جريدة الجرائد

الحوثيون وعلي صالح والقاعدة في خندق واحد

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أيمـن الـحـمـاد


أخرجت القوى الانقلابية في اليمن شياطين القاعدة من سجن المكلأ في محاولة تدميرية يقودها الحوثيون، وعلي عبدالله صالح، وبعض القوى الإقليمية في المنطقة، وهذا يذكرنا بما حدث في سورية والعراق ولبنان. عندما تحالف الأسد والمالكي من أجل ضمان بقائهما في منصبهما، وإن كلف ذلك تدمير البلاد فوق رؤوس ساكنيها، فتآمرا على العراق وسورية لإنجاب "داعش" وأخواتها، فقاموا بذات الأمر وأفرج عن المتطرفين الذين كان من بينهم البغدادي؛ لينقلب السحر على الساحر، ويكون أول المتخلين عن المالكي هم من دعموه.

&

خلال السنوات الماضية قامت المملكة والولايات المتحدة ودول أخرى بجهد كبير استهدفوا من خلاله القاعدة في اليمن، وحققوا نجاحات متتالية، أفضت إلى تحجيم خطورة القاعدة، التي كانت تتخذ من هذا البلد الضعيف والقلق منصة انطلاق لأعمالها الإرهابية، التي استهدفت المملكة والتواجد العسكري الغربي في بحر العرب والداخل اليمني أيضاً.

اليوم ومع تضييق الخناق على الحوثي وعلي عبدالله صالح يبدو أنهما عازمان على التحالف مع التنظيمات المتطرفة في وضع يعكس حالة الضعف وفقدان الأمل اللذين يعنيهما، جراء الضربات التي يتلقيانها من "عاصفة الحزم"، هما بذلك &- الحوثي وصالح &- يجعلان نفسيهما في خندق واحد مع القاعدة.

إن اليمنيين اليوم معنيون أكثر من أي طرف آخر، بضمان تماسك بلادهم والاتعاظ بما حدث في سورية والعراق، بعد سيطرة المتطرفين على بعض المدن في هذين البلدين، والأهم من ذلك التيقن أن الدول في المنطقة ستضع إمكاناتها العسكرية واللوجستية في خدمة دحر المتطرفين، إذ أن الحوثيين و"الدواعش" وجهان لعملة واحدة، ولن يسمح التحالف العربي بأن تسيطر أو تهدد تلك التنظيمات المأجورة أمن المنطقة.

يجدر اليوم بمجلس الأمن الاضطلاع بمهامه بعيداً عن الارتباك الذي تعانيه حسابات القوى العظمى في المنطقة، فالتأييد والمساندة التي يجدها مشروع قرار يدعم الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي ويدين استيلاء الحوثي على المؤسسات اليمنية يجب أن يقابله تأييد للمشروع الذي تتحدث عنه الأوساط الدبلوماسية في نيويورك بشأن التحقيق في علاقة الرئيس اليمني السابق بتنظيم القاعدة.

إن دول الخليج والتحالف العربي لن تقف متفرجة من أجل الإقدام على أي تحرك يحصن مصالحها ومصالح الدول العربية الأخرى، وهي أكثر ثقة اليوم من أي وقت آخر، لأخذ المبادرة، وإن من شأن التقاعس الدولي أن يؤثر على المصالح الدولية والعسكرية في المنطقة الحرجة عند باب المندب والقرن الإفريقي حيث حركة الشباب الصومالية الإرهابية، والتي ستنتهز أي تخاذل من أجل تهديد المنطقة الحيوية، والتي من أجلها حشدت دول كثيرة قدراتها العسكرية في السابق من أجل ردع القراصنة، ولكنها اليوم ربما تكون معنية لاحتمال استهدافها من قبل الإرهاب هذه المرة.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف