الاتفاق الأميركي - الإيراني اقتصادياً مخيف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
راشد محمد الفوزان
اتفاق أولي بين الدول الست والإيرانيين حول السلاح النووي الإيراني، وهو ماراثون طويل بالزمن، ولن أدخل بتفاصيل الاتفاق والتي أقرت خفض مخزون اليورانيوم، وعدم التخصيب وفق نسبة معينه لمدة 15 سنة، واستمرار التفتيش لمدة 25 سنة، وخفض أجهزة الطرد من 19 الف الى 6 الآف، والمقابل هو رفع العقوبات عن إيران الاقتصادية، ويبقى الكثير من التفاصيل على أن يكون التوقيع النهائي في آخر شهر يونيو. من هي إيران؟ ماذا تريد إيران؟ ماذا تهدف إيران؟ من يدقق بالدول المحيطة بالمملكة كالعراق وسورية ولبنان وأخيرا اليمن وقبلها البحرين.
نجد أن إيران لا تدخل دولة أو بلدا إلا وتخلق به القلاقل والفتن بل والحروب ودعم من ينتمي لها سياسيا ومذهبيا ومنها تفرض الهيمنة على الدول التي تصبح تحت ولايتها او سيطرتها من خلال ميليشا أو حزب، وهي لا تدخل أي إيران مباشرة الحرب أو الحروب بالدول بل كلها بالوكالة كما نجدها في العراق من خلال من ترعاهم سياسيا من أيام المالكي رئيس الوزراء، وحزب الله في لبنان، وسورية من دعم الأسد، والآن اليمن من خلال الحوثيين، ودعم أي انشقاق في أي دولة عربية تنتمي لها مذهبيا أو تحقق أهدافها السياسية، وكل هذه الدول للملاحظة أو معظمها لديها حدود مباشرة مع المملكة، أو قريبة جدا منها.
إيران لا تريد السلام والأمن والاستقرار، وهذا ما نلحظه منذ الحرب العراقية ومنذ عودة الخميني من منفاه، فهي لديها أجندة توسعية سواء بالسيطرة بالوكالة او حتى احتلال كما حدث بالجزر الإماراتية، ولن تتوقف هذه الطموحات الإيرانية، ولم يبقَ لها إلا المملكة العربية السعودية المنيعة عليها وهي تحاول دعم حتى الجماعات الأرهابية ضد المملكة، والآن وصلت لليمن بدعم الحوثيين المدعومين من إيران بكل ما تملك وتستطيع ماليا وسياسيا ولوجستيا لتهديد أمن المملكة والمنطقة، وهو ما وقفت أمامه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بعاصفة الحزم، وأمن المملكة خط أحمر لا تراجع عنه.
الاتفاق النووي "غير النهائي للآن" أجد أن إيران نظرت له نظرة "استراحة" فهي تعاني اقتصاديا أشد المعاناة من بطالة وتضخم ووقف الحركة التجارية...الخ. وهي تحتاج لكل دولار، وهذا الاتفاق أجده خطرا على دول المنطقة، فهو سيفك الحصار عنها وستتدفق الأموال وتعود للتركيز أكثر على خلق الفتن والقلاقل بالمنطقة، وستعيد حساباتها بالمنطقة بدون الهم "النووي" والمفاوضات مع الدول الست، إيران تعيد ترتيب أوراقها للمستقبل وهي لا تستطيع الحراك بدون المال، خاصة مع انخفاض أسعار النفط، والحصار الدولي، وهذا ما يعزز استسلامها للأميركان بالمفاوضات وهو اتفاق مرحلي 10 سنوات، ثم ماذا؟ وحين تعود إيران للحزمة الدولية اقتصادياً وتجارياً، سيكون هناك تصدير للنفط ودخل وإيراد، وستكون مدة عشر سنوات كافية لمعالجة اقتصادها ونموه من جديد.
لا يمكن أن تضمن أي شيء يأتي من إيران، وهي لا تدخل بلداً إلا وأصبح بلا أمن واستقرار،وانتشرت فيه الفتن والقلاقل لا تنتهي، فلا يجب أن نثق بالاتفاق الأميركي الإيراني وأميركا تبحث عن نهاية قد لا ترضي وتقنع وتقبل بها دول الخليج المتضرر الأكبر من عودة إيران فلا ضمانات لأي شيء حتى الآن.
&