهما طالت الحرب فهم لا يمكون شيئا يخسروه بل على العكس هم يخوضوا معركة كسر عظم مع ايران دفاعا عن الوطن العربي كله وليس سوريا فقط. تحيا الثورة السورية المباركة الطاهرة النقية الخزي والعار لاعدائها ومريدي المجوس الانجاس.

الى 5
جابر عمر المراهن -

لا اريد التدخل بمسألة تخص السوريين--لكني اتسأل---هل يستحق ماتعملونه ببلدكم---بعدين وكانكم تضعون مصير شعب وان يموت علشان شخص بشار -هل هذا معقول تريدون الموت لمئات الاف او حتى الملايين اكثر مما حصل لهذا--اعرف مدى غضبكم--لكن هذا لايبرر الموت للمساكين والعذابات-اليوم هو موجود بشار -ممكن ان ينتهي باي لحظة-لكن الى ان يحصل وانتم مشتركين بطريقة ما في ازهاق مئات الاف--ولماذا يموتون ممكن اكثرهم لا يرغبون بما انتم تفعلونه- -لابد من الحواروبعدها لكل حادث حديث--العجرفة والغرور اسف لهذه اللغة--لكن هذا هو الواقع من اغلب المعارضة--نسوا انهم برفضهم ستكون كما قال رقم تعليق 2---نتمنى السلام للجميع