جريدة الجرائد

إيران تكشف عن أطماعها في العراق ودروس من معركة تكريت

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مصطفى العبيدي

&أشرت تطورات الأحداث في العراق خلال الاسبوع لمزيد من التأزم في الأوضاع السياسية والأمنية، مع مؤشرات خطيرة في نظرة القيادة الإيرانية إلى العراق.
فقد كشف مقال مسؤول إيراني حول وحدة العراق وإيران حقيقة نوايا إيران تجاه العراق وسعيها لتحقيق حلمها الأزلي منذ مئات السنين بالهيمنة على العراق وإعادة ضمه إلى الامبراطورية الفارسية المنقرضة بلا رجعة، كاشفا عن حقيقة مشاعر القادة الإيرانيين تجاه العرب الذين أسماهم &"العربان&" ومستخفا بجامعتهم العربية.


وجاءت التصريحات الخطيرة في مقال رئيس تحرير وكالة &"مهر&" حسن هاني زاده على موقع الوكالة بعنوان &"الوحدة بين إيران والعراق لابد منها&" وأكدها في عدة مقابلات أجرتها معه وسائل إعلام لاحقا، ليكرر عبارات مثل: &"لقد آن الأوان ان يقول الشعب العراقي كلمته الأخيرة وان يختار بين العروبة المزيفة الجاهلية وبين الإسلام الحقيقي وينفض ثوبه من تراب الذل العربي&"، ليكون ذلك انعكاسا ليس لموقف شخصي بل توجه عام للقيادات الإيرانية التي لم تعترض عليها أو توجهه لتغييرها في بلد كل كلمة فيه تكون خاضعة للرقابة المشددة.
وجاءت زيارة وزير خارجية العراق ابراهيم ال

جعفري إلى روسيا لتحقيق أهداف منها تجديد الاتفاقيات المعقودة بين البلدين وخاصة في مجال التسلح والنفط، مع تأكيد التمسك بالحلف الذي تقوده روسيا ويضم إيران والعراق وسوريا مقابل الحلف الأمريكي الذي يضم حلفاءها في المنطقة. وقد أتفق البلدان على ضرورة اشراك إيران في كافة الجهود المبذولة لحل قضايا المنطقة، وكأنها في معزل عما يجري فيها وكأنها ليست المحرك الخفي للكثير من قواعد اللعبة السياسية والأمنية في المنطقة.
أما في المجال الداخلي، فكانت لقاءات رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني مع العشائر العربية في الموصل وتشجيع انضمام مناطق عربية للاقليم، وإعلانه أن المناطق المحررة من تنظيم الدولة ستبقى جزءا من الاقليم، بمثابة تحركات عززت مخاوف القوى العراقية من مخاطر ستنجم في فترة ما بعد تنظيم الدولة منها تمسك القادة الكرد بالمناطق المحررة ونزوع نحو مزيد من خطوات الانقسام الطائفي والعنصري لتجزئة الوطن.
وفي سياق على صلة، كشفت مصادر كردية، ان &"وفدا عسكريا إيرانيا زار الاقليم والتقى بمسؤولين في وزارة البيشمركة وحكومة كردستان وطلب من وزارة البيشمركة التعاون مع قوات الحشد الشعبي في مواجهة تنظيم الدولة والعمل سوية على استعادة المناطق منه&". وأشارت المصادر ،ان وزارة البيشمركة رفضت الطلب الإيراني وأكدت للوفد ان اقليم كردستان يرفض اقتراب قوات الحشد الشعبي من المناطق التي تفرض البيشمركة السيطرة عليها، خشية وقوع مشاكل بين الطرفين.
ومن المؤشرات الخطيرة الأخرى، هي مساعي القوى والأحزاب والميليشيات الشيعية لتعزيز تنامي سلطة الحشد الشعبي الذي يراد له أن يكون قوة مؤثرة في العراق، وان يتم تحويله من هدف اسناد القوات الحكومية في محاربة تنظيم الدولة إلى قوة تتورط في ممارسات طائفية أدت إلى بروز دعوات وتحذيرات محلية ودولية ضده. وقد تصاعدت هذه الأيام مواقف الإدانة تجاه ممارسات بعض عناصر الميليشيات في المناطق المحررة والتي صدرت من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وحتى من قبل مرجعية الأزهر الشريف، لتؤكد ضرورة ايقاف تلك الميليشيات التي تثير الطائفية وتسيء إلى الحشد الشعبي. وعلى صعيد تصاعد التكاليف المالية للحرب على الإرهاب، فقد كشفت اللجنة المالية النيابية، ان الحرب على ما يسمى بتنظيم الدولة تكلف الخزينة العراقية ما يقارب 100 مليار دينار يوميا.


وقال عضو اللجنة النائب هيثم الجبوري، في تصريح صحافي ان &"مخصصات الموازنة الخاصة بوزارتي الدفاع والداخلية والحشد الشعبي وجهاز المخابرات والأمن والوطني تعادل 35 ترليون دينار عراقي ما يعادل 33 مليار دولار إذا ما قسمت على عدد أيام السنة الواحدة لتصل تكلفة الحرب إلى 100 مليار دينار يوميا ما معدله 80 مليون دولار يوميا. وهذا يعكس حجم تحديات الأزمة المالية التي يعيشها العراق، خاصة مع عدم وجود ما يدل على قرب امكانية زيادة الصادرات النفطية وتحسن أسعارها.
أما على الصعيد الأمني ، فما زالت معركة تكريت متوقفة دون حراك بسبب قيام عناصر التنظيم بزرع آلاف العبوات الناسفة والبيوت المفخخة ونشر القناصين في المناطق التي يتحصن فيها، مع تصريحات حكومية باستعدادات لخوض المرحلة الأخيرة من المعركة قريبا جدا. وقد أعطت معركة تكريت دروسا أهمها عدم المبالغة في تقدير امكانيات القوات الحكومية والميليشيات المساندة لها وعدم التقليل أو الاستخفاف من قدرات العدو وعدم الاستعانة بامكانيات التحالف الدولي، وان معركة من هذا النوع في تكريت وربما في الموصل لاحقا، يجب ان تقاد من قبل العسكريين من ذوي الخبرة والكفاءة وليس قادة ميليشيات، كما أظهرت المعركة أن الفوضى وتعدد مصادر القرارات في إدارتها قد يكون لها تأثير سلبي معاكس على سير المعركة ونتائجها.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف