جريدة الجرائد

دردشة تاريخية مع السيد

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مشاري الذايدي

هناك اشتباك كبير بين إيران والسعودية في الإقليم. هذه حقيقة. إيران هي صاحبة فكر تصدير الثورة، ونصرة الجماعات المقاومة والممانعة، ونظرية ولاية الفقيه، ومرشد جمهوريتها هو &"ولي أمر المسلمين&" كل المسلمين، لذا فلا حدود مكانية دنيوية تقف أمامه.


لا نتوقع حصول الخطر، فهو حاصل فعلاً، ويوميًا، وبصور متعددة، منذ 1979 حين أعلن الخميني جمهوريته وولايته المقدسة.


منذ تلك اللحظة والمنطقة تعيش توترًا، لأن عقيدة النظام الإيراني قائمة على الثورة والتدخل والإفساد، وكل الأنظمة العربية، خاصة السعودية، هم أعداء للثورة الخمينية. لماذا السعودية تحظى بهذا الكرم الإيراني من الكراهية؟ كما تجلى ذلك مثلاً في شتائم حسن نصر الله الأخيرة ضد السعودية.


السبب واضح، فالسعودية هي بلد الحرمين، ومنطلق الإسلام، وجزيرة العرب، وعماد القوة الاقتصادية والسياسية. كل هذا يعوق صولة التمدد الإيراني، التي توظف عدة أوراق لتلك الغاية، مثل ورقة المقاومة وقضية فلسطين، تارة، وحماية الشيعة ومراقد آل البيت، تارة أخرى، وحماية الأقليات والمسيحيين، تارة ثالثة، ومكافحة الإرهاب، أمام المحافل الغربية، تارة رابعة، أو حتى من خلال استخدام ورقة كره العرب، القابعة في قيعان النفس الأوروبية والغربية، أو بعضها، واللعب على وتر الحضارة الفارسية الشقيقة للحضارة الإغريقية.


الهدف من هذا كله هو السعودية.


على ذكر التاريخ، كما أحب خطيب الضاحية، فإن أعظم الحملات البرتغالية، ذات الروح الصليبية، على بحار العرب، هي حملة القائد البرتغالي الكبير ألفونسو البوكيرك 1513، ومن أعظم فصول هذه الحملة اجتياز البوكيرك بأسطوله باب المندب بمدخل البحر الأحمر، بعد ضرب عدن وغيرها، مزمعًا الوصول لجدة، ثم المدينة النبوية، ومهاجمة مسجدها الأعظم، وكان أيضًا يزمع غزو الهضبة الحبشية وحبس النيل عن مصر، للضغط على المماليك، لكن خابت مساعيه.


البوكيرك هذا الذي كان يريد غزو المدينة ومكة، وأوشك فعلاً، كان حليفًا للشاه إسماعيل الصفوي، وتذكر كتب التاريخ أنه بعد اندحار الصفويين أمام العثمانيين بمعركة جالديران 1514 كتب البوكيرك للملك البرتغالي عمانويل الأول يطلب منه السماح له بتجهيز الشاه إسماعيل الصفوي بالمدفعية اللازمة كي يتمكن الصفويون من إضعاف العثمانيين ويعرقلوا تقدمهم.


هذا هو الشاه الذهبي للعصر الشيعي الإيراني.


هل نقول إن ذاك السعي الخطير، الحقيقي، ضد الحرمين، يعبر عن كل الشيعة أو كل الإيرانيين؟ لا يقول ذلك إلا صاحب ضمير مريض، لكن نذكر فقط ليصحح نصر الله نظره المعوج للتاريخ، إن كان يحب حديث التاريخ.
الهجوم الإيراني على السعودية صار منهجيًا، متواترًا، خلال الأيام الماضية، من المرشد خامنئي، مرورًا بالرئيس &"المعتدل&" روحاني، وصولاً للخطيب الغاضب من الضاحية. آخر ذلك تهديد نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، للسعودية بأن الحوثيين يمتلكون صواريخ بمقدورها ضرب أي مدينة سعودية. لكن خطيب الضاحية يقول إن السعودية تبالغ في حذرها!
العرب يحمون أنفسهم، وعلى المتضرر &"الصبر الاستراتيجي&"!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جهل في الاسقاط التاريخي
حازم ضاهر -

ان الكاتب يحاول ان يسقط احداث تاريخية قام بها الحكم الصفوي قديما هذا ان صدق في مزاعمه على النظام الاسلامي الحالي في ايران وهذا التصرف انما يدل على جهل الكاتب التام وسذاجته اذ ان الكاتب العبقري خانته ذاكرته ونسي ان النظام الاسلامي في ايران قد قام بثورة شعبية على الحكم الشاهنشاهي السابق الوارث لحكم الصفوين والذي كانت دول الخليخ وعلى رأسهم السعودية هم حلفائه وعلى ما يبدو ان الاحقاد المذهبية منعت هذا الكاتب من قراءة الانتقادات القاسية من قبل اركان النظام الاسلامي في ايران لسياسات الحكم الصفوي التاريخة ولارتباطاته بالسياسات الاجنبية المشبوهة وقد تجاهل الكاتب ان الواقع الحالي اصبح معكوسا حيث ان النظام الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص هم من اصبحت سياستهم مرتبطة ارتباط مشبوه باعداء المسلمين الداعمين لاحتلال فلسطين وبالصهاينة المحتلين مباشرة لفلسطين بينما الحكم الاسلامي في ايران هم من يدافع عن مصالح المسلمين ومن يدعم المقاومات العربية بوجه الاحتلالات الاجنبية لفلسطين ولبنان والعراق بينما النظام الخليجي والسعودي تحديدا نراه مرتميا في احضان السياسات الغربية المعادية لمصالح العالم الاسلامي ولذلك فاننا نرى اليوم ان الادوار قد انقلبت وان الاسقاط التاريخي ينطبق على السعودية التي حلّت مكان الصفويين في سياساتها الحالية بحيث اصبحت رأسحربة في كل الحروب والفتن المنتشرة في عالمنا الاسلامي حاليا .

يا حازم
أحمد شاهين -

يا حازم انا لا أعرف ان كنت عربي او تركي..... ألا ترى انك معجي بالصفويين الجدد المرتمين بأحضان ألغرب؟؟؟؟ لو كانوا كما تقول يملكون قرارهم بيدهم لا يفاوضوا ويرضخوا؟؟؟؟ويتسولوا ويترجوارضا ألغرب.....عمي نحن عرب وقابلين السعودية تاج غلى روؤسنا لا نريد ايراني ولا تركي